بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 3826 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=47548)

حور العين 06-13-2017 03:16 PM

درس اليوم 3826
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

رمضان شهر التضرع

شهر رمضان شهر الدعاء والتضرع بامتياز لاسيما وأبواب الجنان مفتحة

وأبواب النيران موصدة والشياطين مصفدة ومنح الرحمن تتنزل على

الصائمين، والأجواء عامرة بالطائعين والخاشعين، والقرآن يتلى آناء

الليل وأطراف النهار، وأيادي أهل الخير تعم المساكين والمحتاجين.

قال الربيع: إنّ اللّه تعالى قضى على نفسه أنّ من آمن به هداهُ، ومن توكل

عليه كفاهُ، ومن أقرضهُ جازاهُ، ومن وثق به نجّاه، ومن دعاهُ أجاب له،

وتصديق ذلك في كتاب اللّه تعالى:

{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

[التغابن:11]

{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

[الطلاق:3]

{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ}

[التغابن:17]

{وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

[آل عمران: 101]

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}

[البقرة:186].

وإذا سألك عبادي عني

قال الله عز وجل:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}


[البقرة:186]

وهذه الآية نزلت في وسط آيات الصيام إشارة إلى أن الدعاء في هذا

الشهر من أجل العبادات، وأن الصائمين المتضرعين أرجى للقبول

والحظوة عند الرب الغفور.

قال أبو حيان: ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما تضمن قوله:

{وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

[البقرة:185]

طلب تكبيره وشكره، بيَّن أنه مطلع على ذكر من ذكره وشكر من شكره،

يسمع نداءه ويجيب دعاءه أو رغبته، تنبيهاً على أن يكون ولابد مسبوقاً

بالثناء الجميل والمقصود أنه تعالى ذكر الدعاء هنا بعد ذكر الشكر

للدلالة على أن الدعاء يجب أن يسبقه الثناء. وأخرج ابن أبي شيبة

عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: (إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد

استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء).

وقال البيضاوي: اعلم أنه تعالى، لما أمرهم بصوم الشهر، ومراعاة العدة

على القيام بوظائف التكبير والشكر، عقَّبه بهذه الآية الدالّة على أنه خبير

بأحوالهم، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم، مجازيهم على أعمالهم،

تأكيداً وحثّاً عليه.

وقال ابن عاشور: نظم الآية مؤذنا بأن الله تعالى بعد أن أمرهم بما يجب

له عليهم أكرمهم فقال: وإذا سألوا عن حقهم علي فإني قريب منهم أجيب

دعوتهم، وجعل هذا الخير مرتبا على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم

يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر

أن يقولوا: هل لنا جزاء على ذلك؟ وأنهم قد يحجمون عن سؤال النبي –

صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أدبا مع الله تعالى فلذلك قال تعالى:

{وَإِذَا سَأَلَكَ ..}.

ثم قال رحمه الله: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة،

وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء

كل يوم من رمضان.

والآية دلت على أن إجابة دعاء الداعي تفضل من الله على عبادة غير

أن ذلك لا يقتضي التزام إجابة الدعوة من كل أحد وفي كل زمان،

لأن الخبر لا يقتضي العموم، ولا يقال: إنه وقع في حيز الشرط فيفيد

التلازم، لأن الشرط هنا ربط الجواب بالسؤال وليس ربطا للدعاء بالإجابة،

لأنه لم يقل: إن دعوني أجبتهم.

«إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود

المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن

في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.

وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الوحية

.. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم

إلى الرشد والهداية والصلاح.

{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 04:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.