بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 4054 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=52689)

حور العين 02-04-2018 06:20 PM

درس اليوم 4054
 
من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

تنفس الصباح ، وهو يملأ مسامع الوجود سكينةً بقوله تعالى:

{ وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده

وكفى به بذنوب عباده خبيرا }


وكان لي كلام قديم على هذه الآية قلت فيه:

الذي تتكلم به هذه الآية في صدري والعلم عند الله:

التوكل على رب العالمين والثقة به والطمع في كرمه، وتحلي القلب حِلية

السكينة فلا تضطرب به المخاوف ثقةً واكتفاءً بالله تعالى..

ثم إن التسبيح بحمده هنا يلوح لي فيه أمور:

أن استقامة القلب على صراط التوكل لا تكون إلا بزادٍ من الذكر؛

فالذاكر ظافرٌ بالمعية، سالمٌ من جلبة الوساوس، نقيٌّ من قَتَرةِ اليأس.

وما شحب في قلبٍ يقينٌ إلا بغيبته عن نور الذكر؛ لأن الغفلة وحشةٌ تدع

الإنسان مفردًا في دروب الحياة، بعيدًا عن ربه، عاريًا هشًّا بين يدي رياح

الإرجاف والخوف بوسواسها الذي ينهش القلب نهشًا .

بينما يجلس الذاكر ويغدو ويروح في كنف المعية، وظلال الحفظ

والكفاية

{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب }

ومَن ذكر الله تعالى= ذكرَه الله تعالى؛ فيكون أوفر حظًّا من رزقه

وبركته وحفظه ومعيته وتسديده وكلاءته..

ثم إن الخلق يُرزقون بـ "سبحان الله وبحمده"

وفي تذييل الآية بقوله تعالى وكفى به بذنوب عباده خبيرا في سياقة الأمر

بالتوكل ، فقد فتشت فلم أظفر بشيء ذي بال عن علاقة صدر الآية

"الآمر بالتوكل" بختامها" المخبر بعلم الله المحيط بذنوب عباده.

أدار سادتنا من المفسرين رضي الله عنهم المعنى فيها على أنها تهديد

ووعيد لاسيما للمشركين، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له

من أمر الناس شيء آمنوا أو كفروا..

ولم أجد برد اليقين في كشف هذا السر عن علاقة صدر الآية بختامها،

والذي تهمس به أنوار الآية في الروح:

أن العبد في توكله قد يركن إلى عمله، فيتسع صدره بالتوكل عند الطاعة،

وقد تُهْرَع دسيسة سوء ظن تخدش بهاء يقينه وتوكله عند حضور الذنب،

فلا يقوم في قلبه مشهد التوكل، فأمره الله بالتوكل عليه؛ فإن التوكل ليس

للمعصومين، بل هو يعلم أن لابد للعبد من ذنب، وأنه لا ملجأ ولا ملجأ

للفقير إلا سيده وبارئه، وأن الذي أمره بالتوكل عليه خبيرٌ بذنبه يبصره

ويعلمه ، فلا يحجبنَّه ذنبه عن قصد ربه، ولا يعجبن بعمله فيحسب

أن له عند ربه حقًّا..بل هو عبد فقير نعْتُه الذنب!

فهي خوف ورجاء:

خوف :أن لا تركن إلى عملك؛ فربك أعلم بذنبك!

ورجاء: أن تحسن الظن في ربك فلا يقعد بك الذنب

عن التوكل عليه؛ فهو أعلم بك منك!

والله أعلم

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 02:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.