بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4691 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=66012)

حور العين 11-26-2019 01:50 PM

درس اليوم 4691
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
غذاء الروح وغذاء الجسد

- الروح والجسد:
الإنسان مُكوَّنٌ مِن شِقين أساسيين؛ هما: الروح والجسد.

فالجسد مَبْدؤه من الأرض:

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ }
[المؤمنون: 12].

وغذاؤُه من الأرض: الشراب، الطعام، اللباس، المسكن من الأرض.
ومنتهاه إلى الأرض: حينما يموت الإنسان يتحلَّل الجسدُ إلى التراب.

والرُّوح مَبْدؤها مِن السماء:

{ فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا }
[التحريم: 12]،

{ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي }
[الحجر: 69].

وغذاؤها مِن السماء: الصلاة، الصيام، الحج،
الصدقة، الذِّكر، كلها تتعلق بالسماء.

ومنتهاها إلى السماء: إذا مات العبد الصالح، صعِدت الرُّوح إلى بارئها.

- الموازنة بين غذاء الروح والجسد:
فإذا طغى غذاء الجسد على غذاء الروح - كما هو حادثٌ عند كثير من الناس
اليوم - شعر الرجل بالضيق والقلق وعدم الاستقرار، وكذلك إذا طغى غذاء
الروح على غذاء الجسد، ولكن السعادة والطُّمأنينة والراحة النفسية،
في الموازنة بين غذاء الروح وغذاء الجسد، حينذاك تعتدل كِفَّتَا المِيزَان.

قُمْ وجرِّب بنفسك، صلِّ ركعتين في جوف الليل، أطِلْ في الركوع والسجود،
وأظهِرْ فقرك للواحد المعبُود، وتذلَّل لمالك الوجود، وتزلَّف للفرد الودود،
ثم انظُرْ حالك بعد هاتينِ الركعتين، فانظر ماذا ترى؟

سترى نفسك في جنةٍ، ورُوحك في فرح، ستشعر بسعادة نفسية،
وراحة قلبية.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: إن في الدنيا جنةً، مَن دخلها دخل جنةَ الآخرة،
ومَن حُرِم منها حُرم من جنة الآخرة؛ اهـ.
نعم، إنها لذة الطاعة، إنها حلاوة المناجاة.

تصدَّق بجزء من مالك في ظلام الليل لأحد الفقراء؛ بحيث لا تعلم شِمالُك
ما أنفقَتْ يمينُك، ثم انظر في قلبك، سترى بارقة الأمل، وراحة النفس.

توضَّأ وافتَحْ مصحفك، واقرَأْ ما تيسَّر لك من كلام ربك بخشوع وترتيل،
وتفكُّر وتدبُّر، وإجلال وتعظيم، سترى كأن رُوحَك تسبَحُ في ملكوت السماء،
ونفسك قد صارت أصفى من الماء؛ فهذا هو طريق السعادة، فعَضَّ عليه
بالنواجذ، واستمسِكْ بعُروتِه الوُثقى.

وسنأخُذُ اليوم غذاءً واحدًا من أغذية الرُّوح،
نغتَرِف مِن مَعِينه، ونغذي أرواحنا من لذَّتِه.

أتدرون ما هذا الغذاء الدسم؟!
إنه الذكرُ، ذكرُ الله، لا ذكر الدنيا، لا ذكر المال، لا ذكر التجارة،
لا ذكر الشهرة، ذكرُ الله تعالى

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 03:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.