بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   نداءات المؤمنين (93) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=57452)

حور العين 09-15-2018 09:42 AM

نداءات المؤمنين (93)
 
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (93)



تجديد الخطاب الديني شيء وتجديد الدين شيء آخر:

الآن هناك حقيقة خطيرة العقائد والعبادات الأصل فيها الحظر،
ولا تشرع عبادة ولا تخترع عقيدة إلا بالدليل القطعي الثبوت، والقطعي الدلالة،
العقائد والعبادات ليس مسموح للمسلم أن يأتي بعقيدة لم تأتِ في أصل
الكتاب والسنة لأن الدين توقيفي، ولا يسمح للمسلم أن يخترع عبادة ما فعلها
النبي عليه الصلاة والسلام.
الآن العقائد والعبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عقيدة أو
عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت، أما الأشياء فالأصل فيها الإباحة، ولا يحرم شيء
إلا بالدليل القطعي والثابت، الآن مطروح كثيراً كلمة التجديد في الدين،
الأصح أن نقول التجديد في الدعوة إلى الله، الخطاب الديني تلكأ ولم ينجح
في فترة سابقة لابدّ من خطاب ديني جديد، تجديد الخطاب الديني شيء
وتجديد الدين شيء آخر، لكن إذا أصررتم على التجديد في الدين فالتجديد
في الدين لا يعني إلا شيئاً واحداً ؛ أن ننزع عن الدين كل ما علق فيه
مما ليس منه، والله الذي لا إله إلا هو هناك من البدع الاعتقادية،
والبدع العبادية، والبدع السلوكية، والبدع في المعاملات، ما لا يعد ولا يحصى،
وأساساً ما من شيء يدعو الناس إلى البعد عن الدين إلا تطرف
وبدع ما أنزل الله بها من سلطان، لأن دين الله يتناسب مع كمال الدين،
كمال الخلق يدل على كمال التشريع، فالشريعة عدل كلها، رحمة كلها،
مصلحة كلها، حكمة كلها، أي قضية خرجت من العدل إلى الجور،
ومن المصلحة إلى المفسدة، ومن الحكمة إلى خلافها، فليست
من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل.

الله عز وجل لن يعذب المسلمين إن كانت سنة النبي الكريم مطبقة
في حياتهم:

في ضوء هذه المقدمة الآن لنقرأ معاً هذه الآيات:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1) }

( سورة الحجرات)

هناك من الأخوة الكرام من يتوهم أن هناك آيات متعلقة بحياة النبي
عليه الصلاة والسلام مثل ذلك:

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) }

( سورة الأنفال)

يسبق الوهم إلى أن نفهم الآية ما دام النبي بين أصحابه حياً يرزق
إذاً أصحابه في مأمن من عذاب الله، لا، القرآن الكريم شمولي، ما دامت
سنة النبي عليه الصلاة والسلام مطبقة فينا، وما كان الله ليعذبهم وأنت
في عهد أصحابك بجسمك فيهم، وبعد موتك بسنتك فيهم، ما دامت سنته
مطبقة مستحيل وألف ألف مستحيل أن نعذب، فإذا كنا نعذب لأن سنته ليست
مطبقة في حياتنا، مثلاً كم أسرة في معظم البلاد الإسلامية لا تورث البنات ؟
أعداد كبيرة جداً خلاف القرآن، الدين إطار الآن، إطار فلكلوري، مساجد،
مصاحف، زخارف، مؤتمرات، مؤلفات، محاضرات، أما كمنهج مطبق
في حياتنا بكل تفاصيله، هذا ليس موجوداً.

كمال الله عز وجل مطلق و من المستحيل أن يشرع شيئاً يحتاج إلى
تعديل أو تطوير:

لذلك:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا (1) }

( سورة الحجرات)

فكرة مقترحة، مسودة قانون، تنظيم يتناقض مع ما جاء به النبي الكريم،
معظم الناس يقول لك: هذا عصر علم والاختلاط لابدّ منه، ولابدّ من
إيداع المال في البنوك، ولابدّ من تقاضي الفائدة، أنت ماذا فعلت ؟
أنت قدمت بين يدي القرآن وبين يدي السنة شيئاً يناقض تحريم الربا
هذا فيما يتعلق باستثمار الأموال، في العلاقات بالمرأة، هذا الشيء ينبغي ألا يكون،
هذا القيد ينبغي أن يخفف، قطع اليد عمل همجي، هذا الذي تعنيه الآية:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (1) }

( سورة الحجرات)

يا من آمنتم بكمال الله المطلق أيعقل أن يشرع الله شيئاً يحتاج إلى تعديل ؟
يحتاج إلى إلغاء ؟ يحتاج إلى زيادة ؟ يحتاج إلى تطوير ؟
هذا شأن البشر ولكنه ليس شأن خالق البشر:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ
لَا تَشْعُرُونَ (2) }

( سورة الحجرات)




All times are GMT +3. The time now is 01:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.