بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الحرمين الشريفين (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :التحذير من مساوئ الأخلاق (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=56936)

حور العين 08-22-2018 10:19 AM

خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :التحذير من مساوئ الأخلاق
 
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

ألقى فضيلة الشيخ صلاح البدير - حفظه الله - خطبة عيد الأضحى بعنوان:

التحذير من مساوئ الأخلاق ،


والتي تحدَّث فيها عن فضل يوم النَّحر وأيام التشريق، ثم بيَّن اعتِقادَ أهل السنَّة

والجماعة في الولاية والجماعة وتحذيرِهم مِن البِدَع والأهواء في ذلك،

كما حذَّرَ مِن السِّباب والشَّتم والاختِلاف المُؤدِّي إلى التقاطُع والتدابُر،

وغيرِ ذلك مِن مساوئ الأخلاق، وعرَّج في نهايةِ خُطبتِه على ذِكرِ أهمِّ

أحكامِ الأُضحية وآدابِها.

الخطبة الأولى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلًا.

الله أكبر بُكرةً وعشيًّا، يغدُو بها القلبُ المُحبُّ رضِيًّا .. الله أكبر في الظلام

إذا دجَا، وبدَا لنا القمرُ المُنيرُ بهِيًّا .. الله أكبر في الصباح إذا سرَى مِنه

الضِّياءُ إلى القلوبِ نديًّا .. الله أكبر مَن يُدعَى، وأكرمُ مَن يرُجَى، وأعظمُ

مَن يُنيلُ نوالًا .. الله أكبر محبَّةً وخضوعًا وتعظيمًا وإجلالًا.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمدُ لله لا أبغِي به بدلًا، حمدًا يُبلِّغُ مِن رِضوانِه الأمَلا، أحمدُه أبلغَ

الحمد وأكملَه وأتمَّه وأعظمَه وأشملَه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له

أسبَغَ علينا جزيلَ نعمِه وألطافه العِظام، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه

ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى جميعِ الأنبِياء وآلِ كلٍّ وأتباعِهم الكِرام

صلواتٍ مُتضاعِفاتٍ زاكِياتٍ دائِماتٍ بلا انفِصام.

أما بعدُ .. فيا أيها المُسلمُون:

اتَّقوا ربَّكم؛ فقد فازَ المُتَّقِي، وخسِر المُسرفُ الشَّقي،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

[آل عمران: 102].

أيها المُسلمُون:

هنيئًا لكم هذا اليوم المجيد .. هنيئًا لكم يوم العيد السعيد .. هنيئًا لكم يوم

الحجِّ الأكبر .. هنيئًا لكم يوم النَّحر الأزهر .. هنيئًا لكم يوم الجَمع الأعظم.

هبَّ النَّسيمُ فأهدَى القلبَ أشواقَا

وساقَ نحوِي مِن الأفراحِ ما ساقَا

عن عبد الله بن قُرطٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

( إنَّ أعظمَ الأيام عند الله - تبارك وتعالى - يومُ النَّحر، ثم يومُ القَرِّ )؛

أخرجه أبو داود

الوقوفُ في ليلتِه، والرميُ والنَّحرُ والطوافُ في صبيحته.

فما أعظمَه مِن يومٍ، وما أكرمَه مِن جمعٍ.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

منذ أن وطَّد بوانِي الدين وأرساها، وشادَ شُرَفَ الإسلام وأسماها إمامُ الحُنفاء،

ووالِدُ الأنبِياء، وبانِي الكعبة المُعظَّمة إبراهيمُ الخليلُ –

صلى الله عليه وسلم -،

والوفودُ المُؤمنةُ تحِنُّ إلى البيت المُكرَّم، والبلدِ المُحرَّم، لا تقضِي

مِنه وطَرًا، ولا تنته مِنه تعبُّدًا وتفكُّرًا ونظرًا.

فسُبحان الإله المعبُود الذي شرعَ لنا هذه الشعائِر،

وهدانا لهذه المشاعِر والدلائِل، وشرَّفَنا بتلك المعالِم والعلائِم.

