بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الحلقة الثامنة و الخمسون (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=2809)

vip_vip 12-15-2010 11:51 AM

الحلقة الثامنة و الخمسون
 
الحلقة الثامنة و الخمسون


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1
الحمد لله المتعالى عن الأنداد المتقدس عن الأضداد
المنزه عن الأولاد المطلع على سر القلب و ضمير الفؤاد
الذى من على العلماء بمعرفته و نور قلوبهم ببدائع حكمته
و جعلهم ورثة انبيائه و صفوته فهم أداء الخليفة
و العارفون بعلم الحقيقة أمتدحهم فى كتابه تفضلا منه و كرما
فقال جل من قائل سبحانه
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏ )
هو الذى يرشد عبده و يهديه و إذا مرض فهو يشفيه و إذا ضعف فهو يقويه
و هو إلذى يطعمه و يسقيه و يحفظه من الهلاك و يحميه
و يحرسه بالطعام و الشراب عما يُرديه
فسبحانه من عالم فى تدبيره و مُبدع فى خلقه و تصويره
عدل بين خلقه بالصحة و الأسقام
واذا شاء وهب العافية و كشف الضر و الألأم و أنزل الداء و الدواء و قدر الحمام
أحمده على مننه الجسام و أشكره على نعمة الاسلام
و أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له الكريم الديان
و أشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله المختار
من ولد عدنان المرسل بواضح البيان المبعوث بأعظم شأن و أفصح لسان
صلى الله عليه و على آله صلاة مصونة عن الإنصرام دائمة بدوام الليالى و الأيام

و صلى الله عليه و على سائر أنبياء الله و رُسله
و على آله و صحبه المستمسكين بولائه
و سلم تسليما كثيراً
********************

الدٌعـــــــــــــــــــاء


علم رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
أبا بكر الصديق رضى الله عنه أن يقول :

اللهم أنى أسألك بمحمد نبيك و إبراهيم خليلك
و موسى نجيك و عيسى كلمتك و روحك
و بتوراة موسى و أنجيل عيسى و زبور داود

و فرقان محمد صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين
و بكل وحى أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته
أو غنى أفقرته أو فقير أغنيته أو ضال هديته
و أسألك بأسمك الذى أنزلته على موسى
و أسألك بأسمك الذى بثثت به أرزاق العباد
و أسألك بأسمك الذى وضعته على الأرض فأستقرت
و أسألك بأسمك الذى وضعته على السموات فأستقلت
و أسألك بأسمك الذى وضعته على الجبال فرست
و أسألك بأسمك الذى أستقل به عرشك
و أسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر المنزل فى كتابك من لدنك من النور المبين
و أسألك بأسمك الذى وضعته على النهار فأستنار و على الليل فأظلم
و بعظمتك و كبريائك و بنور وجهك الكريم
أن ترزقنى القرآن و العلم به و تخلطه بلحمى و دمى و سمعى و بصرى
و تستعمل به جسدى بحولك و قوتك
فإنه لا حول و لا قوة إلا بك يا أرحم الراحمين
و هذا الدعاء أعلاه من أدعية حفظ القران

و أخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد النبى الأمى
و على آله و صحبه أجمعين

********************
الحلَقةَ رقم 58 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ

أسمى الله المعظمين
اَلمٌقسطُ ** الرّؤُفُ
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1



أخى المسلم أولاً :-
أخى المسلم
المقسط جلّ جلاله
يجب أن تعلم ما هو الفرق بين المقسط و القاسط
القاسط
هو الظالم فى حكمه أو فى معاملته
قال الحق سبحانه و تعالى
( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً )
الجن 15
و المقسط
هو الذى يتحرى العدل فى حكمه و معاملته
قال تعالى
{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
الحجرات9

و لذا نقول أن المقسط من الناس هو الذى يتوخى العدل فى شأنه كله
فلا يخالف أمر الله فى شئ ، و أن ظهر له أدنى إنحراف فى خلقه
عدل المسار و صحح الأتجاه و طلب من الله المغفرة
و أعتذر لمن ظلمه و الرجوع إلى الحق فضيلة ، كما يقول أهل العدل و الإنصاف

