بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الحرمين الشريفين (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :تأملات في سُورة الماعُون (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=54889)

حور العين 05-05-2018 10:49 AM

خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :تأملات في سُورة الماعُون
 
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله -
خطبة الجمعة بعنوان:
تأملات في سُورة الماعُون ،

والتي تحدَّث فيها عن سُورة الماعُون وما تضمَّنَته مِن معانٍ مهمَّة؛
حيث بيَّنَت الارتِباطَ الوثِيقَ بين العقيدة والسُّلوك، مُعرِّجًا في خُطبتِه على
أهمِّ ما جاءَ في هذه السُّورةِ مِن الحِكَم والمواعِظِ والتوجِيهاتِ والتحذيراتِ.

الخطبة الأولى
الحمدُ لله، الحمدُ لله دافِعِ النِّقَم، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه سابِغُ النِّعَم،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شرَعَ لعبادِه دينًا يُرسِّخُ جليلَ
القِيَم، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه قادَ أمَّتَه بهَديِه
إلى سامِقِ القِمَم، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أُولِي الفضائلِ والهِمَم.
أما بعدُ:
فأُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[آل عمران: 102].
أنزلَ الله كتابَه الكريم هدايةً للبشريَّة، سُوره نُور، وآياتُه تِبيان،
هو المَعينُ الذي لا يَنضَبُ، والمورِدُ الذي لا يجِفُّ ولا يكدَر،
يجِدُ كلُّ إنسانٍ فيه بُغيَتَه، يُقبِلُ عليه المهمُومُ ليجِدَ فيه بلسَمَه،
والمحزُونُ ليجِدَ فيه سَلوَتَه.
ومِن بديعِ جواهِرِ القُرآن،
ونفيسِ دُرَه: سُورةُ الماعُون:
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ
سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }

[الماعون: 1- 7].
سُورةٌ عظيمةٌ في بنائِها، بيَّنَت الارتِباطَ الوَثِيقَ بين العقيدة والسُّلُوك،
الذي يُكذِّبُ بالدِّين، الذي يُكذِّبُ بثوابِ الله وعقابِه وبالحسابِ، ولم
يستقِرَّ الإيمانُ باليوم الآخر قلبَه.
وسُوءُ الاعتِقاد يُؤدِّي إلى فسادِ الأعمال، وفسادُ الأعمال دلالةٌ على
سُوء الاعتِقاد.
لماذا وُصِفَ بأنَّه يُكذِّبُ بالدِّين؟
لأنه لم يتحرَّك في حياتِه على ما يقتضِيه الدِّين، فكأنَّه أقَرَّ بلِسانِه،
وصدَّقَ بقلبِه، ولكنَّه لم يحمِل نفسَه وسُلوكَه على معنى الدِّين
وقِيَمه وأخلاقِه، والسَّير على منهَجِ القُرآن، ونعلَمُ جميعًا أنَّ الإيمانَ قَولٌ باللِّسان،
وتصدِيقٌ بالقلبِ، وعملٌ بالأركانِ.
ومَن ضعُفَ إيمانُه بالحِسابِ والجزاءِ فهو المُكذِّبُ بالدِّين، الذي أصابَت
قلبَه القسوةُ، وجمَدَ وتيبَّسَ، ومِن صِفاتِه: أنه يدُعُّ اليتيمَ، ويُهينُه ويُؤذِيه،
فهو غيرُ قادرٍ بإيمانِه الضعيفِ أن يُحسِّنَ حياتَه وحالَه، ويتَّقِيَ سُوءَ العمل.
وما قِيمةُ الدِّين إذا لم يظهَر أثَرُه في السُّلُوك والأفعال؟!
وما معنى الإيمان
إذا لم يقُد صاحِبَه إلى الإحساس بالآخرين، بفِعلِ المعروفِ،
وإطعامِ المِسكِين، بل والحضِّ على إطعامِ المِسكِين؟!
الإيمانُ بالبعثِ والجزاء هو الوازِعُ الحقُّ الذي يغرِسُ في النَّفسِ الإقبالَ
على الأعمالِ الصالِحة حتى يصِيرَ ذلك خُلُقًا، وإذا نُشِّئَت عليه زَكَت
وانسَاقَت إلى الخيرِ بدُون كُلفةٍ.
وقسوةُ القلبِ قد تُؤدِّي إلى الغفلَةِ والتكذِيبِ بالدين، وعِلاجُ ذلك في
حديثِ خيرِ البريَّة رسولِ البشريَّة - صلى الله عليه وسلم -، حين جاءَه
رجُلٌ يشكُو قسوةَ قلبِه، فقال له:
( امسَح رأسَ اليَتِيم، وأطعِمِ المِسكِين ).
وفي قولِه - سبحانه -:
{ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }
دلالةٌ أنَّ المُسلمَ مُطالَبٌ بتشجيعِ غيرِه على العطاء والإحسان.
ولا يُعفِيه ذلك عن مسؤوليَّتِه لبَذلِ الخَير للضُّعفاءِ مِن اليتامَى والمساكِين،
مع الحِفاظِ على كرامتِهم والنَّأيِ عن كسرِهم، قال تعالى:
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى }
[البقرة: 263].
وأفضلُ صُور الإحسان:
تمكِينُهم ومدُّهم بمُقوِّمات الحياةِ، وتهيِئة سُبُل العمل للعاطِلِين،
وإعدادُهم وتمكينُهم مِن أدواتِه.
وفي قولِه:
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ }
مِن صِفاتِهم:
أنهم يُؤدُّونَ الصلاةَ شكلًا، لكنَّ مضمُونَها مفقُود، وحقيقتَها غائِبة،
وأركانَها ناقِصة.
دخلَ رجُلٌ المسجِدَ فصلَّى، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
في ناحِيةِ المسجِدِ، فجاءَ فسلَّم عليه، فقال له:
( ارجِع فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ! ).
ومَن تأمَّل حالَ الذين لا يرحَمُون يتيمًا، ولا يُطعِمُون مِسكينًا،
ويغُشُّون ويكذِبُون، ويظلِمُون، وجَدَ أنهم عن صلاتِهم ساهُون، ومَن ضيَّعَ صَلاتَه
فهو لِما سِواهَا أضيَع.
وإذا فقَدَت العبادةُ حقيقتَها ومعناها، غدَت مُجرَّد حركاتٍ لا تُقَوِّي إيمانًا،
ولا تُهذِّبُ سُلوكًا، بل أثَرُها ضعيفٌ في الحياةِ، ونُصوصُ الكتابِ
والسنَّة علَّلَت مشروعيَّةَ العبادات، وبيَّنَت مقاصِدَها.
ومِن ذلك:
أنَّ لها أثَرًا في حياةِ الناسِ وسُلُوكِ المُجتمع، وأنها مدارِسُ تربويَّة،
قال تعالى:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }
[العنكبوت: 45]،
وقال عن الصِّيام:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[البقرة: 183].
وقال عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( مَن لم يدَعْ قَولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجَةٌ في أن يدَعَ
طعامَه وشرابَه ).

