خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان :فضلُ السلام في الإسلام
خُطَبّ الحرمين الشريفين خطبتى الجمعة من المسجد الحرام مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642 ألقى فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: فضلُ السلام في الإسلام ، والتي تحدَّث فيها عن السلام وأنَّه تحيَّةُ آدم والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وسائرِ المُؤمنين، مُبيِّنًا ما فضَّلَ الله به هذه الأمةَ مِن نعمةِ السلام، وأنَّ نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - جاءَ لإحياءِ السِّلم والسلام. الخطبة الأولى الحمدُ لله، الحمدُ لله الملكِ القُدوسِ السلام، رفعَ السماءَ بلا عمَد، والأرضَ وضعَها للأنام، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، غافِر الذنب وقابِل التَّوب شديدِ الانتِقام، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تُبلِّغُنا دارَ السلام، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا مُحمدًا عبدُه ورسولُه خاتمُ النبيين وسيِّدُ الأنام، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابِه والتابِعين، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقَبَت الليالي والأيام. أما بعدُ .. معاشِر المُؤمنين: فأُوصِي نفسِي وإياكم بتقوَى الله - عزَّ وجل -؛ فإنَّ حقَّ الله على عبادِه أن يتَّقُوه حقَّ التقوَى، فلا يعبُدون غيرَه، ولا يستعينُون بسِواه، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]. أمةَ الإسلام: أخرج الإمامُ البخاريُّ - رحمه الله تعالى - في "صحيحه": ( لما خلقَ الله تعالى آدم - عليه السلام -، قال: اذهَب فسلِّم على أولئك الملائِكة، فاستَمِع ما يُحيُّونَك؛ تحيَّتُك وتحيَّةُ ذُريَّتك، فقال: السلامُ عليكم، فقالُوا: السلامُ عليك ورحمةُ الله ). فالسلامُ هو تحيَّةُ أبِينا آدم والأنبياء مِن بعدِه، وبه تُحيِّي الملائكةُ المُؤمنين في الجنَّة، وهو تحيَّةُ أهل الجنَّة يوم يلقَون ربَّهم: { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا } [الأحزاب: 44]. ولِما في هذه التحيَّة العظيمة مِن المعاني الكريمة والغايات النبيلة في تأليفِ قُلوبِ العباد وتوحيدِ صُفوفِهم، جعلَها الله شِعارَ الإيمان، وتحيَّةَ أهل الإسلام. ففي "صحيح مسلم": قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ( لا تدخُلون الجنةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتى تحابُّوا، أوَلا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتُموه تحابَبتُم؟ أفشُوا السلامَ بينَكم ). إنَّ السلامَ - يا عباد الله - اسمٌ مِن أسماءِ الله تعالى الحُسنى؛ فاللهُ – جلَّ جلالُه وتقدَّسَت أسماؤُه - هو السلامُ، ومِنه السلام، ويدعُ إلى دار السلام، { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [يونس: 25]. وتسمِيةُ دينِ الإسلام مُشتقَّةٌ مِن السِّلم والسلام؛ فالسلامُ عنوانُه وشِعارُه، ودعوتُه ومِنهاجُه، وهو الدينُ الذي ارتضاه الله لعبادِه، { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3]. وخاتمُ الأنبياء والمُرسَلين مُحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هو حامِلُ راية السِّلم والسلام، ولقد كان مِن هَديِه وسُنَّته إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، ذكَّر أمَّتَه بأنَّ السلامَ مِن نعمِ الله تُرجَى وتُستوهَبُ مِن الله، فيقُولُ: ( اللهم أنتَ السلام، ومِنك السلام، تبارَكتَ ذا الجلال والإكرام )؛ رواه الإمام مسلم. معاشِر المُؤمنين: إنَّ مَن استقرأَ سيرةَ النبيِّ الكريم وجَدَ دعوتَه إلى السِّلم والسلام والاحتِكام إليهما ظاهرةً جليلةً في حياتِه قبل البِعثة وبعدَها؛ فقد كان مع أُولى سِنِيِّ عُمره يسعَى في إحلال السلام بمُجتمعه، بالمُشارَكة في فضائلِ الأخلاق، والإصلاح بين الناسِ، ونُصرة المظلُوم، فشارَكَ - صلى الله عليه وسلم – في حِلفِ الفُضُول، وقال: ( لقد شهِدتُ في دارِ عبد الله بن جُدعان حِلفًا ما أحِبُّ أنَّ لِي به حُمرَ النَّعَم، ولو أُدعَى به في الإسلام لأجَبتُ ) رواه البيهقي في "السنن الكبرى". وأما بعد البِعثة فكانت رسالَتُه رأفةً ورحمةً، وسِلمًا وسلامًا، يدعُو ويَمِيلُ إليهما، { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107]. ففي "صحيح البخاري": لما برَكَت القَصواءُ في الحُديبية، ومنَعَ كفار ُ قُريش رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن أداءِ العُمرة، قال: ( والذِي نفسِي بيدِه؛ لا يسألُوني خُطَّةً يُعظِّمُون فيها حُرُمات الله إلا أعطَيتُهم إياها ). وقال: ( إنا لم نجِئ لقتالِ أحدٍ، ولكنَّا جِئنا مُعتمِرين ). ومع ذلك منَعَته قُريشٌ مِن دخُول الحرَم، فكتبَ معهم بُنودَ صُلحٍ تدلُّ على شخصيَّةٍ تُحبُّ السِّلم والسلام، { وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [الأنفال: 61]. فهذه سيرتُه العطِرةُ - أيها المُؤمنون - جلِيَّةٌ للعَيان؛ فلم يكُن – صلى الله عليه وسلم - داعيًا للحربِ ولا إلى المُخاصَمة، ولا إلى التنازُع والمُشاجَرة، بل كان رحيمًا سَمحًا عفُوًّا. ففي بداية الدعوةِ المكية وشِدَّة ما وجَده - صلى الله عليه وسلم - مِن قومِه، يأتِيه ملَكُ الجِبال فيستأذِنُه بأن يُطبِقَ على كفار قُريش جبَلَي مكة، فيختارُ سبيلَ السِّلم والسلام، ويقول: ( بل أرجُو أن يُخرِجَ اللهُ مِن أصلابِهم مَن يعبُدُ اللهَ وحدَه لا يُشرِكُ به شيئًا )؛ رواه البخاري ومسلم. ولم تكُن علاقتُه - صلى الله عليه وسلم - مع مُخالِفِيه مُجرَّد عدلٍ وسلامٍ ورحمةٍ، بل تعدَّى ذلك إلى الإحسان والبِرِّ والصِّلة. ففي صحيح البخاري : كان غُلامٌ يهوديٌّ يخدمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فمَرِض، فأتاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعُودُه، فقعَدَ عند رأسِه فقال له: «أسلِم»، فنظَرَ إلى أبِيه وهو عندَه، فقال له: أطِع أبا القاسِم، فأسلَم، فخرَجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقولُ: ( الحمدُ لله الذي أنقَذَه مِن النار ). وفي "مُسند الإمام أحمد" بسندٍ صحيحٍ: أنَّ يهوديًّا دعا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إلى خُبز شعيرٍ وإهالَةٍ سَنِخَة، فأجابَه صلى الله عليه وسلم. إخوة الإيمان: إنَّ هذه المواقِف العظيمة مِن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لتُبيِّنُ لنا منهجَ الإسلام وما يدعُو له مِن سِلمٍ وسلامٍ مع المُخالِفين - ما لم يكُونوا مُحارِبين أو مُعتَدين - وذلك بالعدل والإقساط إليهم، والإحسان في مُعاملتهم، وإكرام جِوارِهم، وإجابة دعوتِهم، وقَبُول هداياهم دُون المُداهَنة في دينِهم. ولقد فقِهَ الصحابةُ - رضي الله عنهم - ذلك، فكانُوا يصِلُون المُشرِكين مِن أقارِبِهم وجِيرانِهم، ويُحسِنُون إليهم رجاءَ هدايتهم. ففي "صحيح البخاري": أنَّ عُمر - رضي الله عنه - أهدَى حُلَّةً لأخٍ له مُشرِكًا بمكَّة - والحُلَّةُ: ثَوبٌ ساترٌ لجميعِ البدَن -. وقالت أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ - رضي الله عنهما -: قدِمَت عليَّ أمي وهي مُشرِكة، فقُلتُ: يا رسولَ الله! إنَّ أمِّي قدِمَت عليَّ وهي راغِبة، أفأصِلُها؟ قال: ( نعم، صِلِيها )؛ رواه البخاري ومسلم. وفي "سنن الترمذي" بسندٍ صحيحٍ: أنَّ ابنَ عَمرو - رضي الله عنهما - ذُبِحَت له شاةٌ في أهلِه، فلما جاء قال: أهدَيتُم لجارِنا اليهوديِّ؟! ، سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ما زال جِبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتى ظنَنتُ أنَّه سيُورِّثُه ). فالإسلامُ - يا عباد الله - هو دينُ السماحة والسلام، والرأفَة والرحمة، جاء لنشر المحبَّة والأُلفة، وتوحيدِ الصفِّ وجَمع الكلِمة مِن أجل إقامة مُجتمعٍ صالِحٍ له رسالةٌ عُظمَى، السلامُ فيه عقيدةٌ ودين، وسَمتٌ وسُلُوك. أعوذُ بالله مِن الشيطان الرجيم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [البقرة: 208]. بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيَّاكُم بِمَا فِيه مِن الآياتِ والذكر الحكيم، أقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم مِن كل ذنبٍ، فاستغفِروه؛ إنَّه هو الغفورُ الرحيم. الخطبة الثانية الحمدُ لله، الحمدُ لله حمدًا يلِيقُ بجلالِ وجهِه وعظيمِ سُلطانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمدًا عبدُه ورسولُه، صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه، وعلى آلِه وأصحابهِ، ومَن سارَ على نَهجِه إلى يوم الدين. أما بعدُ .. معاشِرَ المؤمنين: إنَّ ما نسمَعُه اليوم مِن خِطاباتِ العُنف والتحريضِ ضدَّ أي جنسٍ أو لَونٍ أو مِلَّةٍ هو صُورةٌ مِن صُور الإرهاب والتطرُّف الذي ترفُضُه الشَّرائِعُ السماوية، والعقولُ السويَّة؛ لِما في ذلك مِن انتِشار الفوضَى في المُجتمعات، وما ينتُجُ عنه مِن انتِهاك الحُرُمات. ولا شكَّ - أيها المُؤمنون - أنَّ حُلولَ السِّلم والسلام يبعَثُ على انتِشار المحبَّة والمودَّة، والتعاوُن بين الناسِ لتحقيقِ النهضَة والنَّماء الذي تسعَى له كلُّ أمةٍ لبلادِها، فلن تصلُح أمورُ المُجتمعات إلا بالسلام؛ فلذا أوجَبَ الإسلامُ حِفظَ الضروريَّات الخمس ورِعايتِها: الدينُ، والنفسُ، والعقلُ، والمالُ، والنَّسلُ. فالنفسُ البشريَّةُ مُكرمةٌ ومُحترمة، { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء: 70]. وفي "الصحيحين": أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّت به جِنازةٌ فقام، فقِيل له: إنَّها جِنازةُ يهوديٍّ، فقال: ( ألَيسَت نفسًا؟! ). فلا يجوزُ ظُلمُ أيِّ نفسٍ، أو التعدِّي على حقٍّ مِن حقوقِها؛ فالإسلامُ يأبَى الظُّلمَ بكل صُوره، والعدلُ فيه مُطلَقٌ لا يتجزَّأ، وفي القُرآن الكريم: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا } [الأنبياء: 47]. فأيًّا كانت هذه النَّفس فإنَّها لن تُظلَم يوم القِيامة شيئًا. وفي "الصحيحين": لما أرسلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُعاذًا إلى اليمَن، قال: ( اتَّقِ دعوةَ المظلُوم؛ فإنَّها ليس بينَها وبين الله حِجاب ). ولم يكُن يوم ذاك قد دخلَ أهلُ اليمَن في الإسلام. فالإسلامُ العظيمُ يهدِفُ إلى أن يعيشَ الناسُ في أوطانِهم آمِنِين على أنفسِهم وأموالِهم وأعراضِهم، مهما كانت مِلَلُهم وأجناسُهم وألوانُهم؛ فالناسُ كلُّهم لآدم، وآدمُ مِن تُراب، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13]. معاشِرَ المُؤمنين: إنَّ اللهَ أمرَكم بأمرٍ كريمٍ، ابتدَأ فيه بنفسِه، فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهم عن الخُلفاء الراشِدِين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائِرِ الصحابةِ والتابِعِين، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعَفوِك وكَرمِك وجُودِك يا أرحم الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، واحمِ حَوزةَ الدين، واجعَل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، رخاءً سخاءً، وسائرَ بلادِ المُسلمين. اللهم يا حيُّ يا قيُّوم برحمتِك نستغيث، أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا طرفةَ عينٍ. اللهم فرِّج همَّ المهمُومين مِن المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبين، واقضِ الدَّينَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين. اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ برحمتِك يا منَّان يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعَل الموتَ راحةً لنا مِن كلِّ شرٍّ برحمتِك يا أرحم الراحمين. اللهم إنَّا نعوذُ بك مِن زوالِ نِعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سَخَطِك. اللهم يا حيُّ يا قيُّوم، يا حيُّ يا قيُّوم احفَظ بلادَ الحرمَين، اللهم احفَظها بحفظِك، واكلأها برعايتِك وعنايتِك، اللهم أدِم أمنَها ورخاءَها واستِقرارَها برحمتِك وفضلِك وجُودِك يا ربَّ العالمين. اللهم مَن أرادَ بلادَ الحرمَين بسُوءٍ فاجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم يا ذا الجلال والإكرام وفِّق إمامَنا بتوفيقِك، وأيِّده بتأيِيدِك، واجزِه خَيرَ الجزاء عن الإسلام والمسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وفِّقه وولِيَّ عهدِه لِما تُحبُّه وترضاه، اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمورِ المُسلمين لما تُحبُّ وترضَى برحمتِك يا أرحم الراحمين. اللهم مَن أرادَنا وبلادَنا وأمنَنا بسُوءٍ فاجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا ندرَأُ بك في نُحورهم، ونعوذُ بك مِن شُرورِهم. اللهم انصُر جنودَنا المُرابطين على حُدودِ بلادِنا، اللهم انصُر جنودَنا المُرابطين على حُدودِ بلادِنا، اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم، اللهم رُدَّهم إلى أهلِيهم سالِمين مُنتَصِرين، وبالأجُور غانِمين برحمتِك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفِر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتِك يا أرحم الراحمين. سُبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفُون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين. |
All times are GMT +3. The time now is 02:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.