بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 01.09.1436 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=26687)

حور العين 06-17-2015 07:50 PM

درس اليوم 01.09.1436
 

إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- الـحياء والاستحياء ]


صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة،و(الحيي)

من أسمائه تعالى.
· الدليل من الكتاب:

1- قولـه تعالى:

{ إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا }

[البقرة: 26].

2- قولـه تعالى:

{ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ }

[الأحزاب: 53].
· الدليل من السنة:

1- حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه مرفوعاً:

(… وأما الآخر؛ فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر؛

فأعرض، فأعرض الله عنه ) .


2- حديــث سلـمان رضي الله عنه؛ قال:

قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(... إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه

أنَّ يردهما صفراً خائبتين ).


ومِمَّن أثبت صفة الاستحياء من السلف الإمام أبو الحسن محمد بن

عبدالملك الكرجي، فيما نقله عنه شيخ الإسلام (4) ؛ موافقاً له.

وقال ابن القيم:

وهو الحييُّ فليسَ يفضحُ عبده عنـدَ التجـاهُرِ منهُ بالعصـــيانِ

لكنَّهُ يُلقِي علـيه سِــترهُ فَهو السِّتِيرُ وصـاحب الغفرانِ

قال الهرَّاس في الشرح:

(وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغير

وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس

يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد

يجاهره بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، ويستعين بنعمه

على معصيته، ولكن الرب سبحانه مع كمال غناه وتمام قدرته عليه

يستحي من هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيؤه له من أسباب الستر،

ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر) اهـ.


وقـال الأزهـري:

وقـال الليث: الحياء من الاستحياء؛ ممدود... قلت: وللعرب في هذا الحرف

لغتان: يُقال: استحى فلان يستحي؛ بياء واحدة، واستحيا فلان يستحْيِي؛

بياءين، والقرآن نزل باللغة التامَّة؛ (يعني الثانية).

قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لحديث أبي واقد الليثي:

(في هذا الحديث إثبات الحياء لله عزَّ وجلَّ ولكنه ليس كحياء المخلوقين،

بل هو حياء الكمال يليق بالله عزَّ وجلَّ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( إن الله حيي كريم )


وقال الله تعالى:

{ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ }
والله سبحانه وتعالى يوصف بهذه الصفة لكن ليس مثل المخلوقين .
وعلق الشيخ عبد الرحمن البراك

على تأويل الحافظ ابن حجر لهذه الصفة في (فتح الباري)، بقوله:

(القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عزَّ وجلَّ

لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب

في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات.

وقال الشيخ علي الشبل تعليقاً على تأويل الحافظ ابن حجر:

يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالاستحياء والإعراض كما في النصوص

الشرعية على وجه لا نقص فيه؛ بل على الوجه اللائق من غير تكييف

ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. ولا يجوز تأويلهما بغير معناهما

الظاهر من لوازمها وغير ذلك

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 08:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.