بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 4577 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=64662)

حور العين 09-18-2019 03:26 PM

درس اليوم 4577
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
صفات الداعية المسلم



1 - العلم بما يدعو إليه:

ينبغي للداعية أن يكون عالمًا بالأمر الذي يأمُر به أو ينهى عنه؛

لأنَّ الدعوةَ إخبارٌ عن الله بحِلِّ هذا الأمر أو بحُرمته، ولا يجوز للإنسان

أن يكون كذلك إلا إذا عَلِمَ، وإلا دخل في هذه الآية:



{ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ

لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ }

[النحل: 116].



والإنسان كلما ازداد علمًا ازداد لله خشيةً:

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }

[فاطر: 28].



والإنسان كلما ازداد علمًا رفعه الله درجات:

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

[المجادلة: 11].



2 - الإخلاص:

والإخلاص إذا اتصف به الداعية كان لعمله ثمرةٌ،

ولكلامه في قلوب الناس أثرٌ، وازداد بدعوته من الله قربًا.

والإخلاص: أن تعمل ولا تحبُّ أن يحمدَك الناس.

ومن علامات إخلاص الداعية: أن يفرح إذا اهتدى الناس على يد غيره.

ومن علامات الإخلاص: أن يفرح بالطائعين، ويستبشر بالمستقيمين.

ومن علامات الإخلاص: ألا يتعصَّب لقولٍ،

ولا لشخصٍ إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن علامات الإخلاص: ألا يفرح الداعيةُ بمدح المادحين، ولا بثناء المُثنين،

ويخشى أن يكون ذلك استدراجًا، ويقول:



(اللهمَّ لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون،

واجعلني خيرًا مما يظنُّون).



ومن علامات الإخلاص: أن يدعو للعصاة بظهر الغيب بالهداية والرشاد.



ومن علاماته: أن يدعو إلى الله، سواء كان في مقدمة الصفوف

أو في آخرها، في عمل مشهور أو مغمور.



3 - الرفق واللين:

قال تعالى عن الداعية الأول مبيِّنًا سبب انتشار دينه، وقَبول الناس دعوته،

والتفافهم حوله:



{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }

[آل عمران: 159].



وفي (صحيح مسلم) عن عائشة رضي الله عنها

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:



((إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه))



وعند الترمذي وصحَّحه الألباني

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



((ألا أخبركم بمن يحرُمُ على النار، وبمن تحرُمُ عليه النار:

على كلِّ قريب هيِّن سهل))



وقال تعالى:

{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ

بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }

[التوبة: 128].



قال الإمام أحمد رحمه الله: الناس محتاجون

إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة.

وقال أيضًا: يأمرُ بالمعروف بالرفق والخضوع،

فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب فيكون يريد أن ينتصر لنفسه.



وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قدم الطُّفيل بن عمرو

الدوسي وأصحابه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله

، إنَّ دوسًا عصتْ وأَبَتْ، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوسٌ.

فقال: ((اللهم اهدِ دوسًا وأْتِ بهم))



4 - الصبر على الأذى:

مَن قام بواجب الدعوة إلى الله، والتزم بأوامر الله، قد يَسْخَرُ منه القريب

والبعيد، والعدوُّ والصديق، فليصبر؛ قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:



{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ }

[الأحقاف: 35].



فصَبَرَ صلى الله عليه وسلم حتى إنَّه حوصر في شِعْب أبي طالب ثلاثَ

سنواتٍ؛ حتى أكل أوراق الشجر صابرًا محتسبًا، حتى جعل الله له فرجًا.



وكذلك صَبَرَ الصحابة رضوان الله عليهم

على الأذى في سبيل الله، وقال تعالى:



{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

[الزمر: 10].



وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة مرفوعًا:



((ما يصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حزنٍ،

ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كَفَّر الله بها من خطاياه))



وقال تعالى:



{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

[العصر: 1 - 3].



ففي هذه الآية الكريمة يبيِّن ربُّنا: أنَّ المسلم الذي

يريد أن ينجوَ من الخسران، عليه بأمورٍ أربعةٍ:

1 - الإيمان الصادق: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾.

2 - العمل الصالح: ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾.

3 - الدعوة إلى الله: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾.

4 - الصبر على الأذى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.



5 - التواضع وخفض الجناح:

ينبغي للداعية أن يكون متواضعًا لإخوانه المسلمين،

ولمَن يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى؛ قال تعالى للداعية الأوَّل:



{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }

[الشعراء: 215].



قال تعالى:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ

وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

[المائدة: 54].



روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:



((ما تواضع أحدٌ لله إلا رَفَعَه الله))



مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم:

ما رواه البخاري ومسلمٌ عن أنس رضي الله عنه

أنه مرَّ بصبيان فسلَّم عليهم وقال:

(كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعله)



والتسليم على الصبيان الصغار له فوائد منها:

1 - يُشعر الصبيَّ بالرجولة.

2 - يُشعِر الصغار باهتمام الكبار بهم.

3 - محبةُ الصغار للكبار.

4 - تعويدُ الصغار على الآداب الإسلاميَّة، ومنها: السلام.

5 - تنمية روحِ الانتماء إلى الأُمَّة الإسلامية لدى الصغار.

6 - تعويد الصغار على الجرأة والشجاعة ومخاطبة الكبار.



فالداعية المتواضعُ يحبُّه الكبير والصغير، والغنيُّ والفقير.



6 - الصدقُ:

من أخصِّ صفات الداعية إلى الله الصدقُ؛ فالداعية لا يستدلُّ بآيةٍ إلا وهو

يحفظها جيدًا، ولا ينسبُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا إلا وهو على

يقينٍ مِن صحَّته، ولا ينسبُ إلى عالِمٍ قولًا إلا وهو على يقينٍ مِن نسبته.



والداعية لا يكذب ليؤيِّد دعوته، ولا يفتري على العلماء

أقوالًا لم يقولوها ليحتجَّ بها في تبليغ دعوته.



وفي (الصحيحين)

عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:



((إنَّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنة،

وإنَّ الرجل ليصدق؛ حتى يكتب عند الله صدِّيقًا))[20].



7 - احترام إخوانه الدعاة إلى الله:

الداعية يحترمُ العلماء، ويوقِّرهم، ويدعو لهم؛ امتثالًا لقوله تعالى:



{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا

بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }

[الحشر: 10].




أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 02:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.