بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الأستاذ / هشام محمود عباس (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=60)
-   -   دين و حكمة - أحكام الحج ( 06 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=39778)

نسمة أمل 08-10-2016 03:01 PM

دين و حكمة - أحكام الحج ( 06 )
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة

حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة

يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير


نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق

{ الموضوع التاسع الفقرة 06 }
( أحكــام الحـــــــــج )


أخى المسلم

بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم

نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزا و حصنا

و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمنا

و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفا و تحصينا و منا

و جعل زيارته و الطواف به حجابا بين العبد و بين العذاب و مجنا

و الصلاة على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة

و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق و سلم تسليما كثيرا

أخى المسلم

الإحرام

ما هو الإحرام

الإحرام هو نية أحد النسكين
الحج أو العمرة او نيتهما معا و هو ركن

قال الحق سبحانه تعالى :

{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }


البينة 5

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل أمرئ ما نوى )

آداب الإحرام

للإحرام أداب ينبغى مراعاتها و هى :

-1 النظافة

و تتحقق النظافة بتقليم الأظافر و قص الشارب و نتف الإبط و حلق العانة

و الوضوء أو الإغتسال و هو الأفضل ثم تسريح اللحية و شعر الرأس

قال أبن عمر رضى الله تعالى عنهما :

[ من السنة أن يغتسل إذا أراد الإحرام ، و إذا أراد دخول مكة المكرمة ]

رواه البزار و الدار قطنى و الحاكم و صححه

و عن أبن عباس رضى الله عنهما

إن النبى صلى الله عليه و سلم قال :

( إن النفساء و الحائض تغتسل و تحرم
و تقضى المناسك كلها غير إنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر )


رواه أحمد و أبوداود و الترمذى و حسنه

-2 التجرد

التجرد من الثياب المخيطه و لبس ثوبى الإحرام
و هما رداء يلف النصف الأعلى من البدن دون الرأس
و أزار يلف به النصف الأسفل
و ينبغى أن يكونا أبيضين فأن الأبيض احب الثياب إلى الله تعالى

3 - التطيب

فى البدن و الثياب و إن بقى أثره عليه بعد الإحرام

فعن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه رضى الله عنها و عن أبيها قالت :

[ كأنى أنظر إلى و بيض الطيب مفرق رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو محرم ]

و بيض بمعنى بريق
رواه البخارى و مسلم

و روى عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أنها قالت :

[ كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم لإحرامه قبل أن يحرم
و لحله قبل أن يطوف بالبيت ]


المراد بالإحلال أى بعد الرمى الذى يحل به الطيب و غيره

و قالت رضى الله عنها و عن أبيها

[ كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة المكرمة
فننضح جباهنا بالمسك عند الإحرام فاذا عرقت إحدانا سال على وجهها
فيراه النبى صلى الله عليه و سلم فلا ينهانا ]


رواه أحمد و أبو داود

4- صلاة ركعتين

ينوى بهما سنة الإحرام يقرأ فى الأولى منها بعد الفاتحة. سورة الكافرون

و فى الثانية سورة الإخلاص

قال أبن عمر رضى الله عنهما

كان النبى صلى الله عليه و سلم

[ يركع بذى الحليفة ركعتين و تجزئ المكتوبة عنهما
كما إن المكتوبة تغنى عن تحية المسجد ]

رواه مسلم

أنواع الاحرام

الإحرام ( أى نية الحج ) أنواع ثلاثة :
-1 قِران
2 - تمتع
3 - إفراد

و قد أجمع العلماء على جواز كل واحد من هذه الأنواع الثلاثة

فعن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت :

[ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام حجة الوداع
فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج و عمرة و منا من أهل بالحج
و أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحج
فأما من أهل بعمرة فحل عند قدومه
و أما من أهل بحج أو جمع بين الحج و العمرة فلم يحل حتى كان يوم النحر ]

رواه أحمد ، و البخارى ، و مسلم ، و مالك

معنى القِـران

سمى بذلك لما فيه من القِران و الجمع بين الحج و العمرة بإحرام واحد

و أن يحرم من عند الميقات بالحج و العمرة معا

و يقول عند التلبية لبيك بحج و عمرة

و هذا يقتضى بقاء المحرم على صفة الإحرام إلى أن يفرغ من أعمال العمرة

و الحج جميعا أو يحرم بالعمرة و يدخل عليها الحج قبل الطواف .

معنى التمتع

و التمتع هو الإعتمار فى أشهر الحج ثم يحج من عامه الذى أعتمر فيه

و قد سمى تمتعا للإنتفاع بأداء النسكين فى أشهر الحج

فى عام واحد من غير أن يرجع إلى بلده

و لأن المتمتع يتمتع بعد التحلل من إحرامه بما يتمتع به غير المحرم

من لبس الثياب و الطيب و غير ذلك

و صفة التمتع أن يحرم من الميقات بالعمرة وحدها

و يقول عند التلبية لبيك بعمرة

و هذا يقتضى البقاء على صفة الإحرام حتى يصل الحاج إلى مكة المكرمة

فيطوف بالبيت و يسعى بين الصفا و المروة و يحلق شعره أو يقصره

و يتحلل فيخلع ثياب الإحرام و يلبس ثيابه المعتادة

و يأتى كل ما كان قد حرم عليه بالإحرام

إلى أن يجيئ يوم التروية فيحرم من مكة المكرمة

معنى الإفراد

و الإفراد أن يحرم من يريد الحج من الميقات بالحج وحده
و يقول فى التلبية لبيك بحج
و يبقى محرما حتى تنتهى أعمال الحج ثم يعتمر بعد ذلك إن شاء .

أى أنواع النسك أفضل

أختلف الفقهاء فى الأفضل من هذه الأنواع

ذهبت الشافعية

إلى أن الإفراد و التمتع أفضل من القِران

إذ أن المفرد أو المتمتع يأتى بكل واحد من النسكين بكمال أفعاله

و القارن يقتصر على عمل الحج وحده و قالوا فى التمتع و الإفراد قولان

أحدهما أن التمتع افضل و الثانى أن الإفراد أفضل

قالت الحنفية

القِران أفضل من التمتع و الإفراد و التمتع أفضل من الإفراد

و ذهبت المالكية

إلى أن الإفراد أفضل من التمتع و القِران

و ذهبت الحنابلة

إلى أن التمتع أفضل من القِران و من الإفراد

و هذا هو الأقرب إلى اليسر و الأسهل على الناس

و هو الذى تمناه رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و أمر به أصحابه

روى مسلم عن عطاء أنه قال

سمعت جابر بن عبد الله رضى الله عنه أنه قال :

( أهللنا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم بالحج خالصا وحده
فقدم النبى صلى الله عليه و سلم صبح رابعة مضت من ذى الحجة
فأمرنا أن نحل فقال عليه الصلاة و السلام :
حلوا و أصيبوا النساء و لم يعزم عليهم أى لم يوجبه و لكن أحلهن لهم
فقلنا لما لم يكن بيننا و بين عرفة إلا خمس أمرنا أن نفضى إلى نسائنا
فنأتى عرفة تقطر مذاكيرنا المنى
فقام النبى صلى الله عليه و سلم فينا فقال :
قد علمتم أنى أتقاكم لله و أصدقكم و أبركم
و لولا هديى لحللت كما تحلون
و لو أستقبلت من أمرى ما أستدبرت لم أسق الهدى فحلوا
فحللنا و سمعنا و أطعنا )


جواز إطلاق الإحرام

من أحرم إحراما مطلقا قاصدا أداء ما فرض الله عليه

من غير أن يعين نوعا من هذه الأنواع الثلاثة

و ذلك لعدم معرفته بهذا التفصيل جاز و صح إحرامه

قال العلماء

و لو أهل و لبى كما يفعل الناس قاصدا للنسك و لم يسم شيئا بلفظه ،

و لا قصد بقلبه لا تمتعا و لا إفرادا و لا قِرانا

صح حجه أيضا و فعل واحدا من الثلاثة

أخى المسلم

وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات


All times are GMT +3. The time now is 04:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.