هيفولا
01-26-2013, 07:48 AM
قصائد علي بن ابي طالب رضي الله عنه
.....
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
أَحُسَيْـنُ إنِّـيَ واعِـظٌ وَمُـؤَدِّبُ*****فَافْهَـمْ فَأَنْـتَ العَاقِـلُ المُتَـأَدِّبُ
و احفظ وصيـة والـد متحنـن*****يغـذوك بـالآداب كيـلا تعطـب
أبنـيَّ إن الـرزق مكفـول بـه*****فعليـكَ بالاجمـال فيمـا تطلـب
لا تَجْعَلَنَّ المـالَ كَسْبَـكَ مُفْـرَدا*****و تقى إلهك فاجعلن مـا تكسـبُ
كفلَ الالـه بـرزق كـل بريّـة ٍ*****و المال عارية ٌ تجـيء وتذهـب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّـتِ ناظِـرٍ*****سبباً إلى الانسان حيـن يسبـب
و من السيول إلى مقـر قرارهـا*****والطير لِلأَوْكـارِ حيـنَ تَصَـوَّبُ
أبنـيَ إن الذكـرَ فيـه مواعـظٌ *****فَمَـنِ الَّـذِي بِعِظاتِـهِ يَـتـأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِـه جُهْـدَكَ وَاتْلُـهُ*****فيمَنْ يَقومُ بِـهِ هنـاكَ ويَنْصِـبُ
بِتَّفَـكُّـرٍ وتخـشُّـعٍ وتَـقَـرُّبٍ*****إن المقـرب عنـده المتـقـرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصـا*****وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْـرَبُ
وإذا مَـرَرْتَ بِآيَـة ٍ وَعْظِـيَّـة*****تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَـنْ يَشَـاءُ بِعَدْلِـه*****لا تجعلنـي فـي الذيـن تعـذب
إِنِّي أبـوءُ بِعَثْرَتِـي وَخَطِيْئَتِـي*****هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَـكَ مَهْـرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَـة ٍ فـي ذِكْرِهـا*****وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِـبُ
فاسأل إلهـك بالإنابـة مخلصـاً *****دار الخلود سـؤال مـن يتقـرب
واجْهَدْ لَعَلَّـكَ أنْ تَحِـلَّ بأَرضِهَـا*****وَتَنَـالَ رُوْحَ مَساكِـنٍ لا تُخْـرَبُ
وتنال عَيْشـا لا انقِطَـاعَ لوَقْتِـهِ*****وَتَنَالَ مُلْـكَ كَرَامَـة ٍ لاَ تُسْلَـبُ
بَادِرْ هَـوَاكَ إذا هَمَمْـتَ بِصَالِـحٍ*****خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَـبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لـهُ*****و تجنب الأمـر الـذي يتجنـب
واخفض جناحك للصديق وكن له*****كَـأَبٍ عـلـى أولاده يَتَـحَـدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ *****حَتّـى يَعُـدَّكَ وارِثـا يَتَنَـسَّـبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَـكَ مَـنْ إذا آخَيْتَـهُ*****حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْـرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْـض شِفَـاءَهُ*****و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها*****وَعَلَيْكَ بالمَـرْءِ الَّـذي لاَ يَكْـذِبُ
وَاقْلِ الكَـذُوْبَ وَقُرْبَـهُ وَجِـوَارَهُ*****إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَـنْ يَصْحَـبُ
يعطيك ما فـوق المنـى بلسانـه*****وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يـروغ الثَّعْلَـبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَـامَ فَإِنَّهُـمْ*****في النائبات عليك ممـن يخطـب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِـهِ*****و إذا نبا دهـرٌ جفـوا وتغيبـوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي*****والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
إلَهـي لا تُعَذّبْنـي، فَـإنّـي******مُقِرٌّ بالّذي قَـدْ كـانَ مِنّـي
وَمَا لي حَيلَـة ٌ، إلاّ رَجائـي،*****بعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَـا،*****عضضت أناملي وقرعت سني
يظنُّ الناس بي خيـراً وإنـي *****لشر الخلق إن لم تعفو عنـي
وبين يدي محتبـس طويـل******إذا فَكّرْتُ في نَدَمـي عَلَيهـا،
أجنُّ بزهـرة الدنيـا جنونـاً******وأفني العمر منهـا بالتمنـي
فلو أني صدقتُ الزهـد فيهـا*****قلبـت لهـا ظهـر المجـن
