بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   الاختلاط. (1) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=53178)

حور العين 02-25-2018 04:38 PM

الاختلاط. (1)
 
من: الأخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الاختلاط. (1)

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا

وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له

ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته

وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه

وسلم رسوله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت

أذن بخبر، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله

وأصحابه وعلى ذريته، ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم

لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا،

وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،

وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا مما يستمعون القول

فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الاختلاط :

أيها الأخوة الكرام، موضوع هذه الخطبة سببه معاناة كثيرة من

مشكلات لا تُعد ولا تُحصى، بحكم ما شرَّفني الله به من الدعوة إلى

الله أطَّلع على أسئلة كثيرة سببها مشكلات تعاني منها الأسر، هذه

المشكلات يمكن أن ترجع في معظمها إلى الاختلاط، فكم من زوج

انصرف عن زوجته ومال إلى امرأة أخرى؟ وكم من امرأة مالت عن

زوجها وانصرفت إلى رجل آخر؟ وكم من أطفال شُرِّدوا؟

وكم من بيوت هُدِّمت؟ وكم من فساد عريض؟

كله بسبب تجاوز أحكام الشرع في شأن الاختلاط.

أيها الأخوة الكرام، الدعوة إلى الاختلاط بشكل صريح أو مبطن

دعوة إلى تهديم المجتمع، لأن الله عز وجل جعل المرأة مساوية للرجل

تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية، إلا أن للمرأة خصائص

أكرمها الله بها لتكون محببةً إلى زوجها، كما أنّ للرجل خصائص

أكرمه الله بها ليكون درعاً لزوجته، وحامياً لها، ومنفقاً عليها،

هذا أصل التصميم الإلهي، المرأة مُصمَّمة زوجة ترعى زوجها

وأولادها، والزوج مُصمَّم بإمكاناته العقلية والجسمية والاجتماعية

ليكون قائداً لهذا المركب، حينما اختلطت الأوراق، وحينما تجاهلنا

هذا الفرق الكبير، الذي يؤكده قوله تعالى:

{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى }
[ سورة آل عمران: 36 ]

حينما اختلط الحابل بالنابل، وحينما اختلطت أوراق المجتمع، هذا

الاختلاط أفرز فساداً لا حدود له، والإسلام ليس مسؤولاً عن مشكلات

لا تعد ولا تحصى، تتفجر من تجاوز حدوده.

آثار الاختلاط التي لا تعد و لا تحصى :

أيها الأخوة الكرام، من أراد أن يعرف عن كسب ما جناه الاختلاط من

المفاسد التي لا تعد ولا تحصى، فلينظر إلى تلك المجتمعات البعيدة عنا،

التي وقعت في هذا البلاء العظيم، ونحن على طريقهم سائرون،

فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت في هذا البلاء العظيم اختياراً

أو اضطراراً، فلينظر بإنصاف من نفسه وتجرد للحق وأهله، يجد

التفلت والاضطراب وتفكك الأسر، وهذا كله ثمارّ حتميةّ لهذه

المخالفة الكبيرة في شرعنا.

أيها الأخوة الأكارم،

يقول الله عز وجل:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ }
[ سورة الروم: 41 ]

وهذه الباء تعرب في هذا الموطن باء السبب، هي حرف جر ولكن

بمعنى السبب، أي بسبب ما جنته أيدي الناس،

قال تعالى:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ

بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا }

[ سورة الروم: 41 ]

فالمعصية لها آثار اجتماعية مدمرة، من حكمة الله ومن رحمته أنه جعل

لهذه المعصية آثاراً، لولا هذه الآثار لاستمرأ الناس المعاصي، ولما تابوا

من معاصيهم،

قال تعالى:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ

الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }


[ سورة الروم: 41 ]

فتفكك الأسر، وتشرد الأولاد، ومقدمات الخيانات الزوجية، هذا كله من

آثار الاختلاط، والله الذي لا إله إلا هو إن مئات الحالات التي اطَّلعت

عليها بحكم عملي في الدعوة، خيانة زوجية سببها الاختلاط،

انصراف الزوج عن زوجته إلى عشيقة سببها الاختلاط، وهذا يقع بين الأقارب،

بين من يدخلون عليك البيت، فكأن الإسلام فصل عن الحياة،

الإسلام عبادات نؤديها أما حياتنا فنعيشها كما نهواها، حينما دخلت

على حياتنا الأنماط الغربية، في الاختلاط، وفي التفلت، وفي التكشف،

وفيما يجري بين الناس الآن دفعنا الثمن باهظاً، نحن معنا دين

أيها الأخوة، معنا وحي السماء، معنا منهج الله، معنا كتاب الله،

معنا سنة رسول الله، لا ينبغي أن نحيد عنها إلى شيء يفسد

حياتنا.


All times are GMT +3. The time now is 06:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.