بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   أحاديث اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=63)
-   -   حديث اليوم 08 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=62370)

حور العين 05-12-2019 05:47 AM

حديث اليوم 08
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم

( باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم )




حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري

عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم



( من لم يدع قول الزور والعمل به

فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )



الشروح

قوله : ( باب : من لم يدع )

أي : يترك ( قول الزور والعمل به ) زاد في نسخة الصغاني : " في الصوم

" . قال الزين بن المنير : حذف الجواب ؛ لأنه لو نص على ما في الخبر

لطالت الترجمة ، أو لو عبر عنه بحكم معين لوقع في عهدته فكان الإيجاز

ما صنع .



قوله : ( حدثنا سعد المقبري عن أبيه )

كذا في أكثر الروايات عن ابن أبي ذئب ، وقد رواه ابن وهب عن

ابن أبي ذئب فاختلف عليه : رواه الربيع عنه مثل الجماعة ، ورواه

ابن السراج عنه فلم يقل : " عن أبيه " أخرجها النسائي ، وأخرجه

الإسماعيلي من طريق حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب بإسقاطه أيضا ،

واختلف فيه على ابن المبارك فأخرجه ابن حبان من طريقه بالإسقاط ،

وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة بإثباته ، وذكر الدارقطني أن يزيد

بن هارون ويونس بن يحيى روياه عن ابن أبي ذئب بالإسقاط أيضا ،

وقد أخرجه أحمد عن يزيد فقال فيه : " عن أبيه " ، والذي يظهر

أن ابن أبي ذئب كان تارة لا يقول عن أبيه وفي أكثر الأحوال يقولها ،

وقد رواه أبو قتادة الحراني عن ابن أبي ذئب بإسناد آخر فقال : " عن

الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبي هريرة " وهو شاذ والمحفوظ الأول .



قوله : ( قول الزور والعمل به ) زاد المصنف في الأدب عن أحمد بن يونس

عن ابن أبي ذئب " والجهل " وكذا لأحمد عن حجاج ويزيد بن هارون

كلاهما عن ابن أبي ذئب ، وفي رواية ابن وهب " والجهل في الصوم "

ولابن ماجه من طريق ابن المبارك : من لم يدع قول الزور والجهل والعمل

به جعل الضمير في " به " يعود على الجهل ، والأول جعله يعود على قول

الزور ، والمعنى متقارب ، ولما روى الترمذي حديث أبي هريرة هذا قال :

وفي الباب عن أنس . قلت : وحديث أنس أخرجه الطبراني في " الأوسط "

بلفظ : من لم يدع الخنا والكذب ورجاله ثقات ، والمراد بقول الزور : الكذب ،

والجهل : السفه ، والعمل به أي : بمقتضاه ، كما تقدم .



قوله : ( فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )

قال ابن بطال : ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه ، وإنما معناه التحذير

من قول الزور وما ذكر معه ، وهو مثل قوله : " من باع الخمر فليشقص

الخنازير " أي : يذبحها ، ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم

لإثم بائع الخمر . وأما قوله : فليس لله حاجة فلا مفهوم له ، فإن الله

لا يحتاج إلى شيء ، وإنما معناه فليس لله إرادة في صيامه فوضع الحاجة

موضع الإرادة ، وقد سبق أبو عمر بن عبد البر إلى شيء من ذلك .



واستدل به على أن هذه الأفعال تنقص الصوم ، وتعقب بأنها صغائر تكفر

باجتناب الكبائر . وأجاب السبكي الكبير بأن في حديث الباب والذي مضى

في أول الصوم دلالة قوية للأول ؛ لأن الرفث والصخب وقول الزور والعمل

به مما علم النهي عنه مطلقا ، والصوم مأمور به مطلقا ، فلو كانت هذه

الأمور إذا حصلت فيه لم يتأثر بها لم يكن لذكرها فيه مشروطة فيه معنى يفهمه ،

فلما ذكرت في هذين الحديثين نبهتنا على أمرين : أحدهما : زيادة

قبحها في الصوم على غيرها ، والثاني : البحث على سلامة الصوم عنها ،

وأن سلامته منها صفة كمال فيه ، وقوة الكلام تقتضي أن يقبح ذلك لأجل

الصوم ، فمقتضى ذلك أن الصوم يكمل بالسلامة عنها . قال : فإذا لم يسلم

عنها نقص . ثم قال : ولا شك أن التكاليف قد ترد بأشياء وينبه بها

على أخرى بطريق الإشارة ، وليس المقصود من الصوم العدم المحض كما

في المنهيات ؛ لأنه يشترط له النية بالإجماع ، ولعل القصد به

في الأصل الإمساك عن جميع المخالفات ، لكن لما كان ذلك يشق خفف الله

وأمر بالإمساك عن المفطرات ، ونبه الغافل بذلك على الإمساك عن المخالفات ،

وأرشد إلى ذلك ما تضمنته أحاديث المبين عن الله مراده ، فيكون اجتناب

المفطرات واجبا ، واجتناب ما عداها من المخالفات من المكملات ، والله أعلم .



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 11:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.