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
لا تطلبـنَ معيشـة ً بمذلـة ٍ*****وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى*****عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
فليرجعنَّ إليـك رزقـك كلـه*****لَوْ كَاْنَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَـبِ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَـوقٍ عَلـى طَمَـعٍ*****فإنَّ ذلك وهـن منـك فـي الديـن
واسترزق الله ممـا فـي خزانتـه*****فإنما الأمر بيـن الكـاف والنـون
إنّ الـذي أنـت ترجـوه وتأملـه****مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْـنُ ابْـنِ مِسْكِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ***وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِـنْ طِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيـا إذااجْتَمَعَـا****لا بَارَكَ اللِه فـي دُنْيـا بِـلا دِيْـنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْـبُ غِنًـى*****لَكـانَ كُـلُّ لَبيـبٍ مِثْـلَ قـارُونِ
لكنما الرزق بالميـزان مـن حكـم ****يعطي اللبيب ويعطي كـل مأفـون
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يخفِقُظِلُّها
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِـقُ ظِلُّهـا*****إذا قيـل قدمهـا حضيـن تقدمـا
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَـا*****حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَـوْتَ والدِّمـا
تراه إذا مـا كـان يـوم كريهـة******أَبـى فِيـهِ إلاَّ عِـزَّة ً وتَكَـرُّمـا
وأَحْزَمَ صَبْرا حِيْنَ يُدعَى إلى الوَغَى*****إِذَا كَانَ أَصْـوَاتُ الكُمـاة ِ تَغَمْغُمَـا
وَقَدْ صَبَرَتْ عُـكُّ وَلَخْـمٌ وحِمْيَـرٌ*****لِمِذْحَـجِ حَتَّـى أَوْرَثُوهـا التَّنَدُّمـا
وَنَادَتْ جِـذَامٌ يـا لَمِذْحِـجَ وَيْلَكُـم *****جزي الله شراً أيّنـا كـان أظلمـا
أمـا تتقـون الله فـي حرماتـكـم*****وما قرب الرحمـن منهـا وعظمـا
جَزَى اللُه قَوْما قاتلوا فـي لِقَائِهِـمْ *****لدي البأس خيراً ما أعف وأكرمـا
رَبيعَة َ أَعْنِـي إِنَّهُـمْ أَهْـلُ نجْـدَة *****وبأس إذا لاقوا خميسـاً عرمرمـا
اذقنا ابن حرب طعننـا وضرابنـا******بأسيافنـا حتـى تولـى وأحجمـا
و حتى ينادي زبرقـان بـن أظلـم*****ونادى كلاعـاً والكريـب وانعمـا
وَعَمْرا وسُفْيَانـا وَجَهْمـا ومَالِكـا*****وحوشب والغاوي شريحاً وأظلمـا
وكرزبن نبهان وعمر بـن جحـدر*****وَصَبَّاحا القَيْنِـيَّ يَدْعُـو وَأَسْلَمَـا
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
ألم ترأن الفقريرجى لـه الغنـى*****وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ*****بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ ***** وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي *****وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ به جَدِيْرُ
إن المكارم أخلاق مطهرة
إن المكـارم أخـلاق مطهـرة*****فَالدِّيْنُ أَوَّلُهـا والعَقْـلُ ثَانِيهـا
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْـمُ رابِعُهـا*****والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنهـا******والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيهـا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـا*****ولست أرشد إلا حين أعصيهـا
ذهب الذين عليهم وجدي
ذهب الذيـن عليهـم وجـدي*****وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِـمْ وَحْـدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه*****شبـران فهـو بغايـة البعـد
لو كشفت للمرء أطباق الثرى*****لم يعرف المولى مـن العبـد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّرابَ بِرِجْلِهِ*****يطـأ التـراب بناعـم الحـدِّ
