الحلقة ( 739 ) من دين و حكمة - أحكام الزكاة ( 16 )
( الحلقة رقم : 559 ) { الموضوع الثامن الفقرة 16} ( أحكــام الزكاة و المال ) أخىالمسلم بفضل الله و بحمده أنتهينا و الحمد لله بشرح و توضيح جميع أنواع الزكاة و نبدأ اليوم على بركة الله فى شرح مصارفالزكاة ====== مصارفالزكاة للزكاة جهات تدفع إليها و تنفق فيها و هى ما تسمى بالمصارف قال تعالى { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } التوبة 60 و هذه المصارف الثمانية لا توجد كلها فى هذا العصر بل الموجود بعضها كما سنبين الأن 1 ،2 - الفقراء و المساكين أختلف الفقهاء فى تعريف الفقير و المسكين فمنهم من قال الفقير هو الذى لا يملك قوت عام و المسكين هو الذى لا يملك قوت يوم و قال فريق أخر الفقير هو الذى لا يملك قوت يومه و المسكين هو الذى لا يملك قوت عام و الحق أن الفقير هو الذى يكون عنده أقل مما يحتاج و ذلك بأن يكون معه مثلا سبعة جنيهات و يحتاج إلى عشرة و المساكين هو الذى ليس عنده شئ أصلاً و إذا ذكر الفقير تبعه المسكين و إذا ذكر المسكين تبعه الفقير فهما رجلان إذا أجتمعا أفترقا و إذا أفترقا أجتمعا فاذا قيل لك أعط الفقير و المسكين فالفقير غير المسكين كما بينا و لذا يجب أعطاء الأحوج فالأحوج أولى بل لو كان هناك من المساكين من يحتاج إلى مال كثير و ليس هناك من هو أحوج منه أستحب أعطاؤه الزكاة كلها فان وجد فقيران فى الأحتياج سواء أستحب قسم الزكاة بينهما أخىالمسلم أن الفقير القريب أولى من البعيد لما له عليك من حق القرابة و أعطاء الرجل الصالح أولى من أعطاء غيره - 3 - العاملونعليها ما المقصود بالعاملون عليها المقصود هم الذين يوظفهم الأمام الحاكم على جمعها و توزيعها و حراستها و هؤلاء يأخذون من الزكاة نظير قيامهم بهذا العمل و لو كانوا أغنياء لكن أن كان العامل غنيا عنها يستحب أن يعف نفسه عن أخذها او يأخذها و يعطيها لمن هو فى حاجه اليها و قد روى البخارى أن عبد الله بن السعدى قدم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الشام فقال : [ ألم أخبر أنك تعمل على عمل من أعمال المسلمين فتعطى عليه عماله فلا تقبلها ] قال أجل أى نعم أنا أقوم بعمل يخص المسلمين و لا أقبل أن أخذ عليه أجراً أن لى أفراساً و أعبداً أى خيلاً و عبيداً و أنا بخير و أريد أن يكون عملى صدقة على المسلمين فقال عمر : [ انى اردت الذى أردت و كان النبى صلى الله عليه و سلم يعطينى المال فأقول أعطه من هو أفقر إليه منى و أنه أعطانى مرة مالاً فقلت له أعطه من هو أحوج إليه منى ] فقال النبى صلى الله عليه و سلم : ( ما آتاك الله عز و جل من هذا المال من غير مسألة و لا إشراف فخذه فتموله أو تصدق به و ما لا فلا تتبعه نفسك ) و معنى قوله صلى الله عليه و سلم من غير إشراف أى من غير دناءة نفس و تعرض للإعطاء أخىالمسلم ينبغى أن يكون العامل على الزكاة مسلماً أميناً لأن الكافر لا يؤتمن على أموال المسلمين و المسلم الخائن لا يكون فى الحقيقة مسلماً بمعنى الكلمة فلا ينبغى ان يسند اليه عمل من اعمال المسلمين كجمع الزكاة وتوزيعها والقيام بحراستها وماالى ذلك و يلحق بالعاملين على الزكاة كل من يقوم بعمل من أعمال المسلمين و ليس له راتب يكفيه يتقاضاه من الدولة مثل المعلم و الطالب و خادم المسجد و المؤذن و الأمام فأذا كان لهؤلاء و نحوهم راتب يتقاضوه من الدولة و كان هذا الراتب يكفيهم فلا يلحقون بالعاملين على الزكاة و لا يجوز أعطاؤهم منها على الراجح من أقوال الفقهاء و لكن إذا جاءهم مال على سبيل المنحة دون مسألة و دون دناءة نفس جاز لهم أخذه بدليل حديث عمر المتقدم ذكره أخىالمسلم نكتفى بهذا القدر فى هذه الحلقة و نتابع فى مصارف الزكاة الحلقة القادمة و نسأل الله أن تكونوا بكل الخير فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات أخىالمسلم أنما عصى الله من لم يعرف عقابه و أنما ترك طاعة الله من لم يعرف ثوابه فلو أطلعوا على عذاب النار لما غفلوا و لو أطلعوا على ما أعد الله لأهل الجنه لما تركوها طرفة عين إذا صحبت أبناء الدنيا جذبوك إليها و إذا صحبت أبناء الآخرة جذبوك إلى الله قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ( يحشر المرء على دين خليله فلينظر احدكم لمن يخالل ) و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته هشام عباس محمود |
All times are GMT +3. The time now is 02:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.