بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الحرمين الشريفين (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   خُطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الإستعداد للموت (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=13767)

بنت الاسلام 09-08-2013 12:51 AM

خُطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الإستعداد للموت
 
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير - حفظه الله -خطبتي الجمعة بعنوان :
الإستعداد للموت
والتي تحدَّث فيها عن الموت وأنه قدرٌ محتوم، وأجلٌ مقسوم، ووجوب التزوُّد بالتقوى،
والتوبة إلى الله من الذنوب صغائرها وكبائرها،
والحذر من التأخر عن ذلك لئلا تفجأُ العبدَ منيَّتُه
ولما يغتنِم الفرصةَ في الدنيا بالأعمال الصالحة.
الحمد لله
الحمد لله الكريم المُفضِلِ المُسبِغ المُولِي العطاءَ المُجزِلِ
تـعـالـى الـواحـدُ الـصـمـدُ الـجـلـيـلُ وحــاشــا أن يــكــون لـــه عــديـــلُ
هـو الـمـلـكُ الـعـزيــزُ وكــل شــيءٍ سِـــواهُ فــهــو مُـنــتــقــصٌ ذلــيـــلُ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رافعُ السما، واسعُ العطا، دائمُ البقا،
وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى وسلامًا يَتْرَى.
فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله؛ فالتقوى فوزٌ وعزٌّ ونجاة، والمعصيةُ شرٌّ وشُؤمٌ ومهواة،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
[ آل عمران: 102 ]
أيها المسلمون :
الآجالُ قاضية، والآمال فانية.
ولا بُـدَّ مــن مــوتٍ ولا بُــدَّ مــن بِـلَــى
ولا بُـدَّ مـن بـعـثٍ ولا بُـدَّ مــن حـشــرِ
وإنــا لـنـبـلَــى سـاعــةً بـعــد ســاعــةٍ
عــلــى قـــدَرٍ لله مـخــتــلِــفٍ يــجـــرِي
ونــأمــلُ أن نـبــقَــى طــويــلاً كــأنــنــا
عـلـى ثـقـةٍ بـالأمـن مـن غِـيَـرِ الـدهـر
ولكلٍّ أجلٌ محتوم، وأمدٌ مقسوم لا محيدَ عنه، ولا مفرَّ منه،
{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}
[ الأعراف: 34 ].
العيشُ منقطعٌ، والعُمر مُنتقصٌ والعبدُ مُختلَسٌ، والموتُ في الأثر
نموتُ جميعًا كلُّنا غيرَ ما شكِّ ولا أحدٌ يبقَى سِوى مالِكِ المُلكِ
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[ القصص: 88 ]
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
[الرحمن: 26، 27 ]
كـــان الــنــبــيُّ ولــــم يــخــلُــد لأمَّــتـــه لـــو خــلَّــد اللهُ خـلــقًــا قــبــلَــه خــلَـــدَا
لـلـمـوت فـيـنـا سِـهــامٌ غـيــرُ خـاطِـئــةٍ مـن فـاتَـه الـيـوم سـهـمٌ لـم يـفُـتْـه غـدًا
{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ(34)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
[الأنبياء: 34، 35 ].
الـيـوم تـفـعـلُ مـا تـشـاءُ وتـشـتـهِـي وغــــدًا تــمـــوتُ وتُــرفـــعُ الأقــــلامُ
( ولن تزولا قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن خمسٍ:
عن عُمره فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه ،
. وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيم أنفقَه، وماذا عمِلَ فيما علِم )
فتذكَّروا الموتَ تذكُّرًا يحمِلُكم على أداء الفرائض وفعل الطاعات،
وترك المعاصِي والمناهِي والمُحرَّمات والمُنكرات، وأقلِعوا عن الذنوب والأوزار،
وحاذِروا السقوطَ في ورطة الإصرار.
ويـفـسُـقُ الـمُـذنــبُ بـالـكـبـيــرة كــــذا إذا أصــــرَّ بـالــصــغــيــرة
لا يـخـرُجُ الـمـرءُ مــن الإيـمــانِ بـمُـوبِـقـات الـذنـبِ والـعِـصـيـانِ
وواجــــبٌ عــلــيــه أن يــتــوبَـــا مـن كــل مــا جــرَّ عـلـيــه ثُـوبَــا
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
[النور: 31 ]
( إن الله يبسُطُ يدَه بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهار،
ويبسُطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلُع الشمسُ من مغربها )
والتائبُ من الذنب كمن لا ذنبَ له.


