adnan |
12-27-2012 07:44 PM |
نفحة يوم الجمعة /أ . محمد الفصام
|
|
|
|
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
أ . محمد الفصام
إذا حدث لك أمرٌ يُزعِجك، وأقضَّ مضجعَك؛ كفقْدِ ما تراه مَكْسبًا من مالٍ
أو عزيزٍ أو شيءٍ له قيمةٌ في حياتك.
فاسأل نفسَك أيُّهما أهون؟
أن يبقى عندك ما خسرته، وتفقدُ صحَّتك وراحتَك؟
أم تكسب صحَّتك وراحتَك، وتفوتُ محبوبَك ومطلوبَك؟
بلا شكٍّ أن جميعَ العقلاءِ وأنت منهم سوف يختارون الثانِي ولا بدَّ.
ماذا ينفعُ الإنسانَ لو امتلكَ الكرةَ الأرضيةَ بأكملِها،
وهو ملقًى على السريرِ الأبيضِ لا يتناولُ من الطعامِ إلا ما يَسمَح به الطبيبُ،
والإبرُ تَمْلأُ ذراوأجهزةُ مراقبةِ القلبِ والنبضِ والضغطِ جاثمةٌ
على صدرِه مقيِّدة يديه؟!
إن الفقراءَ الذين يَعِيشُون على قوتِ اليومِ،
ويأكلون ما وَجَدوا ولا يَسأَلون عما فَقَدوا
نادرًا ما يُصَابُون بالضغطِ والسكرِ والقلقِ، ليس لأن طعامَهم أصحُّ
من طعامِك، ولا فرشهم أفضلُ من سريرِك؛
بل لأنهم عَرَفوا أن الصحَّة كنزٌ موجودٌ لديهم، فاهتَمُّوا به أكثرَ من غيرِه،
فقدَّموا النفيسَ على الخسيس، وعَلِموا أن البطنَ تملؤه كسرةُ خبزٍ،
والظمأَ يطردُه شربةُ ماءٍ، والقدر لا مفرَّ منه، والغِنَى والكرامةَ
والملك غدًا في حياةٍ باقيةٍ لا تزول ولا تحور:
{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }
[الإسراء: 21 ]
كما أن هنا ثراءً؛ هناك ثراءٌ، كما أن هنا أغنياءَ؛ هناك أغنياءُ،
كما أن هنا فقراءَ؛ هناك فقراءُ، ورُبَّ فقيرٍ في الدنيا غَنِيٌّ في الآخرة،
ورُبَّ غَنِيٍّ في الدنيا ليس له رصيدٌ في الآخرةِ.
إذا هــبت رياحك فاغتنمها فــــإن لكل خــــافقة سكون
ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكون متى يكون
وإن درت نياقك فاحتلبها فلا تدري الفصيل لم يكون
أتــرجُ أن تكونَ وأنت شيخٌ كمـــا قد كنتَ أيامَ الشبابِ
|
|
|
|
|
|