بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   الإفساد في الأرض حكمه وخطره وآثاره (4) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=56264)

حور العين 07-21-2018 06:20 AM

الإفساد في الأرض حكمه وخطره وآثاره (4)
 

من: الأخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الإفساد في الأرض حكمه وخطره وآثاره (4)

الصورة الخامسة: قتل النفس التي حرم الله

إن من أعظم الحرمات الاعتداء على حرمة المؤمن، فإنه حرمته من
أعظم الحرمات، وهي أعظم من حرمة البيت الحرام، يقول ابن عمر
-رضي الله عنه وأرضاه- وهو ينظر إلى الكعبة:
مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ (10 ).

إن قتل الأنفس المعصومة من كبائر الذنوب، ومن الإفساد في الأرض،
ومن عِظَمِ منزلة المؤمن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أولى الناس
به في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه-
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال
( مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ
شِئْتُمْ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}
[سورة الأحزاب : الآية 6]
فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا
، أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلاَهُ )
( 11) .

إن الدنيا وما فيها منذ أن خلقها ربنا -عز وجل- إلى قيام الساعة، إن
زوال هذه الدنيا وما فيها أهون عند الله -عز وجل- من قتل رجل مسلم،
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
( لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ )
( 12).

وبَيَّنَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مجرد ترويع المسلم لا يحل فقال
-صلى الله عليه وسلم- في الحديث:
( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا )
( 13).

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-
( لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا )
رواه البخاري ( 14).

ليس فقط الاعتداء على المسلم أو على النفس المعصومة، بل حمل
السلاح عليها وترويعها وإخافة الآمنين، كل هذا من الإفساد في
الأرض يقول -صلى الله عليه وسلم-:
( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا )
رواه البخاري ومسلم( 15).

فهذه الأحاديث والأقوال تبين خطر الاعتداء على دماء المسلمين، بل
إن أول ما يحكم بين الناس يوم القيامة في الدماء، كما ثبت ذلك
عند البخاري ومسلم ، من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ )
( 16).

فإن من صور الإفساد في الأرض ليس قتل نفس المؤمن المسلم، بل
أيضا يشمل ذلك المعاهد، والمستأمن، فإن الله -عز وجل- قد حفظ له
حقه، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ
مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا )
( 17).

الصورة السادسة: زعزعة الأمن

إن الأمن في الأوطان مطلب كل يريده وكل يطلبه، فإنه أول مطلب طلبه إبراهيم
-عليه السلام- من ربه فقال -جل وعلا- في كتابه:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
[سورة إبراهيم : الآية 35]،
ثم في الآية الثانية:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}
[سورة البقرة : الآية 126]،
فأول طلب طلبه لتحقيق العبادة أن يكون هناك أمن، ثم كرر الطلب في
الآية الثانية .

فقريش أنعم الله عليها بنعمة الأمن، فأطعمها من جوع وآمنهم من خوف،
هذه الآيات تبين وجوب الاهتمام بهذا الأمر، وأن من يسعى لزعزعة
الأمن والإفساد في هذه البلاد إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم
الفوضى والشر بين عباد الله، فما حصل في بلادنا إنما هو إرادة للإفساد
في الأرض، إنما حملهم على ذلك الحسد لهذه النعمة نعمة الأمن،
ونعمة التوحيد، ونعمة الاستقرار الذي ننعم فيه في هذه البلاد.

فمن زعزعة الأمن حمل السلاح على الناس، ونشر الأقوال الفاسدة
، ونشر الطعن في ولاة الأمر، أو العلماء، أو الطعن في أصل من أصول الدين.

وهذه القنوات الفضائية التي تبث ليلا ونهارا وتغزو الناس في دورهم
وفي أماكن أعمالهم ليس خطرها فقط في الأخلاق وإنما خطرها الأكبر
زعزعة الأمن، فيجب التنبه والحذر من هذا كله.





All times are GMT +3. The time now is 09:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.