بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 5638 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=82720)

حور العين 10-03-2022 06:51 AM

درس اليوم 5638
 
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

الحياة الدنيا

الحمد لله لم نمنع توحيد الله، لم نمنع الصلاة والزكاة والصيام والحج إن
استطعنا إليه سبيلًا، لن نمنع الدعوة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه
وسلم، والتواصل والسؤال لدواء العي وإن كان الطريق شاقًّا
فلا بد من الصبر والاجتهاد.

ولكن الإنسان اليوم إسرافه في طلب الدنيا بعيدًا عن الدين، الدنيا التي غير
كل ما فيها، وصارت الكماليات واجبات بالإجماع للبحث عنها، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
(ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى
منها كافر شربة ماء)،

هذه الدنيا التي لو كانت تساوي جناح بعوضة، لوهبها الله للمسلم، ومنعها
عن الكافر، والله عليم خبير يَمنع لغاية ويهب لغاية هي حكمته؛
قال الله سبحانه:
﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49]،
إلى قوله: ﴿ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ﴾ [الشورى: 50]،
وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾
[الأنبياء: 35].

فالكافر يكفُر بنعم الله عليه ولا يشكر، يريد بها حرث الدنيا وجنتها،
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20]، وقال:
﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ [الأنعام: 29].

(وليس ذلك إلا للمؤمن) المؤمن الذي يشكر الله على نعمه، وينميها
ويسخرها ويستثمرها، في طاعة الله وعبوديته، في الزكاة، وكل أعمال الخير
والبر، يعيش بالدنيا دينه؛ قال الله تعالى:
﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾
[القصص: 77]، يتقرب بها إلى الله يريد بها حرث الآخرة، وقال:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِه ﴾ [الشورى: 20].

وقال رسوله صلى الله عليه وسلم:
(من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)، ولذلك معية
وثواب وجزاء في الآخرة، وقال: (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها
أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)، ليكله إلى ذلك
وماله في الآخرة من نصيب.

وقال أيضًا: (من جعل الهموم همًّا واحدًا هم آخرته، كفاه الله همَّ دنياه، ومن
تشعَّبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبالِ الله في أي أوديتها هلك)، ولن
تهلك بإذن الله، أمة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال:
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي)،
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

إذا أغنى الله من فضله، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]،
الأصل الإنسان ألا يطغى بها وليتذكر، ﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ [العلق: 8].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 12:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.