بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الحرمين الشريفين (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام بعنوان :الاستِغفارُ لاستِنزال الأمطار (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=52965)

حور العين 02-16-2018 03:15 PM

خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام بعنوان :الاستِغفارُ لاستِنزال الأمطار
 
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

ألقى فضيلة الشيخ فيصل بن جميل غزاوي - حفظه الله –
خطبة الاستسقاء بعنوان:
الاستِغفارُ لاستِنزال الأمطار ،

والتي تحدَّث فيها عن التوبةِ والاستِغفار، وأنه الواجِبُ على العبدُ حين
وقُوع البلاء؛ فإنه ما نزلَ بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا رُفِع إلا بتوبةٍ، وحضَّ الناسَ
على الدُّعاء والاستِغفار والإلحاح في المسألة، عسَى أن يُغيِّر الله الحالَ
إلى الأحسَن.

الخطبة

الحمدُ لله الرحيم الرحمن، الكريم المنَّان، ذي الطَّول والفضل والإحسان،
باسِطِ الخيرات، ومُقِيل العثَرات، وكاشِف الكُرُبات، ومُجيب الدعوات،
لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض ولا في السماوات، أحمدُه
- سبحانه وتعالى - يُغيثُ المُستَغيثين، ويُجيبُ دعوةَ المُضطرين،
ويجبُرُ كسرَ المُنكَسِرين، ويكشِفُ كربَ المكرُوبين، ويرحَمُ حالَ المُستضعَفين،
يُعصَى فيغفِر، ويُطاعُ فيشكُر، وهو الحكيمُ الخبير،
هو الغنيُّ عن عبادِه، وهم الفُقراءُ إليه، وهو العليُّ الكبير.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو
على كل شيءٍ قدير، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفِيُّه وخليلُه،
وخيرتُه مِن خلقِه، أرسلَه رحمةً للعالمين، صلَّى الله عليه، وعلى آله
وأصحابِه الطيبين الطاهرين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد .. فيا أيها المُسلمون:

اتَّقُوا الله إلهَ الأولين والآخرين،
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

[الطلاق: 2، 3]،
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }

[الأعراف: 96].

إن الله - تبارك وتعالى - قد أخبَرَنا في كتابِه الكريم:
أن سببَ هلاكِ الأُمم قبلَنا هو الذنوبُ والعِصيَان، قال - جلَّ ثناؤُه -:
{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ
وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

[آل عمران: 11]،
وقال - عزَّ مِن قائل -:
{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ
نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ }

[الأنعام: 6].

كما أن المُقرَّر عند المُؤمن: أنه ما مِن بلاءٍ يحِلُّ بالمُسلمين إلا بذنبٍ،
وما رُفِع إلا بتوبةٍ، قال الله - سبحانه -:
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
[الشورى: 30]،
وقال الله - عزَّ وجل -:
{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }
[النساء: 79].

ومعنى ﴿فَمِنْ نَفْسِكَ﴾: أي بذنبِك.

وفي دُعاء استِسقاء عُمر - رضي الله عنه - قال:
اللهم إنه لم ينزِل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا يُكشَفُ إلا بتوبةٍ .

وخرَّج البيهقيُّ في الشُّعب عن الحسن، أن عِمران بن حُصَين
ابتُلِيَ في جسَدِه فقال: ما أُراهُ إلا بذنبٍ، وما يعفُو الله أكثر ،
وتلا:
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }
[الشورى: 30].

أيها الناس:

إن الذنوبَ تُحدِثُ في الأرض أنواعًا مِن الفسادِ، في المياه والهواء،
والزروع والثمار والمساكِن، قال - سبحانه -:
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

[الروم: 41].

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
كالجَدْبِ وقِلَّة الأمطار، وكثرة الأمراضِ والأوبِئَة، وذلك بسببِ المعاصِي
التي يقترِفُها البشرُ؛ ليُصِيبَهم بعقوبةِ بعضِ أعمالِهم التي عمِلُوها في الدنيا،
كي يتُوبُوا إلى الله، ويرجِعُوا عن المعاصِي، فتصلُح أحوالُهم، وتستقيمَ أمورُهم.

وإذا كان العبدُ يُجازَى بعقوباتٍ مُختلفةٍ بسببِ ذنوبِه، فكيف لا يُراجِعُ
نفسَه في كل ما يقَعُ عليه.

وما أجمَلَ أن يلُومَ المرءُ نفسَه، ويُحاسِبَها ويُعاتِبَها في ذاتِ الله إذا
أُصيبَ بشيءٍ، وأن يستشعِرَ أن الذي أصابَه بسببِ ذنبٍ اقترَفَه،
أو مُخالفةٍ ارتكَبَها.

قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -:
إني لأعلَمُ ذنبِي في خُلُق زوجَتي، وفي خُلق دابَّتي .

أيها الإخوة:

إن ما يُصيبُنا أفرادًا وجماعاتٍ مِن فقرٍ ومرضٍ، وأزماتٍ ونكَبَاتٍ،
وتعسُّر أمورٍ، وهزائِم وغلَبَة فهو نتيجةٌ حتميَّةٌ لما كسَبَت أيدِينا،
وبدلًا مِن أن نلُومَ الآخرين، علينا أن نلُومَ أنفسَنا، ونرجِعَ إلى الحقِّ،
ونتُوبَ أفرادًا وجماعات،
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: 31].

الواجِبُ في مثلِ هذه الظروفِ أن نُراجِعَ أنفسَنا، ونسعَى في إصلاحِ
ما فسَدَ مِن أحوالِنا، ونُصحِّحَ مسارَنا، ونعُودَ إلى طريقِ الجادَّة.

لا ينبغي لنا وقد عرَفنا داءَنا أن نتعامَى عنه، ونتغافَلَ ونستمرَّ
في غيِّنا وبُعدِنا.

إن هناك مِن المعاصِي ما قد يستَهِينُ به بعضُ الناس، مع أن عقوبتَه
وخِيمَة، وشُؤمَه عظيم؛ فإضاعةُ الصلاة، وعُقُوقُ الوالدَين،
وقطيعةُ الرَّحِم، وأكلُ الرِّبا، والرِّشوة، وشهادةُ الزُّور، والحسَدُ،
والغِيبةُ والنَّميمة، وظُلمُ العُمَّال، وخِذلانُ المُسلِم وعدمُ نُصرته،
وتبرُّج المرأة وسفورُها واختِلاطُها بالأجانِب، وغيرُها مِن
المُنكَرات والمفاسِد كلُّها مُؤذِنٌ بعقوبةٍ عاجِلة، ومُنذِرةٌ بعذابٍ شديدٍ.
نسألُ اللهَ اللُّطفَ والعافِية.

ولكن متى ما غيَّرنا ما بأنفسِنا مِن المعاصِي والسيِّئات، فانتَقَلنا
إلى طاعةِ الله، غيَّرَ الله ما نحن فيه مِن الشَّقاء والضِّيقِ إلى السعادةِ
والخير والسُّرور، والغِبطة والرَّحمة،
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11].

أيها الناس:

الحذرَ الحذرَ مِن التمادِي في العِصيان وكثرة الذنوبِ؛ فقد جاء عنه
- صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
( لن يهلِكَ الناسُ حتى يعذِرُوا مِن أنفسِهم )
يعني: أنهم لا يهلِكُون حتى تكثُرَ ذنوبُهم وعيُوبُهم، فيستوجِبُوا
العقوبةَ، ويُقيمُوا لمَن عاقَبَهم العُذرَ في ذلك.

إن الواجِبَ علينا أن نعُودَ إلى ربِّنا عودةً صادِقةً، ونتُوبَ إليه توبةً نَصُوحًا؛
فإن التوبةَ سببٌ للمتاعِ الحسَن، ونُزولِ الغيثِ، وزِيادة القُوَّة،
والإمدادِ بالأموال، قال تعالى:
{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}

[هود: 3].

وقال - سبحانه - على لسانِ هُودٍ - عليه السلام -:
{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }

[هود: 52].

وقال الله - عزَّ وجل - على لسانِ نُوحٍ - عليه السلام -:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا }

[نوح: 10- 13].

وفي هذا دليلٌ على أن الاستِغفارَ مِن أعظم أسبابِ هذا المطَر،
وحُصُول أنواع الأرزاق.

عن الشعبيِّ قال: خرجَ عُمرُ بن الخطَّاب يستَسقِي، فما زادَ على الاستِغفار.
ثم رجَعَ فقالُوا: يا أميرَ المُؤمنين! ما رأينَاكَ استَسقَيتَ، فقال:
لقد طلَبتُ المطَرَ بمجادِيحِ السماءِ التي يُستنزَلُ بها المطَر، ثم قرأَ:
{ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا }.

وقال ابنُ صُبَيحٍ: شكَا رجُلٌ إلى الحسَن الجُدُوبَة، فقال له: استغفِر الله ،
وشكَا إليه آخر الفقرَ، فقال له: استغفِر الله ، وقال له آخر:
ادعُ اللهَ أن يرزُقَني ولدًا، فقال له: استغفِر الله ، وشكَا إليه آخر
جفافَ بُستانِه، فقال له: استغفِر الله .
فقُلنا له في ذلك، فقال: "ما قُلتُ مِن عندِي شيئًا، إن الله تعالى
يقولُ في سُورة نُوحٍ:
{ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا }.