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً*****فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِـهٌ*****يدعو عليك وعين الله لم تنم
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَنُزُولِهِ
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ *****إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها *****للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَـهْ
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
أفاطم هـاكِ السيـف غيـر ذميـم *****فلـسـت برعـديـد ولا بلئـيـم
أفاطم قد ابليت فـي نصـر أحمـدٍ *****وَمَرْضَـاة رَبٍّ بالعِـبَـادِ رَحِـيْـمِ
أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّـهِ لا شَـيْءَ غَيْـرُهُ *****ورضوانـه فـي جنـة ٍ ونعـيـم
وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ *****وَقَامَتْ عَلَـى سَـاقٍ بِغَيْـرِ مُلِيْـمِ
أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُـهُ******بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظـامَ صَمِيْـمِ
فغادرته بالقـاع فارفـض جمعـه******وأشفيت منهم صـدر كـل حليـم
وَسَيْفِيَ يَكْفِـي كالشِّهـابِ أَهُـزُّهُ******أَجُـزُّ بِـهِ مِـنْ عائِـقٍ وصَمِيْـمِ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة *****أتاك النجاحُ بها يركضُ
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة
إِنِّي أَقُـوْلُ لِنَفْسِـيُ وَهْـيَ ضَيِّقـة*****و قدْ أناخَ عليهـا الدهـر بالعجـبِ
صبراً علـى شـدة الأيـام إنَّ لهـا*****عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتـح الله عـن قـرب بنافـعـة*****ٍ فِيْها لِمِثْلِـكَ رَاحَـاتٌ مِـنَ التَّعَـبِ
العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
العَجْـزُ عَـنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ*****وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الـورى هِمَـمٌ *****عن دركها عجزت جـنٌّ وأمـلاك
يتبع
.....
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
أَحُسَيْـنُ إنِّـيَ واعِـظٌ وَمُـؤَدِّبُ*****فَافْهَـمْ فَأَنْـتَ العَاقِـلُ المُتَـأَدِّبُ
و احفظ وصيـة والـد متحنـن*****يغـذوك بـالآداب كيـلا تعطـب
أبنـيَّ إن الـرزق مكفـول بـه*****فعليـكَ بالاجمـال فيمـا تطلـب
لا تَجْعَلَنَّ المـالَ كَسْبَـكَ مُفْـرَدا*****و تقى إلهك فاجعلن مـا تكسـبُ
كفلَ الالـه بـرزق كـل بريّـة ٍ*****و المال عارية ٌ تجـيء وتذهـب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّـتِ ناظِـرٍ*****سبباً إلى الانسان حيـن يسبـب
و من السيول إلى مقـر قرارهـا*****والطير لِلأَوْكـارِ حيـنَ تَصَـوَّبُ
أبنـيَ إن الذكـرَ فيـه مواعـظٌ *****فَمَـنِ الَّـذِي بِعِظاتِـهِ يَـتـأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِـه جُهْـدَكَ وَاتْلُـهُ*****فيمَنْ يَقومُ بِـهِ هنـاكَ ويَنْصِـبُ
بِتَّفَـكُّـرٍ وتخـشُّـعٍ وتَـقَـرُّبٍ*****إن المقـرب عنـده المتـقـرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصـا*****وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْـرَبُ
وإذا مَـرَرْتَ بِآيَـة ٍ وَعْظِـيَّـة*****تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَـنْ يَشَـاءُ بِعَدْلِـه*****لا تجعلنـي فـي الذيـن تعـذب
إِنِّي أبـوءُ بِعَثْرَتِـي وَخَطِيْئَتِـي*****هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَـكَ مَهْـرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَـة ٍ فـي ذِكْرِهـا*****وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِـبُ
فاسأل إلهـك بالإنابـة مخلصـاً *****دار الخلود سـؤال مـن يتقـرب
واجْهَدْ لَعَلَّـكَ أنْ تَحِـلَّ بأَرضِهَـا*****وَتَنَـالَ رُوْحَ مَساكِـنٍ لا تُخْـرَبُ
وتنال عَيْشـا لا انقِطَـاعَ لوَقْتِـهِ*****وَتَنَالَ مُلْـكَ كَرَامَـة ٍ لاَ تُسْلَـبُ
