بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   شرح الدعاء (08) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=68278)

حور العين 04-01-2020 01:42 PM

شرح الدعاء (08)
 
من : الأخت /الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641


شرح الدعاء (08)



(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ،وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ
الْعَمَلِ،وَخَيْرَ الثَّوَابِ،وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي، وَثَقِّل مَوَازِينِي،
وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَاتِي، وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَتِي، وَأَسْأَلُكَ
الدَّرَجَاتِ العُلاَ مِنَ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ، وَخَوَاتِمَهُ، وَجَوَامِعَهُ،
وَأَوَّلَهُ، وَظَاهِرَهُ، وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
خَيْرَ مَا آتِي، وَخَيْرَ مَا أَفْعَلُ، وَخَيْرَ مَا أَعْمَلُ، وَخَيْرَ مَا بَطَنَ، وَخَيْرَ مَا ظَهَرَ،
وَالدَّرَجَاتِ العُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي، وَتَضَعَ
وِزْرِي، وَتُصْلِحَ أمْرِي، وَتُطَهِّرَ قَلْبِي، وَتُحَصِّنَ فَرْجِي، وَتُنَوِّرَ قَلْبِي، وَتَغْفِرَ لِي
ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تُبَارِكَ
فِي نَفْسِي، وَفِي سَمْعِي، وَفِي بَصَرِي، وَفِي رُوحِي، وَفِي خَلْقِي، وَفِي خُلُقِي،
وَفِي أَهْلِي، وَفِي مَحْيَايَ، وَفِي مَمَاتِي، وَفِي عَمَلِي، فَتَقَبَّلْ حَسَنَاتِي، وَأَسْأَلُكَ
الدَّرَجَاتِ العُلَا مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينْ)([1]).

الشرح:

هذا الدعاء العظيم المبارك الجامع لكل خيرات الدنيا والآخرة تفصيلاً،
وتنويعاً، فهو أشمل وأكثر الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم
التي فيها من التفصيل والتعميم والشمول في طلب كل أنواع الخير
، وذلك إنَّ الجملة الطلبية إذا وقعت موقع الدعاء والسؤال، كان بسطها
وتطويلها أنسب من اختصارها وحذفها؛ ولهذا يشرع تكرارها، وإبداؤها،
وإعادتها؛ لأن في مقام الدعاء والتضرّع، وإظهار العبودية، والافتقار،
واستحضار الأنواع التي يدعو بها العبد، ويسألها ربّه جلَّ وعلا أفضل، وأبلغ
من اختصارها، فكلما كَثَّر العبدُ الدعاءَ، وطوَّله، وأعاده، وأبداه، ونوَّع جمله،
كان ذلك أبلغ في عبوديته، وإظهار فقره، وتذلُّـلِه، وحاجته، وكان ذلك أقربَ
له من ربه، وأعظم لثوابه، واللَّه تعالى يحبُّ الملحِّين في الدعاء ([2]) .

قوله: (اللَّهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء):
استفتح هذا الدعاء المبارك بسؤال اللَّه تعالى خير المسألة، وخيرها هو:
أقواها تأثيراً في الإجابة، وأحسنها جمعاً للمطلوب الذي العبد أحوج إليه
من غيره من خيري الدنيا والآخرة، وقوله (خير) على وزن فَعْل للتفضيل .

قوله: (وخير النجاح):
أي التمام والكمال في الأمور، والحصول على كل المطلوب.

قوله: (وخير العمل):
أي التوفيق إلى أفضل العمل، وأحسنه الذي يحبّه الربُّ جلَّ وعلا، الذي فيه
الثواب الأكثر، والأجزل، ومنه الصلاة؛ لأنها أفضل العمل
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)([3]).

قوله: (وخير الثواب):
فيه سؤال اللَّه أن يثيبه أكثر الثواب، وأحسنه، وأعظمه، بمضاعفة الأجر
والثواب، فتضمّن هذا السؤال التوفيق إلى أفضل الأعمال،
والأقوال عند اللَّه تعالى، وأرفعها قدراً.

قوله: (وخير الحياة):
أي أفضل الحياة، وأحسنها، بأن تكون في طاعة الرحمن، وحسن العبادة له،
واجتناب معاصيه ، والحياة الطيبة المطمئنة الآمنة من البلاء،
والمصائب، والأكدار.

قوله: (وخير الممات):
بأن يموت مَرْضِيَّاً عنه، مغفوراً له مثاباً، متشبثاً على الحق،
وحسن الخاتمة من العمل الصالح، وكلمة الشهادة.

قوله: (وثبتني):
سؤال اللَّه الثبات، والاستقامة في جميع الأمور في الأقوال، والأفعال،
والأخلاق في الدنيا، والبرزخ والآخرة؛ لما في حذف المفعول من إشعار
بالتعميم والشمول.

قوله: (وثقِّل موازيني):
بكثرة الحسنات من الأعمال الفاضلات الصالحات على السيئات، ومنها حسن
الخلق؛ لأنه أثقل الأعمال في الميزان، فإن من كثرت حسناته على سيئاته
فقد فاز بالسعادة الأبدية، قال اللَّه تعالى:
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}[4]).

قوله: (وحقِّق إيماني):
بأن يكون ثابتاً قوياً لا شك فيه، ولا ريب، سأل ربه تعالى أجلَّ مطالب
الدين الذي عليه الفلاح في الدارين.

قوله: (وارفع درجاتي):
في الدنيا بإعلاء الثناء، والذكر الحسن، والقبول في الموعظة، وامتثال الأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر، والشفاعة، وغير ذلك، ورفع الدرجات
والمنازل العالية في الآخرة.

قوله: (وتقبَّل صلاتي):
بأن تكون مقبولة؛ لأنها رأس الإيمان وأساسه،
وقبولها يستلزم قبول غيرها من العمل.

قوله: (واغفر خطيئتي):
أي تجاوز عن كل خطيئاتي: سرّها، وعلانيتها: صغيرها، وكبيرها التي بيني
وبينك، وبيني وبين عبادك؛ لأنَّ من غفر اللَّه له ذنوبه نجا من كل مرهوب،
ونال كل محبوب.

قوله: (وأسألك الدرجات العُلا من الجنة آمين):
ختم هذا الدعاء بأعظم ما يتمنَّاه كل مؤمن، وهو الجنة، بل سأل الدرجات
العُلا التي فيها، وهي أعلى منازلها ورتبها، وهذا الدعاء كالتخصيص
في الدعاء السابق: (وارفع درجاتي) من باب عطف الخاص على العام؛
لأهميّة هذا الخاص، وشدّة العناية به، وذلك أن درجات الجنة هي أعلى
وأغلى الدرجات والأمنيات، وهذا تعليم لرفع الهمة في الدعاء المستلزم
للإكثار من العبادة الرافعة لدرجات الآخرة.


([1]) أخرجه الحاكم عن أم سلمة مرفوعاً ، 1/ 520، وصححه ووافقه
الذهبي، 1/520، والبيهقي في الدعوات، برقم 225، والطبراني في الكبير،
23/ 326، برقم 717، والأوسط، 6/ 213، برقم 6218، وقال الهيثمي
في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: (رواه الطبراني في الكبير ورواه في
الأوسط باختصار بأسانيد، وأحد إسنادي الكبير، والسياق له،
ورجال الأوسط ثقات)، مجمع الزوائد، 10/ 280.

([2]) جلاء الإفهام، ص 230 .

([3]) ابن ماجه، كتاب الطهارة، باب المحافظة على الوضوء، برقم 277،
وأحمد، 37/ 110، برقم 22436، وابن حبان، 3/ 311، والحاكم، 1
/ 130، والبيهقي، 1/ 82، والدارمي، 1/ 66، وحسن إسناده الألباني
في السلسلة الصحيحة، 1/ 181، برقم 115.

([4]) سورة الأعراف، الآية: 8 .



All times are GMT +3. The time now is 01:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.