المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات فى الدعوة الوقفة الثانية عشر


adnan
01-17-2013, 07:31 PM
الأخت / الملكة نــــــــور


وقفات فى الدعوة
فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني


الوقفة الثانية عشر

12 - عدم القدح في الهيئات والمؤسسات والجمعيات والجماعات بأسمائها :
ومما يجب على الداعية ألا يقدح في الهيئات ولا المؤسسات بذكر أسمائها ،
وكذلك الجمعيات والجماعات وغيرها .. ولكن عليه أن يُبيّن المنهج الحق ،
ويبين الباطل ، فيعرف صاحب الحق أنه محق ، ويعرف صاحب الباطل
أنه مُخطئ ، لأنه إذا تعرض للشعوب جملة ،
أو للقبائل بأسمائها أو للجمعيات ، أو للمؤسسات ، أو للشركات ،
أتى الآلاف من هؤلاء فنفروا منه ، وما استجابوا له ..
وتركوا دعوته ، وهذا خطأ .
وفي الأدب المفرد مما يُروى عنه صلى الله عليه وسلم :

( إن أعظم الناس فرية الشاعر يهجو القبيلة بأسرها )
وهذا خطأ ، فإن من يقول قبيلة كذا كلهم فسدة وفسقة مخطئ !
لأنه ما صدق في ذلك فالتعميم عرضة للخطأ .
• ولا بد للداعي أن يكون لبقاً في اختيار عباراته حتى يكسب القلوب ،
ولا يُثير عليه الشعب ، فإن الناس يغضبون لقبائلهم ، ويغضبون لشعوبهم ،
ويغضبون لشركاتهم ، ويغضبون لمؤسساتهم ، ويغضبون لجمعياتهم ..

فلينتبه لهذا ، وعليه ألا يظهر بهالة المستعلي على جمهوره ،
وعلى أصحابه وعلى أحبابه ، وعلى إخوانه ، وعلى المدعوين ،
وكأن يقول – مثلاً - :
أنا قلتُ ، وفعلتُ ، وكتبتُ ، وأرسلتُ ، وغضبتُ ، وألفت !
فإن (( أنا )) من الكلمات التي استخدمها إبليس .
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:

[ وليحذر من طغيان كلمات : أنا ، ولي ، وعندي ،
فان هذه الألفاظ الثلاثة ابتلى بها إبليس وفرعون وقارون ، وقال إبليس :

{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }
الأعراف ..
وقال فرعون :

{ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
الزخرف ..
وقال قارون :
{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }
القصص .]
فاجتنب أنا ، واجتنب لي ، واجتنب عندي .. ولكن تصلح (( أنا )) في مثل :
أنا مقصر
كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله - :
أنا الفقير إلى ربّ البريات أنا المسكين في مجموع حالاتي
مدح أحد الناس ابن تيميه فقال :
[ أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي وجدي !
فقال : أنا مذنب وأبي مذنب ! وجدي مذنب ! إلى آدم عليه السلام ]
• فواجب على الداعية أن يظهر دائماً بالتواضع ، وأن يلتمس الستر
من إخوانه ، وأن يبادلهم الشعور ، وأن يطلب منهم المشورة والاقتراح ،
وأن يعلم أن فيهم من هو أعلم منه ، وأفصح منه ، وأصلح منه .
قال بعض السلف :
[ الساكت ينتظر الأجر من الله ، والمتكلم ينتظر المقت ، فإن المتكلم خطيء ]