بَادِرْ هَـوَاكَ إذا هَمَمْـتَ بِصَالِـحٍ*****خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَـبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لـهُ*****و تجنب الأمـر الـذي يتجنـب
واخفض جناحك للصديق وكن له*****كَـأَبٍ عـلـى أولاده يَتَـحَـدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ *****حَتّـى يَعُـدَّكَ وارِثـا يَتَنَـسَّـبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَـكَ مَـنْ إذا آخَيْتَـهُ*****حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْـرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْـض شِفَـاءَهُ*****و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها*****وَعَلَيْكَ بالمَـرْءِ الَّـذي لاَ يَكْـذِبُ
وَاقْلِ الكَـذُوْبَ وَقُرْبَـهُ وَجِـوَارَهُ*****إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَـنْ يَصْحَـبُ
يعطيك ما فـوق المنـى بلسانـه*****وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يـروغ الثَّعْلَـبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَـامَ فَإِنَّهُـمْ*****في النائبات عليك ممـن يخطـب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِـهِ*****و إذا نبا دهـرٌ جفـوا وتغيبـوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي*****والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
إلَهـي لا تُعَذّبْنـي، فَـإنّـي******مُقِرٌّ بالّذي قَـدْ كـانَ مِنّـي
وَمَا لي حَيلَـة ٌ، إلاّ رَجائـي،*****بعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَـا،*****عضضت أناملي وقرعت سني
يظنُّ الناس بي خيـراً وإنـي *****لشر الخلق إن لم تعفو عنـي
وبين يدي محتبـس طويـل******إذا فَكّرْتُ في نَدَمـي عَلَيهـا،
أجنُّ بزهـرة الدنيـا جنونـاً******وأفني العمر منهـا بالتمنـي
فلو أني صدقتُ الزهـد فيهـا*****قلبـت لهـا ظهـر المجـن
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
لا تطلبـنَ معيشـة ً بمذلـة ٍ*****وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى*****عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
فليرجعنَّ إليـك رزقـك كلـه*****لَوْ كَاْنَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَـبِ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَـوقٍ عَلـى طَمَـعٍ*****فإنَّ ذلك وهـن منـك فـي الديـن
واسترزق الله ممـا فـي خزانتـه*****فإنما الأمر بيـن الكـاف والنـون
إنّ الـذي أنـت ترجـوه وتأملـه****مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْـنُ ابْـنِ مِسْكِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ***وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِـنْ طِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيـا إذااجْتَمَعَـا****لا بَارَكَ اللِه فـي دُنْيـا بِـلا دِيْـنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْـبُ غِنًـى*****لَكـانَ كُـلُّ لَبيـبٍ مِثْـلَ قـارُونِ
لكنما الرزق بالميـزان مـن حكـم ****يعطي اللبيب ويعطي كـل مأفـون
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يخفِقُظِلُّها
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِـقُ ظِلُّهـا*****إذا قيـل قدمهـا حضيـن تقدمـا
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَـا*****حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَـوْتَ والدِّمـا
تراه إذا مـا كـان يـوم كريهـة******أَبـى فِيـهِ إلاَّ عِـزَّة ً وتَكَـرُّمـا
وأَحْزَمَ صَبْرا حِيْنَ يُدعَى إلى الوَغَى*****إِذَا كَانَ أَصْـوَاتُ الكُمـاة ِ تَغَمْغُمَـا
وَقَدْ صَبَرَتْ عُـكُّ وَلَخْـمٌ وحِمْيَـرٌ*****لِمِذْحَـجِ حَتَّـى أَوْرَثُوهـا التَّنَدُّمـا
وَنَادَتْ جِـذَامٌ يـا لَمِذْحِـجَ وَيْلَكُـم *****جزي الله شراً أيّنـا كـان أظلمـا