و لذا نقول أن المقسط جلّ جلاله و عز جاهه و قوى سلطانه
هو الذى تميزت ذاته و صفاته و أفعاله بالعدل المطلق
فذاته أحدية موصوفة بكل صفات الكمال و التنزيه
و أفعاله كلها قائمة على القسطاس المستقيم
أى على الميزان الدقيق المحكم
المنزه عن الزيغ و الإنحراف و التناقض و الإختلاف
و هو الذى ينصف المظلوم من الظالم و يرد كيد الظالم فى نحره
أو يرضى المظلوم من الظالم
و ذلك فى غاية العدل و الأنصاف و لا يقدر على ذلك إلا الله تعالى
قال تعالى
{ وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ }
الرحمن 7
إن هذا الميزان الذى وضعه الله تعالى قائم على العلم المحيط
و الحكمة البالغة و الإرادة النافذة و القدرة التامة و الرحمة العامة
و به قامت السموات و الأرض و أستقر كل شئ فى موضعه
و به أدى كل شئ وظيفته التى سخره الله لها
و به أتصلت المخلوقات بعضها ببعض فى نظام ليس فيه خلل و لا زلل و لا تفاوت
فالكون كله وحدة متكاملة لها مدبر واحد مقسط فى تدبيره
لا يضل و لا ينسى و لا تأخذه سِنة و لا نوم
و لا يعزب عن علمه مثقال ذرة فى ملكه و لا فى ملكوته
و الملك هو ما لاح و ظهر و الملكوت هو ماخفى و أستتر


أخى المسلم

قال الحكماء
بالعدل قامت السموات و الأرض و العدل أساس الملك
و إن مظاهر عدل الله فى الوجود لا تنحصر أبداً
و لا يحيط بذرة منها عقل و لا خيال
و لا يزال العلم البشرى عاجزاً كل العجز عن إدراك عشر معشار ما تحتويه الذرة الواحدة
من خصائص فنية و سمات تكونية
و أسرار إلَهية و أثار ضارة او نافعة
و هى تمثل صورة مصغرة من العدل الإلَهى فى الخلق و التكوين
و الأبداع و النظام و الدقة و الإحكام و التقدير و التدبير

قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى

{ اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ
وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ{8}
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ {9} }
الرعد 8-9
و بذلك أستحق عز و جلّ أن يعبد فى السماء و الأرض
فهو الواحد الاحد الفرد الصمد
شهد لنفسه بالألوهية و شهد لخلقه بالعبودية
قال تعالى

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ
لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
آل عمران 18
فشهادته بأنه الواحد دليل على إستغنائه عن شهادة الحق
و إن أوجب عليهم أن يشهدوا له بالوحدانية المطلقة
فهو الغنى بذاته عن جميع مخلوقاته أبداً و أزلاً
فقد كان و لا شئ معه
و شهادة الملائكة له و أولو العلم دليل على إنه المعبود طوعاً و كرهاً
فهى شهادة حال قبل أن تكون شهادة مقال
و قد شهد لنفسه عز و جلّ بالوحدانية حالة كونه مدبرا شئون ملكه بالميزان الدقيق
الذى لا يختل و لا ينحرف ، و هو كذلك فى جميع الأحوال
فصفاته ملازمة لذاته و دالة على أحديته و صمديته


أخى المسلم


إن معنى المقسط أيضا هو إنصاف المظلوم من الظالم
و إنصاف الظالم من نفسه و إرضاءه بمثل ما أرضى به المظلوم
و هو أمر لا يقدر عليه أحد سواه
فالكمال فى ذلك له جلّ شأنه
فهو عز و جلّ أرحم بعباده من أنفسهم على أنفسهم
فاذا أنصف المظلوم فقد أرضاه و أغضب الظالم
و فى إغضابه إرضاء له من جهة أخرى و إن لم يعلم بذلك
فقد خفف عنه عقوبة ذنبه و أعانه على أعادة النظر فيما فعل بأخيه
و مكنه من الرجوع عن غيه
و الكف عن ظلمه فكانت منحته قابعة فى محنته
و لو علم الظالم بهذا ما وسعه إلا أن يسبح بحمد ربه و يثوب إلى رشده
و يشهد بأنه هو الرؤوف الرحيم بجميع خلقه
و أن رأفته و رحمته نابعة من عدله فالرحمة و العدل متلازمان لا ينفصمان
و إن انصاف المظلوم من الظالم فى الدنيا
إنما يكون بحساب دقيق و وسائل خفية ، لا يحيط بها البشر علماً
حتى ليبدو للمظلوم أن من ظلمه قد أفلت من العقوبة و فر من المساءلة
و لو نظر فى القرآن لعلم أن الله أنصفه من جهة لا يعلمها
و أنتقم من الظالم من وجه لم يتبين له
و ربما يظن الظالم لفرط جهله أنه ليس بظالم فيتمادى فى ظلمه و طغيانه إلى حين