وقال عن الزَّكاة:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }
[التوبة: 103]،
وقال عن الحجِّ:
{ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }
[الحج: 37].
الصلاةُ - عباد الله - هي آخرُ ما يُفقَدُ مِن الدِّين؛ فإن ضاعَت ضاعَ الدِّينُ كلُّه.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( لتُنقَضَنَّ عُرَى الإسلام عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تشبَّثَ
الناسُ بالتي تَلِيها، فأولُهنَّ نَقضًا: الحُكمُ، وآخرُهنَّ: الصلاة ).

وإذا وُفِّقَ العبدُ لمُقاومةِ آفةِ السَّهوِ عن العِبادة، تُذكِّرُه
سُورةُ الماعُون بصِيانةِ قلبِه مِن الرِّياء بقولِه:
{ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ }
، الذين يُراؤُون في الصلاةِ وغيرِها بالمُصانَعَةِ وفعلِ الشيءِ لغَيرِ
وجهِ الله؛ إرضاءً للناسِ.
ومِن مدلُولِ الآيةِ:
نفهَمُ أنَّ النيَّةَ التي يشُوبُها الرِّياءُ تُحِيلُ العملَ الصالِحَ إلى معصِيةٍ
يستحِقُّ صاحبَها الوَيلُ، قال تعالى:
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ }.
وهكذا القلبُ المُقفِرُ مِن الإخلاصِ لا قِيمةَ لقَولِه، ولا أثَرَ للعِبادةِ
في سُلُوكِه، ولا قبُولَ لعملِه، ولا زكاةَ في نفسِه.
ومِن أعظم مفاتِيحِ الفَوزِ في هذه الحياةِ:
أن يُوفَّقَ العبدُ لكَبتِ جُموحِ شَهوةِ الرِّياء، بأن يُسلِمَ لله وجهَه، ويُخلِصَ
له عملَه بتصفِيتِه مِن إرادةِ مغنَمٍ، أو شَهوةٍ، أو منصِبٍ، أو مالٍ،
أو شُهرةٍ، أو منزِلةٍ في قُلوبِ الخلقِ، أو طلَبِ مَدحِهم، أو الهَرَبِ مِن ذمِّهم.
يقولُ الله تعالى في الحديث القُدسيِّ:
( أنا أغنَى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَن عمِلَ عملًا أشرَكَ فيه معيَ غيرِي
ترَكتُه وشِركَه ).

باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكُم بما فِيه مِن الآياتِ
والذِّكرِ الحكيم، أقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ، فاستغفِرُوه،
إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله العليِّ الكبير، أحمدُه - سبحانه - ذُو الفضلِ العظيمِ، وأشهدُ أن لا
إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له العليمُ الحليم، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا
محمدًا عبدُه ورسولُه ذُو الخُلُق الحَميد، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه إلى يوم الدِّين.
أما بعدُ:
فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله.
وآخرُ آيِ هذه السُّورة تُجلِّي لنا أهميةَ الأخلاقِ في المُجتمع، وتُحذِّرُ
مِن التقاعُسِ عن العطاءِ، قال الله تعالى:
{ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }
أي: يمنَعُون العارِيةَ، وهي: ما يتعاوَرُه الناسُ بينَهم مما لا يُمنَعُ عادةً.
فهؤلاء لم يُحسِنُوا عبادةَ ربِّهم، ولم يُحسِنُوا إلى خَلقِه بإعارةِ ما
يُنتفَعُ به ويُستعانُ، وهؤلاء لمَنعِ الزَّكاةِ وأنواعِ القُرُبات أَولَى وأَولَى،
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ
سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }

[الماعون: 1- 7].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسولِ الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه فقال:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما باركتَ
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان،
وعليٍّ، وعن الآلِ والصحبِ الكرامِ، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك ومنِّك
يا أرحَم الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين،
وأذِلَّ الكُفرَ والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين،
واجعَل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا، وسائِرَ بلاد المُسلمين.
اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه،
واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدُّعاء، اللهم مَن أرادَ بلادَنا وبلادَ
المُسلمين بشرٍّ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدُّعاء،
اللهم انصُر المُجاهِدين لإعلاءِ كلمتِك في كل مكانٍ، اللهم سدِّد رميَهم،
ووحِّد صُفوفَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم كُن للمُسلمين المُستضعَفين في كل مكانٍ، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا
ونصيرًا وظَهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم،
وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومُون فانتصِر لهم، اللهم إنهم مظلُومُون فانتصِر لهم،
اللهم إنهم مظلُومُون فانتصِر لهم.
اللهم إنا نسألك الجنةَ وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ، ونعوذُ بك من النار
وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ.
اللهم إنا نسألك مِن الخيرِ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم،
ونعوذُ بك مِن الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا
التي فِيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا
في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا مِن كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه،
وظاهِرَه وباطِنَه، ونسألُك الدرجات العُلَى مِن الجنة يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا
ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على مَن بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنيبين،
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حَوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا،
وسدِّ ألسِنَتَنا، واسلُل سخِيمةَ قُلوبِنا.
اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا ولا إلى أحدٍ مِن
خلقِك طرفةَ عينٍ.
اللهم إنا نعُوذُ بك مِن زوالِ نِعمتِك، وتحوُّل عافِيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك،
وجميع سخَطِك.
اللهم ابسُط لنا مِن بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.
اللهم بارِك لنا في أعمالِنا وأعمارِنا وأزواجِنا وذريَّاتِنا وأموالِنا وأهلِينا،
واجعَلنا مُبارَكين أينَما كُنَّا برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرَنا يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفِر لوالدِينا وللمُسلمين يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ
ولا تجعَلنا مِن القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيا رحمةٍ،
لا سُقيا عذابٍ، ولا بلاءٍ، ولا هَدمٍ، ولا غرقٍ برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمَين الشريفَين لِما تُحبُّ وترضَى يا رب العالمين،
ووفِّق وليَّ عهدِه لكل خيرٍ يا أرحم الراحمين، وهيِّئ له البِطانةَ الصالِحةَ
التي تدُلُّه على الخير، وتُعينُه عليه، اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور
المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا رب العالمين.
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[الأعراف: 23]،
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

[الحشر: 10].
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[البقرة: 201].
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

[النحل: 90].
فاذكُروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر،
والله يعلَمُ ما تصنَعُون.



All times are GMT +3. The time now is 12:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.