سُبحانَه ثم سُبحانٌ يعودُ لهُ

وقبلَنا سبَّحَ الجُوديُّ والجُمُدُ

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

مِن جلائِل النِّعَم، وقلائِد المِنَن، وأعظمِ مفاخِرِ الزمان ومكارمِه ومآثِرِه:

أن خصَّ الله هذه البلادَ المُبارَكة بخدمة الحرمَين الشريفَين والمشاعِر المُقدَّسة،

ورِعايةِ أمرِ الحجِّ والحَجيج، فقلَّدَها كرامتَه، وأعطاها قيادتَه، وأنالَها سيادتَه.

فأكرِم بها مِن نعمةٍ وعطيَّةٍ

وأعظِم بها أعظِم بها ثم أعظِمِ

وقد نذرَ ملوكُ هذه الدولة السنيَّة وأمراؤُها ورِجالُها أنفسَهم لخدمة

الحَجِّ والحَجيج.

فساسُوا أمورَ الحجِّ خيرَ سياسةٍ

لها اللهُ والإسلامُ والدينُ شاكِرُ

وفينا لدينِ الله عِزٌّ ومنعَةٌ

ومنَّا لدينِ الله سَيفٌ وناصِرُ

ولكنَّ العدوَّ إذا رأَى نعمةً بهَتْ، وإذا رأَى عثْرةً شمَتْ، وإذا رأَى مأثرةً صمَتْ.

يُخفِي العداوةَ وهي غيرُ خفِيَّةٍ

نظرُ العدوِّ بما أسرَّ يَبُوحُ

خليلَيَّ للبغضاء عينٌ مُبِينةٌ

وللحُبِّ آياتٌ تُرَى ومعارِفُ

والعداءُ لهذه البلاد المُبارَكة، ومُحاولةُ زعزعة أمنِها واستِقرارِها

هو عداءٌ لقبلة المُسلمين ومُقدَّساتهم وحُرماتهم،

وحجِّهم ونُسُكهم، وعداءٌ للمُسلمين، على حدِّ القائِل:

ولستَ ملِيكًا هازِمًا لنَظيرِهِ

ولكنَّه التوحِيدُ للشِّركِ هازِمُ

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

مِن أصول أهل الإيمان، أصحابِ الحديثِ والسنَّة، حفَظة الدين وخزَنَته،

وأوعِية العلمِ وحمَلَته: تعظيمُ الكتاب والسنَّة، الكتابُ عُدَّتُهم،

والسنَّةُ حُجَّتُهم، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قُدوتُهم،

يُعلِّمُون التوحيدَ والعقيدة، وينصُرون الشريعة، ويهدِمُون

البِدَع الشَّنِيعة، وليس لهم متبُوعٌ يتعصَّبُون

له إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعلَمُون أحوالَه، ويُعظِّمُون أقوالَه،

يعتقِدُونها ويعتمِدُونها، ويُصدِّقُونها ويقبَلُونها، ويُسلِّمُون لها ولا يُعارِضُونها.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

إنَّكم تعيشُون في بُحبُوحةٍ مِن الأمن الشديد المديد، ورزقٍ مُخصِبٍ رفيهٍ

غزيرٍ كثيرٍ رغيد، والناسُ مِن حولِكم يُسلَبُون قتلًا وأسرًا وسِباءً،

ويُقاسُون بلاءً ووباءً، ويُكابِدُون غلاءً وجلاءً وفناءً.

فاحفَظُوا أمنَكم ووطنَكم واستِقرارَكم، فكم مِن وطنٍ اختلفَت فيه الكلمة،

وانحلَّ فيه عِقدُ الولاية، وسقَطَت مِنه هيبةُ الحُكم، فلا إمام ولا جماعة،

فتقاتَلَ أهلُه، وتمزَّقَ شملُه، وضاعَ أمنُه، والأمنُ إذا اختلَّ عظُمَ فقدُه،

وعسُرَ ردُّه.

قال عمرو بن العاصِ - رضي الله عنه - في وصيَّتِه لابنِه:

يا بُنيَّ! إمامