بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 3864 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=48450)

حور العين 07-26-2017 05:24 PM

درس اليوم 3864
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

حسن الخلق في الميزان



فقال عز وجل:

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا

وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }


[الفرقان:63]

(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ) ولم يقل: وعباد الله؛ لأن صفة الرحمة مدعاة

لحسن الخلق، (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) يمشي

بوقار وسكينة، لا يصعر خده للناس، ولا يمشي في الأرض مرحاً.

(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) أي: قولاً سلاماً، وهذه الخصلة هي

جماع كل خير، وكل الخصال بعد ذلك تنبني عليها؛ ولذلك بدأ الله بها،

وهي جماع حسن الخلق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)

لماذا؟ لأن في الآخرة تنصب الموازين، والنبي صلى الله عليه وسلم

سأل أصحابه يوماً؛ فقال:

(أتدرون من المفلس؟ قالوا: يا رسول الله! المفلس فينا من لا دينار

له ولا درهم. قال: لا المفلس من أتى يوم القيامة بصلاة وزكاة وصدقة –

وذكر بعض أصناف الخير- كأمثال الجبال يأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا،

وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا فنيت أخذ

من سيئاتهم فطرحت عليه، فطرح في النار)


.إذاً: هذا رجل معه صيام وقيام، وصدقة وحج، وزكاة فدخل النار؛

لكثرة خصومه وظلمه لهم.

فإن استطعت أن ترحل إلى الله ولا خصم لك فافعل،

فربنا تبارك وتعالى قال:

{ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ }

[النساء:40]،

وقال عز وجل:

{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }

[الأنبياء:47].

فالرجل إن كان حسن الخلق فإنه يلقى الله عز وجل بلا خصوم، وهذا هو

سر إدراكه لدرجة الصائم القائم: أنه يلقى الله بلا خصوم،

حسناته موقوفة عليه.

ومن حسن الخلق:

الإحسان إلى الناس، فالإحسان يدق العنق، بل يؤثر في أحقر الحيوانات

وهو الكلب مع ذلك إذا ألقيت له قطعة خبز أو لحم هز ذيله، -اعترافاً

بالجميل- وأثر فيه إحسانك إليه.


وقد صدق الحكيم الترمذي إذ يقول: (ليس هناك حمل أثقل من البّر،

من بّرك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك).


أي: إذا أردت أن تدخل رجلاً سجنك -وأن تكون أشرف سجان- أحسن

إليه، فإذا أحسنت إليه فلا يستطيع أن يوصل السيئة إليك؛ لسابق إحسانك

إليه، ولكن إذا جفوته وشتمته فقد أطلقت لسانه في عرضك،

يتكلم فيك بحرية.

صور من حسن الخلق في حياة النبي

صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام :

فكل خصلة من خصال الخير يمكن أن تقبل منك بحسن الخلق، وكل خصلة

من خصال الخير قد ترد عليك بسوء الخلق، فحسن الخلق يحفظ كل خير،

بينما لا يبقى مع سوء الخلق حسن، والنبي صلى الله عليه وسلم كان

يسمع سبه بأذنه، وكان يتجاهل ويتغاضى، و لما اغتاضت قريش

من النبي عليه الصلاة والسلام تقلب اسمه وتسبه، فيقولون: مذمم -محمد

من الحمد، ومذمم من الذم- فيقولون: قاتل الله مذمماً، قبح الله مذمماً،

لعن الله مذمماً، فيبتسم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لـأبي هريرة :

(انظر كيف يصرف الله عني شأن قريش، إنهم يشتمون مذمماً،

ويلعنون مذمماً، وأنا محمد!)


مع أنه صلى الله عليه وسلم يعلم يقيناً أنه المشتوم والمقصود، ولكنه

يتغاضى ويتغافل، وهذا من حسن خلقه صلوات ربي وسلامه عليه.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 05:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.