بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم4765 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=67322)

حور العين 02-08-2020 02:49 PM

درس اليوم4765
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله الحكيم (05)


ثُمَّ بَيَّنَ رحمه الله أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بِصِفَاتِهِ العَظِيمَةِ يَسْتَحِقُّ أَنَّ يَكُونَ لَهُ الحُكْمُ،
فَهَلْ يُوجَدُ فِي البَشَرِ مَنْ لَهُ مِثْلُ صِفَاتِ خَالِقِهِ لِيُشَارِكَ رَبَّهُ فِي الحُكْمِ،
تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

فَتَعَالَ مَعِي أَخِي القَارِئَ لِنَطَّلِعَ عَلَى مَا سَطَّرَهُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ فِي كِتَابِهِ القّيِّمِ أَضْوَاءِ البَيَانِ، قَالَ رحمه الله:
مَسْأَلَةٌ...

اعْلَمْ أَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا بَيَّنَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ صِفَاتِ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ الحُكْمُ
لَهُ، فَعَلَى كُلِّ عَاقِلٍ أَنْ يَتَأَمَّلَ الصِّفَاتِ المَذْكُورَةَ التِي سَنُوَضِّحُهَا الآنَ - إِنْ شَاءَ
اللهُ - وَيُقَابِلُهَا مَعَ صِفَاتِ البَشَرِ المُشَرِّعِينَ لِلْقَوَانِينِ الوَضْعِيَّةِ، فَيَنْظُرُ
هَلْ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِم صِفَاتُ مَنْ لَهُ التَّشْرِيعُ.

سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَتْ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِم
وَلَنْ تَكُونَ لِيَتَّبِعَ تَشْرِيعَهُمْ.

وَإِنْ ظَهَرَ يَقِينًا أَنَّهُم أَحَقَرُ وَأَخَسُّ وَأَذَلُّ وَأَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيَقِفْ بِهِم عِنْدَ
حَدِّهِم، وَلَا يُجَاوِزُهُ بِهِم إِلَى مَقَامِ الرُّبُوبِيَّةِ.

سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ فِي عِبَادَتِهِ، أَوْ حُكْمِهِ أَوْ مُلْكِهِ.

فَمِنَ الآيَاتِ القُرْآَنِيَّةِ التِي أَوْضَحَ بِهَا تَعَالَى صِفَاتِ مَنْ لَهُ الحُكْمُ وَالتَّشْرِيعُ
قَوْلُهُ هُنَا:

{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ }
[الشورى: 10]،

ثُمَّ قَالَ مُبَيِّنًا صِفَاتِ مَنْ لَهُ الحُكْمُ:

{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
[الشورى: 11، 12].

فَهَلْ فِي الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ المُشَرِّعِينَ لِلنُّظُمِ الشَّيْطَانِيَّةِ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوصَفَ
بِأَنَّهُ الرَّبُّ الذِي تُفَوَّضُ إِلَيْهِ الأُمُورُ، وَيُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ أَيْ: خَالِقُهُمَا وَمُخْتَرِعُهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ، وَأَنَّهُ هُوَ الذِي خَلَقَ
لِلْبَشَرِ أَزْوَاجًا، وَخَلَقَ لَهُمْ أَزْوَاجَ الأَنْعَامِ الثَّمَانِيَةَ المَذْكُورَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

{ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ }
[الأنعام: 143] الآيَةَ،

وَأَنَّهُ

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }،
وَأَنَّهُ

{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }،
وَأَنَّهُ هُوَ الذِي:
{ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ }؛
أَيْ: يُضَيِّقُهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ: { بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.

فَعَلَيْكُمْ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ أَنْ تَتَفَهَّمُوا صِفَاتِ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُشَرِّعَ وَيُحَلِلََّ
وَيُحُرِّمَ، وَلَا تَقْبَلُوا تَشْرِيعًا مِنْ كَافِرٍ خَسِيسٍ حَقِيرٍ جَاهِلٍ.

وَنَظِيرُ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:

{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59]،

فَقَوْلُهُ فِيهَا:
{ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ } كَقَوْلِهِ فِي هَذِهِ: { فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ }.

وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوْلُهُ تَعَالَى:

{ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } [الكهف: 26].

فَهَلْ فِي الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ المُشَرِّعِينَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّ لَهُ غَيْبَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ؟ وَأَنْ يُبَالِغَ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ لإِحَاطَةِ سَمْعِهِ بِكُلِّ
المَسْمُوعَاتِ وَبَصَرِهِ بِكُلِّ المُبْصَرَاتِ؟ وَأَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ؟
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:

{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ
إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88].

فَهَلْ فِي الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ المُشَرِّعِينَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّهُ الإَلَهُ الوَاحِدُ؟
وَأَنَّ كُلَّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ؟ وَأَنَّ الخَلاَئِقَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ؟ تَبَارَكَ رَبُّنَا وَتَعَاظَمَ
وَتَقدَّسَ أَنْ يُوصَفَ أَخَسُّ خَلْقِهِ بِصِفَاتِهِ[25].

وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:

{ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } [غافر: 12].

فَهَلْ فِي الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ المُشَرِّعِينَ لِلنُّظُمِ الشَّيْطَانِيَّةِ مَنْ يَسْتَحِقُّ
أَنْ يُوصَفَ فِي أَعْظَمِ كِتَابٍ سَمَاوِيٍّ بَأَنَّهُ العَلِيُّ الكَبِيرُ؟
سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ عَنْ كُلِّ مَالَا يَلِيقُ بَكَمَالِكَ وَجَلاَلِكَ.

وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:

{ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ
سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
* وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[القصص: 70 - 73].

فَهَلْ فِي مُشَرِّعِي القَوَانِينَ الوَضْعِيَّةَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّ لَهُ الحَمْدَ فِي
الأُوُلَى وَالآخِرَةِ، وَأَنَّهُ هُوَ الذِي يُصَرِّفُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مُبَيَّنًا بِذَلِكَ كَمَالَ قُدْرَتِهِ
، وَعَظَمَةَ إِنْعَامِهِ عَلَى خَلْقِهِ.

سُبْحَانَ خَالِقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، جَلَّ وَعَلا
أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حُكْمِهِ أَوْ عِبَادَتِهِ أَوْ مُلْكِهِ.

وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:

{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف: 40].

فَهَلْ فِي أُولَئِكَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّهُ هُوَ الإَلَهُ المَعْبُودُ وَحْدَهُ وَأَنَّ
عِبَادَتَهُ وَحْدَهُ هِي الدِّينُ القَيِّمُ"اهـ باختصار.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 03:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.