المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 03.03.1434 الحلقة 3073


adnan
01-14-2013, 10:27 PM
أخيكم / عدنان الياس
( AdaneeeNo )
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي :
الْمَرْأَةِ تُعْتَقُ وَلَهَا زَوْجٌ .. باب منه )
" الحلقة 3073 "

حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَ قَتَادَةُ
عَنْ عِكْرِمَةَ رضى الله تعالى عنهم

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما

[ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ يَوْمَ أُعْتِقَتْ بَرِيرَةُ
وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي بِهِ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَ نَوَاحِيهَا
وَ إِنَّ دُمُوعَهُ لَتَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَرَضَّاهَا لِتَخْتَارَهُ فَلَمْ تَفْعَلْ ]

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةُ هُوَ سَعِيدُ بْنُ مِهْرَانَ وَ يُكْنَى أَبَا النَّضْرِ .

الشــــــــــــروح

قَوْلُهُ : ( كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ )

قَالَ الْقَارِي : أَيْ : كَعَبْدٍ أَسْوَدَ فِي قُبْحِ الْصُّورَةِ ، أَوْ كَانَ عَبْدًا فَأُعْتِقَ فَصَارَ حُرًّا . انْتَهَى .
قُلْتُ : هَذَانِ التَّأْوِيلَانِ بَاطِلَانِ مَرْدُودَانِ يَرُدُّهُمَا لَفْظُ : يَوْمَ أُعْتِقَتْ بَرِيرَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ،
فَإِنَّهُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يَوْمَ إِعْتَاقِهَا
( وَ يَوْمَ أُعْتِقَتْ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ
( وَ اللَّهِ لِكَأَنِّي بِهِ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ إِلَخْ ) و فِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ :
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ .
( يَتَرَضَّاهَا ) قَالَ فِي الْقَامُوسِ : اسْتَرْضَاهُ وَ تَرَضَّاهُ طَلَبَ رِضَاهُ . انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )

وَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ .
تَنْبِيهٌ 1 :

قَالَ صَاحِبُ الْعَرْفِ الشَّذِيِّ : قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ عَبْدٌ أَسْوَدُ .
لَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ عَبْدًا فِي الْحَالِ ، بَلْ بِاعْتِبَارِ مَا كَانَ . انْتَهَى .
قُلْتُ : هَذِهِ غَفْلَةٌ شَدِيدَةٌ وَ وَهْمٌ قَبِيحٌ ، فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَدْ نَصَّ فِي قَوْلِهِ هَذَا أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يَوْمَ إِعْتَاقِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الْبَابِ ،
و قَدْ تَقَدَّمَ بُطْلَانُ هَذَا التَّأْوِيلِ .
تَنْبِيهٌ 2 :

قَالَ صَاحِبُ الْعَرْفِ الشَّذِيِّ مَا لَفْظُهُ : لِي بَحْثٌ فِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ
مَعَ أَبِيهِ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ ، وَ أَنَّهَا عُتِقَتْ قَبْلَهَا ، وَ كَانَتْ تَخْدُمُ عَائِشَةَ .
فَإِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَهَا عَنْ شَأْنِ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ .
قُلْتُ : قَدْ وَقَعَ فِي هَذِهِ الشُّبْهَةِ مِنْ قِلَّةِ اطِّلَاعِهِ فَإِنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا
عِنْدَ الْبُخَارِيِّ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لِعَبَّاسٍ
" يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ إِلَخْ "
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ قِصَّةَ بَرِيرَةَ كَانَتْ مُتَأَخِّرَةً فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ ،
أَوْ الْعَاشِرَةِ ؛ لِأَنَّ الْعَبَّاسَ إِنَّمَا سَكَنَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ رُجُوعِهِمْ مِنْ غَزْوَةِ الطَّائِفِ ،
وَ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ ثَمَانٍ ، و يُؤَيِّدُهُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ شَاهَدَ ذَلِكَ ،
وَ هُوَ إِنَّمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبَوَيْهِ ، و يُؤَيِّدُ تَأَخُّرَ قِصَّتِهَا أَيْضًا بِخِلَافِ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ
أَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَ الْإِفْكِ أَنَّ عَائِشَةَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ كَانَتْ صَغِيرَةً ،
فَيَبْعُدُ وُقُوعُ تِلْكَ الْأُمُورِ وَ الْمُرَاجَعَةِ وَ الْمُسَارَعَةِ إِلَى الشِّرَاءِ وَ الْعِتْقِ مِنْهَا يَوْمَئِذٍ ،
و أَيْضًا فَقَوْلُ عَائِشَةَ : إِنْ شَاءَ مَوَالِيكَ أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً .
فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى وُقُوعِ ذَلِكَ فِي آخِرِ الْأَمْرِ ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ فِي غَايَةِ الضِّيقِ ،
ثُمَّ حَصَلَ لَهُمْ التَّوَسُّعُ بَعْدَ الْفَتْحِ ،
و فِي كُلِّ ذَلِكَ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ قِصَّتَهَا كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً قَبْلَ قِصَّةِ الْإِفْكِ ،
وَ حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ وُقُوعُ ذِكْرِهَا فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ ، و قَدْ قَدَّمْتُ الْجَوَابَ عَنْ ذَلِكَ هُنَاكَ ،
ثُمَّ رَأَيْتُ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّينِ السُّبْكِيَّاسْتَشْكَلَ الْقِصَّةَ ،
ثُمَّ جَوَّزَ أَنَّهَا كَانَتْ تَخْدُمُ عَائِشَةَ قَبْلَ شِرَائِهَا أَوِ اشْتَرَتْهَا وَ أَخَّرَتْ عِتْقَهَا إِلَى بَعْدِ الْفَتْحِ .
انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ .
تَنْبِيهٌ آخَيرُ 3 :
اعْلَمْ أَنَّ رِوَايَاتِ كَوْنِ زَوْجِ بَرِيرَةَ عَبْدًا لَهَا تَرْجِيحَاتٌ عَدِيدَةٌ عَلَى رِوَايَاتِ كَوْنِهِ حُرًّا .
ذَكَرْتُ بَعْضًا مِنْهَا فِيمَا تَقَدَّمَ ، وَ الْبَاقِيَةُ مَذْكُورَةٌ فِي فَتْحِ الْبَارِي وَ النَّيْلِ
وَ الْإِمَامُ ابْنُ الْهُمَامِ قَدْ عَكَسَ الْقَضِيَّةَ بِوُجُوهٍ عَدِيدَةٍ ، كُلُّهَا مَخْدُوشَةٌ ،
وَ لَوْلَا مَخَافَةُ طُولِ الْكَلَامِ لَبَيَّنْتُ مَا فِيهَا مِنَ الْخَدَشَاتِ .


دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "