بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 4058 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=52793)

حور العين 02-08-2018 09:19 AM

درس اليوم 4058
 
من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

نفع الناس

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ العبد النافع للناس، والنافع

للأرض، وكان يمدحه ويُثني عليه؛ وذلك إلى الدرجة التي جعله فيها أحبَّ

الناس إلى الله؛ فقد روى الطبراني -وقال الألباني: حسن- عَنِ ابْنِ عُمَرَ

رضي الله عنهما،

( أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ )


فصار نفعُ الناس بذلك سُنَّة نبوية رائعة، وضرب لنا أمثلة عدَّة لذلك

في حياته صلى الله عليه وسلم، فحضَّ مثلاً على العلم بشرط أن يكون

نافعًا، فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه،

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ،

أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )


وضرب كذلك أمثلة أخرى جميلة يمكن أن ننفع بها الناس، ففي رواية

الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

( تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ

صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلاَلِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ

الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ

لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ )


فهذه كلها صور راقية جدًّا لنفع الناس، وضرب أمثلة أخرى كثيرة؛

فقد روى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ:

( يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الإِيمَانُ بِاللهِ وَالْجِهَادُ

فِي سَبِيلِهِ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا

وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: "تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ

لأَخْرَقَ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟

قَالَ: "تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ )


ونلاحظ أنه صلى الله عليه وسلم لم يَسْتثنِ أحدًا من أداء سُنَّة نفع الناس،

حتى لو كان هذا النفع هو مجرَّد إيقاف الضرر والشرِّ عن الناس!

فما أعظم هذه السُّنَّة! وما أنفعها في الدنيا والآخرة!

ولا تنسوا شعارنا:

{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}

[النور: 54].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 10:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.