بنت الاسلام 09-08-2013 12:52 AM

أسـتـغـفــرُ الله مــن ذنــبِــي ومـــن ســرَفِــي
إنـــــي وإن كـــنـــتُ مــســتـــورًا لــخــطَّـــاءُ
لـم تـقـتـحِـم بـي دواعِـي الـنـفـس مـعـصـيـةً
إلا وبــيــنـــي وبـــيـــن الـــنـــور ظَــلـــمـــاءُ
ولــقـــد عــجــبـــتُ لـغــفــلَــتــي ولــغِــرَّتـــي
والـــمـــوتُ يــدعُــونـــي غــــــدًا فــأُجـــيـــبُ
ولــقــد عـجِــبــتُ لــطـــول أمــــنِ مـنِــيَّــتــي
ولـــــهـــــا إلـــــــــيَّ تـــــوثُّـــــبٌ ودبـــــيـــــبُ
عــــصــــيــــتُ اللهَ أيـــــامــــــي ولــــيــــلِــــي
وفـــي الـعِــصــيــان قــــد أســبــلــتُ ذَيــلـــي
فــويْـــلِـــي إن حُـــرِمــــتُ جِـــنــــانَ عــــــدنٍ
وويـــلِــــي إن دخـــلــــتُ الـــنــــارَ ويْــــلِــــي
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[ الزمر: 53 ].
اللهم باعِد بيننا وبين معاصِيك، وأرشِدنا إلى السعيِ فيما يُرضِيك،
وأجِرنا يا مولانا من خزيِك وعذابِك، وهَبْ لنا ما وهبتَه لأوليائِك وأحبابِك،
وخفِّف عنا يا مولانا ثُقلَ الخطايا والأوزار، وارزُقنا عيشةَ الأطهار الأبرار،
واغفِر لنا برحمتك يا كريمُ يا رحيم يا غفَّار.
الحمد لله آوَى من إلى لُطفه أوَى،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له داوَى بإنعامه من يئِسَ من أسقامِه الدوا،
وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً وسلامًا دائمَين مُمتدَّين إلى يوم الدين.
فيا أيها المسلمون :
اتقوا الله حقَّ تُقاته
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة: 119 ].
أيها المسلمون:
إنكم في دارٍ قليلٍ بقاؤُها، وشيكٍ فناؤُها، سريعٍ انقضاؤُها،
فحاذِروا ضياعَ العُمر بين العجز والكسَل،
وتصرُّم الساعات بين الرَّكضة والغفلة واللهو والإعراض.
يا غافلاً يتمادَى، غدًا عليه يُنادَى:
إلــــى كــــم ذا الــتــراخِــي والــتــمـــادِي وحــــادِي الــمـــوتِ بــــالأرواح حــــادِي
فـــلــــو كُــــنَّــــا جــــمــــادًا لاتَّــعــظـــنـــا ولـــكِـــنَّـــا أشـــــــدُّ مــــــــن الـــجـــمــــادِ
ولا خـيـرَ فـي الـدنـيـا لـمـن لـم يـكـن لـه مــــن الله فــــي دار الــمُــقــامِ نــصــيــبُ
فــإن تُـعــجِــبِ الـدنــيــا رجـــالاً فـإنــهــا مـــتـــاعٌ قــلـــيـــلٌ والــــــزوالُ قـــريــــبُ
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[ آل عمران: 185 ]
{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ }
[التوبة: 38 ]
{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
[النساء: 77 ]
{ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
[العنكبوت: 64].
عباد الله:
إن ثمرةَ الاستماع الاتِّباع، فكونوا من الذين يستمِعون القولَ فيتَّبِعون أحسنَه.
وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛
فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة، أصحاب السنة المُتَّبعة،
وعن سائر الآل والصحبِ الكرام، وعنا معهم بمنِّك وكرمِك يا عزيزُ يا غفَّار.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
وأذِلَّ الشرك والمُشركين، ودمِّر أعداء الدين،
واجعل بلاد المسلمين آمنةً مُطمئنَّةً يا رب العالمين.
اللهم ادفع عن بلاد المسلمين الشُّرور والفتن والحُروب يا أرحم الراحمين،
اللهم عجِّل بالفرَج والنصر والتمكين لإخواننا المُستضعَفين في الشام،
اللهم انصُرهم على أعداء المِلَّة والسنَّة،
ودُعاة الخُرافة والشرك والتنديد يا رب العالمين.
اللهم أدِم على بلاد الحرمين الشريفين أمنَها ورخاءَها وعزَّها واستقرارَها.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،
وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى،
اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لما فيه عزُّ الإسلام وصلاح المسلمين يا رب العالمين.
اللهم انصُر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصِبين يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا،
وانصُرنا على من عادانا،
اللهم لا تُشمِت بنا أحدًا، ولا تجعل لكافرٍ علينا يدًا.
اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، ونداءَنا مرفوعًا.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين.
للإستماع إلي الخطبة أو مشاهدتها أو قراءتها
http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1http://www.ataaalkhayer.com/newthrea...=emb&zw&atsh=1


All times are GMT +3. The time now is 04:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.