وليال عشر-1
وليال عشر -1- قدوم الليالي العشر التي هي أعظم أيام الدنيا ! وهذه الليال العشر التي ستقدم عليها تحتاج منا قبل أن نفكر في الأعمال التي علينا أن نقوم بها في هذه الليالي، نحتاج لأن نفكر في شيء أهم من ذلك، وهو: ماذا يجب عليك أن تعتقد في هذه الليالي؟ فكما تعلمون موا سم الطاعة تمر على الإنسان ويمكن أن يعمل أعمال ويبني بناءاً ثم تنتهي مواسم الطاعة فتنتهي الأعمال وينقلب الإنسان وأقر ب مثال لهذا موقفنا في رمضان والعشر الأخيرة منه، الإيمان والطاعة فيها والعبادات والمساجد امتلأت بالناس وقيام الليل والصبر من أجل بلوغ ليلة القدر، ثم ما أن سأتي آخر يوم من رمضان ويبدأ العيد إلا والناس انقلبت نفو سهم وأصبحوا آخرين .! هل من المعقول أن الأعمال التي قام الإنسان ذهبت فجأة؟! من المؤكد أن هناك خللا ، ولذلك يحول الأمر إلى هذه الصورة، قال الله عز وجل في كتابه: وليال عشر والواو هذه تد ل على القسم أي أن هذه الليالي عن الله عظيمة بدليل أن الله سبحانه وتعالي أقسم بها فإذا أقسم الله عز وجل بشيء فهذا الشيء عظيم *نسمع كثيرًا عن فضل عشر ذي الحجة، لكن التعامل معها لم يكن كما ينبغي؛ والسبب؟ *السبب هو عدم الشعور بمنة الله علينا ورحمته ومحبته أن أعطانا هذه الأيام لنتقرب منه. *اسم الله المنان؟ فلنقف عند هذا الاسم قليلاً ونبحث عنه. *العبد إما أن يكون قلبه حي أو ميت، وعلامة حياة القلب: الشعور؛ الشعور بماذا؟ الشعور بكل ما يتصل بالغيب، أن تشعر بكل ما منّ الله به عليك من النعم أن تشعر بعطايا ربك الكثيرة، بفضله وآثار رحمة ربي علينا. *، عندما تدخل عليكِ عشرة ليال يقسم بها الله (والفجر وليالٍ عشر) بماذا تشعرين؟ يجب أن تشعري بعظمها! عدم شعورك بعظمها إشارة إلى قلب فقد شعوره، في المقابل فإن هذا القلب سيشعر بالدنيا وبكل ما يتصل بها. *إذًا المشكلة التي نواجهها ليست عدم معرفتنا بعظمة الأيام القادمة، إنما فقد الشعور اتجاه هذه الأيام وفضلها وما يكون فيها (ألهاكم التكاثر). ما أعظم شعيرة في هذه الأيام؟ ذكر الله للحاج ولغير الحاج. *ذكر الله هو حياة القلب، وروح الحياة، وحياة الروح. فإذا وقع الذكر، مُدّ القلب بالحياة فيشعر بالغيبيات التي يسمعها ليلاً ونهارًا. *المؤمن لماذا هو مؤمن؟ لأنه يؤمن بالغيب. إذًا الإيمان بالغيب هو شعارك! العشرة القادمة منة من الله على أهل الإيمان، يمن عليهم من أجل أن ينتفعوا بها فيزدادوا بها إيماناً كيف أنتفع بهذه المنة أن أشعر بأن هذه الأيام عظيمة عند الله وأن لا أتعدى على حرمتها وعظمتها فكما هي عظيمة عند الله يجب أن تكون عظيمة في نفسي *اتفقنا أن هذه الأيام القادمة مطلوب منّا أن ننتفع بها، ولن ننتفع بها إلا إذا شعرنا بما سنقدم عليه؛ لذلك يخبر الله في سورة الإنسان أن من صفات الأبرار: (إنّا نخاف من ربنا يوماً عبوسًا قمطريرًا)، إذا هؤلاء الأبرار يشعرون بـ ه. وفي نفس السياق لما يأتي القوم الكافرين كيف وصفهم الله تعالى في ذلك اليوم؟ كيف علاقتهم بيوم القيامة؟ ما مشاعرهم تجاه ذلك اليوم؟ *سورة الأنبياء: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) *من سيشعر بهذه العطية (عشر ذي الحجة)؟ الذي يحمل هم لقاء الله، الذي يحمل هم وحدته في قبره، الذي يحمل هم بصره وسمعه حديد، فيرى ما لم يكن يره ويسمع ما لم يكن يسمعه، هذا هو من سينتفع بهذه الليالي. هيفولا:o يتبع |
All times are GMT +3. The time now is 03:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.