بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4857 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=69536)

حور العين 06-16-2020 02:05 PM

درس اليوم 4857
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الخبير (01)

الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الخَبِيرِ):
الخبيرُ في اللغةِ من مباني المبالغةِ، فعلُه خَبَرَ يَخْبُرُ خُبْرًا.
وخَبُرْتُ بالأمر: أَي علِمتُهُ.
وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ: إذا عرفتُهُ على حقيقتِهِ.

وعندَ مُسلمٍ من حديثِ أبي موسى رضي الله عنه؛ أنه قال لعائشةَ:
"فَمَا يُوجبُ الْغُسْلَ؟ قَالَتْ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ"،
تعني رضي الله عنها؛ أنه سألَ مَنْ يعلمُ الجوابَ بتمامِهِ فالخَبيرُ
الذي يَخبُرُ الشيءَ بعلمِهِ.

والخِبْرَةُ أبلغُ مِنَ العِلمِ لأنها عِلْمٌ وزيادةٌ، فالخبيرُ بالشَّيءِ مَنْ عَلِمَه وقامَ
بمعالجتِهِ وبيانِهِ، وتجربَتِهِ وامتحانه، فأحاطَ بتفاصيلِهِ الدقيقةِ،
وألمَّ بكيفيَّةِ وصفِهِ على الحقيقةِ.

والخبيرُ سبحانَهُ هو العَالِمُ بما كان، وما هو كائنٌ، وما سَيكونُ، وما لو كان
كيف يكونُ؛ وليس ذلك إلا للهِ، فهو الذي لا يَخفَى عليه شَيءٌ فِي الأرضِ
ولا فِي السَّماءِ، ولا يتحرَّكُ متحرِّكٌ ولا يسكنُ إلا بعلمِهِ، ولا تستقيمُ حياتُه
إلا بأمره وإذنِهِ.

قال تعالى:

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
[هود: 6]،

والله عز وجل خبيرٌ، له جنودُ السماواتِ والأرضِ يُخبرونَهُ بالوقائعِ لِتحقيقِ
الحِكمَةِ فِي الخلقِ، وهو عَليمٌ بالأشياءِ قبل إخبارِ الملائِكةِ عنها،
وبَعْدَ الإخبارِ عنها.

وعند البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه؛
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يَتَعَاقَبُونَ فيكُمْ مَلاَئِكَةٌ باللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بالنَّهَارِ، وَيَجْتَمعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ
وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فيكُمْ، فَيَسْألُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ"،

فسؤالُه سبحانَهُ لهم ليس طلبًا للعلمِ فهو السَّميعُ البصيرُ العليمُ الخبيرُ، ولكِنْ
لإظهارِ شَرَفِ المؤمنِ عند ربِّه، وبيانِ فضلِهِ بين ملائكتِهِ وحَمَلةِ عرشِهِ.

قال ابنُ حجرٍ رحمه الله:
"قِيلَ: الحكمةُ فيه: استدعاءُ شهادتِهم لبني آدمَ بالخير، واستنطاقُهم بما
يقتضي التَّعطُّفَ عليهم، وذلك لإظهارِ الحِكمَةِ فِي خلق نوعِ الإنسانِ فِي
مقابلةِ مَنْ قالَ مِنَ الملائكة:

{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
[البقرة: 30]، أي وقد وُجِدَ فيهم مَنْ يُسبِّح ويُقدِّسُ مثلُكم بنصِّ شهادتِكم"

وفِي اللغةِ أيضًا:
الخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرةُ والمَخْبرَةُ والمخْبُرةُ كُلُّه: العِلمُ بالشَّيءِ، يُقال:
من أين خَبَرتَ هذا الأمرَ، أي: مِنْ أينَ علمتَ؟ وقولُهم: لأَخْبُرنَّ خُبْرَكَ: أي
لأعلمَنَّ عِلمَك، والخَبَرُ واحِدُ الأخَبارِ.

والخابِرُ: المُخَتَبِرُ المُجرِّبُ، ورَجُلٌ خابِرٌ وخَبِيرٌ: عالمٌ بالخَبَرِ.
وخَبَرْتُ الأمرَ أخبُرهُ إِذا عَرفْتُه على حقيقتِهِ.
والمَخْبَرُ خِلافُ المَنْظَر.
والخبيرُ: العالمُ بالشَّيءِ.
وقال الكِسائي: الخَبيرُ الذي يَخْبُر الشَّيءَ بعلمِهِ.

وأنكر أبو علي الفارسي على أبي إسحاقَ الزَّجَّاجِ قولَه إنَّ (الخبيرَ) من
قولهم: خَبَرتُ الأرضَ: إذا شققتها، وفلانٌ خَبيرٌ بالشيء إذا كان عالمًا به،
وكأنَّه هو الذي بَحَثَ عن ذلك الشَّيءِ حتى شقَّ عنه الأرضَ.

وقال: "وهو عندنا من الخَبرِ الذي يُسمعُ لأَنَّ معنى الخبير العالمُ".
وقال: "فالعِلمُ أبدًا مع الخَبَرِ فما حاجةُ أبي إسحاق إلى أَنْ يأخذَهُ
من الخَبْرِ والشَّقِّ؟!".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 09:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.