قال ربنا جلّ فى علاه

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }
مريم 75
{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ{126} وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ{127}
إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }
النحل 126-128
{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }
هود 102
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً
وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
الانبياء 47
صدق الله العظيم
من هذه الآيات يتضح لنا إن الله يمهل و لا يهمل
فهو جلّ شأنه يعطى الظالم مهلة كافية لمحاسبة نفسه و الإقلاع عن ظلمه
فان أبى إلا التمادى فى ظلمه أنتقم منه بما شاء و كيف شاء
و هب أن الظالم لم يعاقب على ظلمه فى الدنيا
فهل سيفلت من عذابه فى الأخرة ....... كلا ..... كلا
أخى المسلم
نختتم الشرح البسيط المبسط عن أسم الله المقسط بهذا السؤال
ماذا يكون حال الظالم إذا تاب و أناب و لم يستطع أن يرضى خصومه فى الدنيا

روى الحاكم و غيره عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال
بينما النبى صلى الله عليه و سلم جالساً إذ ضحك حتى بدت ثناياه
فقال عمر
بأبى أنت و أمى يا رسول الله
ما الذى أضحكك
قال
رجلان من أمتى جثيا بين رب العزة
فقال أحدهما
يارب خذ لى مظلمتى من هذا
فقال الله عز و جلّ
رد على أخيك مظلمته
فقال
يا رب لم يبق من حسناتى شئ
فقال
يا رب فليحمل عنى من أوزارى
ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء و قال :
إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم
قال
فيقول الله عز و جلّ ..... أى للمتظلم
أرفع بصرك فأنظر فى الجنان
فقال
يا رب أرى مدائن من فضة و قصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ
لأى صديق أو لأى شهيد هذا
قال الله عز و جلّ
لمن أعطى الثمن
فقال يا رب
و من يملك ذلك
قال
أنت تملكه
قال بماذا يا رب
فقال
بعفوك عن أخيك
قال يا رب
قد عفوت عنه
قال عز وجل
خذ بيد أخيك فأدخله الجنة

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

اللهم أفتح علينا فتوح العارفين بك
و محص قلوبنا من الشرك و طهرها من كل شك و شبهة
و أملاها يقينا يهدينا إلى طلب المزيد من معرفة أسرار أسمائك الحسنى
يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الأكرام
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

vip_vip 12-15-2010 11:51 AM


أخى المسلم ثانياً :-






أخى المسلم

الرؤوف جلّ جلاله
يجب ان تعلم أن من جد فى الذكر جد فى العمل
و من جد وجد و من زرع حصد
و من سلك وصل و من وصل أتصل
و من أتصل فقد بلغ المنزل
و هو مقام العبودية الخالصة للرب الكريم الرؤوف الرحيم مالك الملك ذى الجلال و الإكرام
ماهو الفرق بين الرأفة و الرحمة

الرأفة
هى رحمة خاصة بمن يستحقها من الرحماء و الضعفاء كالأطفال و المرضى و المعدمين
و هى رقة فى القلب تدفع صاحبها إلى العطف و اللطف و الإحسان لمن يرق له
و يحنو عليه و يحبه و يألفه و يأنس به لأى سبب من الأسباب التى يحدثها الله فى القلول
أما الرحمة
فهى عامة تشمل بعمومها جميع الخلق على الإطلاق من أنسان و حيوان و غير ذلك
و هى رقة فى القلب أيضاً لكنها تكون لمن يستحقها بغض النظر عن العواطف و المشاعر
و لهذا وجب أن نقول
ان الرأفة إن خلت من الرحمة فقدت قيمتها
و كان ضررها أكثر من نفعها بل لا يكون لها نفع أصلاً
الرؤوف جلّ جلاله
هو الرحيم بالمؤمنين فى الدنيا و الأخره رحمة خاصة بهم فوق الرحمة العامة بالخلق أجمعين
و هذا ماقاله كبار الصحابة و التابعين من أئمة اللغه و الدين
فهو جلّ جلاله رؤوف بأوليائه و محبيه
يحيطهم بعنايته و يوفقهم لطاعته و يلهمهم الرشد فى أقوالهم و فى أفعالهم
و يحصى لهم ما قدموه لأنفسهم و يضاعفه لهم أضعافا كثيرة
حتى يرضيهم كل الرضا فى جنة عرضها السماوات و الأرض
قد اعدها لهم قبل أن يخلقهم و يسرهم إليها لما طلبوا الهدى منه جلّ شأنه
و خافوا مقامه و صدقوا فيما عاهدوه عليه
و ماتوا وهم راضون بقضائه و قدره مخلصين له وجوههم فى العبودية
و يجب أن تعلم أخى المسلم
إن رأفة الله عز و جلّ مغايرة لرأفة الخلق بعضهم ببعض
فهى رآفة مصحوبة بالرحمة من جميع الوجوه
لا يترتب عليها ما يتناقض مع الحكمة العليا بأى حال
و لا مع دينه الذى فطر الناس عليه
و قد وضع لهم قواعده و احكامه رعاية لمصالحهم فى العاجل و الآجل
و هذه المصالح تتمثل فى دفع المضار و جلب المنافع
و دفع المضار مقدم على جلب المنافع
بل أن دفع المضار هو نفسه جلب للمنافع
و الله عز وجلّ هو الضار النافع
فمن آمن به و أتقاه و خاف مقامه و فر منه إليه
فقد رحمه رحمة خاصة يشعر ببردها فى الدنيا و يجد نعيمها فى الأخرة
قال و قوله الحق سبحانه و تعالى