أمـا تتقـون الله فـي حرماتـكـم*****وما قرب الرحمـن منهـا وعظمـا
جَزَى اللُه قَوْما قاتلوا فـي لِقَائِهِـمْ *****لدي البأس خيراً ما أعف وأكرمـا
رَبيعَة َ أَعْنِـي إِنَّهُـمْ أَهْـلُ نجْـدَة *****وبأس إذا لاقوا خميسـاً عرمرمـا
اذقنا ابن حرب طعننـا وضرابنـا******بأسيافنـا حتـى تولـى وأحجمـا
و حتى ينادي زبرقـان بـن أظلـم*****ونادى كلاعـاً والكريـب وانعمـا
وَعَمْرا وسُفْيَانـا وَجَهْمـا ومَالِكـا*****وحوشب والغاوي شريحاً وأظلمـا
وكرزبن نبهان وعمر بـن جحـدر*****وَصَبَّاحا القَيْنِـيَّ يَدْعُـو وَأَسْلَمَـا
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
ألم ترأن الفقريرجى لـه الغنـى*****وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ*****بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ ***** وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي *****وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ به جَدِيْرُ
إن المكارم أخلاق مطهرة
إن المكـارم أخـلاق مطهـرة*****فَالدِّيْنُ أَوَّلُهـا والعَقْـلُ ثَانِيهـا
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْـمُ رابِعُهـا*****والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنهـا******والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيهـا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـا*****ولست أرشد إلا حين أعصيهـا
ذهب الذين عليهم وجدي
ذهب الذيـن عليهـم وجـدي*****وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِـمْ وَحْـدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه*****شبـران فهـو بغايـة البعـد
لو كشفت للمرء أطباق الثرى*****لم يعرف المولى مـن العبـد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّرابَ بِرِجْلِهِ*****يطـأ التـراب بناعـم الحـدِّ
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً*****فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِـهٌ*****يدعو عليك وعين الله لم تنم
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَنُزُولِهِ
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ *****إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها *****للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَـهْ
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
أفاطم هـاكِ السيـف غيـر ذميـم *****فلـسـت برعـديـد ولا بلئـيـم
أفاطم قد ابليت فـي نصـر أحمـدٍ *****وَمَرْضَـاة رَبٍّ بالعِـبَـادِ رَحِـيْـمِ
أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّـهِ لا شَـيْءَ غَيْـرُهُ *****ورضوانـه فـي جنـة ٍ ونعـيـم
وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ *****وَقَامَتْ عَلَـى سَـاقٍ بِغَيْـرِ مُلِيْـمِ
أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُـهُ******بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظـامَ صَمِيْـمِ
فغادرته بالقـاع فارفـض جمعـه******وأشفيت منهم صـدر كـل حليـم
وَسَيْفِيَ يَكْفِـي كالشِّهـابِ أَهُـزُّهُ******أَجُـزُّ بِـهِ مِـنْ عائِـقٍ وصَمِيْـمِ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة *****أتاك النجاحُ بها يركضُ
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة
إِنِّي أَقُـوْلُ لِنَفْسِـيُ وَهْـيَ ضَيِّقـة*****و قدْ أناخَ عليهـا الدهـر بالعجـبِ
صبراً علـى شـدة الأيـام إنَّ لهـا*****عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتـح الله عـن قـرب بنافـعـة*****ٍ فِيْها لِمِثْلِـكَ رَاحَـاتٌ مِـنَ التَّعَـبِ
العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
العَجْـزُ عَـنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ*****وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الـورى هِمَـمٌ *****عن دركها عجزت جـنٌّ وأمـلاك
يتبع