بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الحرمين الشريفين (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : حق المسلم على المسلم (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=28227)

حور العين 08-08-2015 10:21 PM

خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : حق المسلم على المسلم
 

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
حق المسلم على المسلم


والتي تحدَّث فيها عن حقوق المسلمين فيما بينهم،

مُبيِّنًا منزلةَ الإنسان عمومًا والمسلم خصوصًا عند الله تعالى،

كما تحدَّث عن وجوب صيانة دمه وماله وعِرضِه وعدم التعرُّض لأيٍّ منها بسوء،

مُنوِّهًا إلى هذا الحادث الإرهابي الذي حدث أمس في منطقة عسير،

كما وجَّه حديثَه إلى العلماء والدعاة بضرورة اهتمامهم بالشباب وتوجيههم،

ناصحًا الشباب بالرجوع إلى الكتاب والسنة، والالتفاف حول علمائِهم،

ففي ذلك النجاة والفلاح في الدارَين .

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

فاتَّقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى؛ فالتقوَى في اتِّباع الهُدى، والعمَى في اتِّباع الهوَى .

أيها المسلمون :

خلقَ الله آدم بيدَيه، وأمرَ الملائكةَ بالسجود له؛

فسجَدوا إلا إبليس أبَى واستكبرَ وكان من الكافرين، فاستحقَّ الإبعادَ من رحمةِ الله.

وسُنةُ الله في خلقه أن من أطاعَ ربَّه واتبعَ رسلَه فازَ بالسعادة في الدارَين،

ومن عصَى واستكبرَ ولم يتَّبع المُرسلين كان من الأشقياء الهالِكين

قال - سبحانه -:

{ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }

[ الحشر: 20 ]

وقد أعلى الله مكانةَ المؤمنين المُوحِّدين، فالملائكةُ تدعُو لهم بالمغفرة

ودخول جنات النعيم

قال - عز وجل -:

{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ

وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا

فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ

وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }


[ غافر: 7، 8 ].

ودعا الأنبياءُ للمُؤمنين والمُؤمنات بالمغفرة

فقال نوحٌ - عليه السلام -:

{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }

[ نوح: 28 ]

وقال الله لنبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -:

{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }

[ محمد: 19 ].
وأحبَّ الله المُؤمنين وقرَّبهم إليه ونصرَهم، وهو - سبحانه - معهم بالتأييد والتثبيت

{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا }

[ الأنفال: 12 ]

وأنزلَ جُنودًا من السماء لنُصرتهم

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }

[ الأنفال: 9 ].

وقلَبَ نعمًا في الأرض نِقَمًا على أعداء المُسلمين؛

فجعل نسيمَ الرياح ريحًا صرصرًا على من عداهم، والله يرمِي سهمَهم ويُسدِّد نبلَهم،

{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }

[ الأنفال: 17 ].

وهو الذي يكشِفُ كُربَهم، ويهديهم في الشدائد، وهو الذي ينتصِرُ لهم على عدوِّهم؛

قال - عليه الصلاة والسلام –:

( قال الله - عز وجل -: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب )

رواه البخاري.

وجعلَ لهم المودَّة والمحبَّة والقبولَ في قلوب العباد

قال - سبحانه -:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }

[ مريم: 96 ].
والله يتولَّى حفظَ ذريَّة المُسلم ونسلِه ولو بعد قُرونٍ ببركةِ عملِه الصالِح

{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا

وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا

وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ }


[ الكهف: 82 ].

والمُؤمنُ موعودٌ بالحياة الطيبة، وجعلَ - سبحانه - أعمالَه مُبارَكةً في حياتِه

وبعد مماته

قال - عليه الصلاة والسلام -:
( لا يغرِسُ المُسلم غرسًا، ولا يزرعُ زرعًا فيأكلُ منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ

إلا كانت له صدقةً إلى يوم القيامة )


رواه مسلم.

والقُربُ من المُؤمن خيرٌ، وزيارتُه من أجلِّ العبادات

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( إذا زارَ المُسلم أخاه في الله أو عادَه

قال الله - عز وجل -: طِبتَ وتبوَّأتَ من الجنة منزلاً )


رواه أحمد.
وبياضُ لحيته ورأسه ضياء؛ فنهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نتف الشَّيب وقال:

( إنه نورُ المُسلم )

رواه الترمذي.

وجميعُ أحواله وتقلُّباته من الأحزان والأفراح خيرٌ له

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( عجبًا لأمر المُؤمن إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذلك إلا للمُؤمن؛

إن أصابَته سرَّاء شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاء صبرَ فكان خيرًا )


رواه مسلم.

وأعمالُه الصالحةُ مُضاعفَة، ومصائبُه لسيئاته مُكفِّرة؛

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( ما من مُصيبةٍ تُصيبُ المُسلمَ إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكُها )

متفق عليه.

ومرضُه ذُخرٌ له عند ربِّه

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( مرضُ المُسلم يُذهبُ الله به خطاياه كما تُذهِبُ النارُ خبَثَ الذهب والفضَّة )

رواه أبو داود.

وعيناهُ إن فقدَهما عوَّضه عنهما الجنة، ولا يُغسَّلُ أحدٌ من ذريَّة آدم بعد وفاته

سوى المُسلم، ومن تبِع جنازتَه وكان معها حتى يُصلَّى عليها ويُفرَغ من دفنها

رجعَ من الأجر بقيراطين، وكسر عظمِه بعد موته ككسرِه وهو حيٌّ،

ودِيَتُه على الضِّعف من دِيَة غيره.

ولفضل الله عليه جعلَ أعمالَه الصالحة تجري أجورُها له وهو في قبره، فـ

( إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفعُ به،

أو ولدٍ صالحٍ يدعُو له )


رواه مسلم.

وجناتُ النعيم أُعدَّت له، والملائكةُ على أبواب الجِنان تُسلِّم عليه:

( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )

[ الرعد: 24 ].

وجِماعُ الشرِّ في احتقار المُسلم وازدِرائِه؛

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقِر أخاه المُسلم )

رواه مسلم.

ولحُرمته عند الله أمرَ أن تكون نفسُ المُسلم مُطمئنةً في الحياة،

فلا تُراعُ ولا تُؤذَى؛ بل كل أمرٍ يُخشَى أن ينالَه أذًى منه نهَى الله عنه

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( من مرَّ في شيءٍ من مساجِدنا أو أسواقِنا ومعه نبلٌ فليُمسِكه

أو ليقبِض على نِصالها بكفِّه أن يُصيبَ أحدًا من المُسلمين منها بشيء )


متفق عليه.

والملائكةُ تلعنُ من أشارَ على مُسلمٍ بحديدة .

قال النووي - رحمه الله -:

[ ترويعُ المُسلم حرامٌ بكل حال ]

ونهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل فعلٍ يُحزِنُه، فقال:

( إذا كنتُم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون الآخر

حتى تختلِطُوا بالناس من أجل أن ذلك يُحزِنُه )


متفق عليه.
وإن وقعَت منه هنَّةٌ أو هفوةٌ فالسترُ عليه سترٌ يوم القيامة،

وإذا تكالَبَت عليه النوائِبُ فأُزيلَت عنه كُربةٌ انفرَجَت على من أعانَه كُربةٌ يوم القيامة.

وأذيَّتُه باللسان مُحرَّمة

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( قتالُ المُسلم كفرٌ، وسِبابُه فسوقٌ )

متفق عليه.

ولعنُه كقتلِه

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( لعنُ المُؤمن كقتلِه )


All times are GMT +3. The time now is 12:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.