{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }


النحل 7


قال الحليمى

و معناها المتساهل مع عباده لأنه لم يحملهم من العبادات ما لا يطيقون

يعنى بزمانه او علة أو ضعف

بل حملهم أقل مما يطيقونه بدرجات كثيرة و مع ذلك غلظ فرائضه فى حال شدة القوة
و خففها فى حال الضعف و نقصان القوة و اخذ المقيم بما لم يأخذ به المسافر
و الصحيح بما لم يأخذ به المريض و هذا كله رأفة و رحمة

قال الخطابى
و قد تكون الرحمة فى الكراهة للمصلحة
و لا تكاد الرأفة تكون فى الكراهة
قال تعالى

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }


النور 2

ولم يقل الله عز وجل رحمة
فأن ضرب العصاة على عصيانهم رحمة لهم لا رأفة
فان صفة الرأفه إذا أنسدلت على مخلوق لم يلحقه مكروه

فلذلك تقول لمن أصابه بلاء فى الدنيا و فى ضمنه خير فى الأخرة
إن الله قد رحمه بهذا البلاء
و تقول لمن أصابته عافية فى الدنيا فى ضمنها خيراً فى الأخرة
و اتصلت له العافية أولاً و أخراً و ظاهراً و باطناً
إن الله قد رأف به
قال الإقليشى
------------
يجب أن تتأمل هذه التفرقة بين الرأفة و الرحمة
و على هذا فالرأفة أعم من الرحمة
فمتى أراد الله بعبد رحمة أنعم عليه بها
إلا أنها قد تكون عقيب بلاء و قد لا تكون ، و الرأفة بخلاف ذلك

قال السعدى
الرحمن ، الرحيم ، البر ، الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهاب
هذه الأسماء تتقارب معانيها و تدل على إتصاف الرب بالرحمة و البر و الجود و الكرم
و على سعة رحمته و مواهبه التى عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته
و خص المؤمنين منها بالنصيب الافر و الحظ الأكمل
و أن النعم و الإحسان كله من أثار رحمته و جوده و كرمه
و خيرات الدنيا و الأخرة كلها من أثار رحمته

اخى المسلم

يجب أن تعلم أن صفات الله عز و جلّ مغايرة لأوصاف الخلق من جميع الوجوه
التى تخضع للحس أو يتصورها العقل أو يتوهمها الخيال
فالرأفة و الرحمة و الرضا و الغضب و ما إلى ذلك مما وصف الله نفسه به
فى كتبه أو على ألسنة رسله هو من صفات الأفعال لا من صفات الإنفعال
و لذا يجب أن تعلم أن لا رؤوف على الإطلاق ألا الله
و ان رأفته ليست كرآفتنا التى بيننا
و من رأفته لعباده و رحمته بهم أن زادهم عن مراتع الهلكة
و منعهم من موارد الشهوات فمتى أصابهم نصيب من كتاب سبق
أقال عثرتهم و أيقظهم من سبات غمراتهم
و ربما رأف بهم و رحمهم بما يكون فى الظاهر بلاء و شدة
و هو فى الحقيقة رأفة بهم و رحمة
أخى المسلم
نختتم هذا الشرح البسيط المبسط عن أسم من أسماء الله الحسنى الرؤوف
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه
فما يبرح البلاء على العبد حتى يتركه يمشى على الأرض و ما عليه خطيئة )

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم



All times are GMT +3. The time now is 01:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.