وقال الأوزاعيُّ: خرجَ الناسُ يستَسقُون، فقام فيهم بلالُ بن سعدٍ
فحمِدَ اللهَ وأثنَى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمِعناكَ تقولُ:
{ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ }
[التوبة: 91]،
وقد أقرَرنا بالإساءة، فهل تكونُ مغفرتُك إلا لمِثلِنا؟! اللهم
اغفِر لنا وارحَمنا، واسقِنا"، فرفعَ يدَيه، ورفعُوا أيدِيهم فسُقُوا.

أيها الناس:

إن مِن حِكَم الله في الابتِلاء: أن تستيقِظَ النفوسُ، وترِقَّ القلوبُ بعد طُول غفلَة،
فتتوجَّه الخلائِقُ إلى ربِّها، يتضرَّعُون إليه، ويدعُونَه رغَبًا ورهَبًا، يرجُونَ رحمتَه،
ويخافُون عذابَه، فيجِدُون في ظلِّ الضَّراعَة والمسكَنة والإنابةِ إلى الله الطُّمأنينةَ،
والراحةَ، والأملَ في الفرَج، والوعدَ بالبُشرى.

وكفَى بالتضرُّع دليلًا في الرُّجوع إلى الله، وأملًا في الفرَج مِن عندِه،
فلا يُرجَّى في الشدائِدِ إلا الله، ولا يُقصَدُ في المُلِمَّات سِواه، فلا يُلاذُ إلى بجنابِه،
ولا ملجَأ مِنه إلا إليه، فهو - سبحانه وتعالى - يُجيبُ المُضطرَّ
إذا دعاه ولو كان مُشرِكًا، فكيف إذا كان مُسلِمًا عاصِيًا مُفرِّطًا في جنبِ الله؟!
بل كيف إذا كان مُؤمنًا برًّا تقِيًّا؟! قال - سبحانه -:
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }
[النمل: 62].

قال القُرطبيُّ: ضمِنَ الله - سبحانه وتعالى - إجابةَ المُضطرِّ إذا دعَاه،
وأخبَرَ بذلك عن نفسَه، والسببُ في ذلك: أن الضرورةَ إليه باللَّجَأ ينشَأُ
عن الإخلاص، وقطعِ القلبِ بما سِواه، وللإخلاصِ عنده - سبحانه –
موقِعٌ وذِمَّة، وُجِدَ مِن مُؤمنٍ، أو كافرٍ، طائِعٍ، أو فاجِرٍ .

يا مَن يُرجَّى في الشدائدِ كلِّها

يا مَن إليه المُشتَكَى والمفزَعُ

يا مَن خزائِنُ رِزقِه في قَولِ: كُنْ

امنُنْ فإن الخيرَ عندكَ أجمَعُ

أيها الناس:

إنكم شكَوتُم جَدبَ دِيارِكم، واستِئخار المطَر عن إبَّان زمانِه عنكُم،
وقد أمَرَكم الله أن تدعُوه، ووعَدَكم أن يستَجِيبَ لكم.

فاللهم اسقِنا غيثًا مُغيثًا، مريئًا مريعًا، نافعًا غيرَ ضارٍّ، عاجِلًا غيرَ آجِل،
غدَقًا سحًّا، عامًّا طبَقًا مُجلِّلًا.

اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ
ولا تجعَلنا مِن القانِطين، اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا مِن القانِطين،
اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا مِن القانِطين.

اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ، اللهم اسقِ
عبادَك وبهائِمَك، وانشُر رحمتَك، وأحيِي بلدَك الميِّت.

اللهم رُحماك بالشيُوخ الرُّكَّع، والصِّبيان الرُّضَّع، والبهائِم الرُّتَّع.

اللهم إن بالعبادِ والبلادِ مِن اللأواء والشدَّة والضَّنك والجَهد ما لا
نشكُوه إلا إليك، اللهم أنبِت لنا الزرعَ، وأدِرَّ لنا الضَّرع، واسقِنا
مِن بركات السماء، وأنزِل علينا مِن بركاتِك.

اللهم ارفَع عنا الجهدَ والجُوعَ والعُري، واكشِف عنَّا مِن البلاء ما
لا يكشِفُه غيرُك.

اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا.

نستغفِرُ الله، نستغفِرُ الله، نستغفِرُ الله.

ومما نُذكِّرُ به - عبادَ الله -:
أن مِن السنَّة في الاستِسقاء: أن يقلِبَ المُسلمُ رِداءَه؛ اقتِداءً بفعلِ نبيِّه
- صلى الله عليه وسلم -، فقد حوَّلَ إلى الناس ظهرَه، واستقبَلَ القِبلةَ يدعُو،
ثم حوَّل رِداءَه، تفاؤُلًا بتحويلِ الحال عما هي عليه مِن الشدَّة إلى الرَّخاء، ونزول الغَيثِ.

فتأسَّوا به، وادعُوا ربَّكم وأنتُم مُوقِنُون بالإجابة، وألِحُّوا في المسألة



All times are GMT +3. The time now is 01:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.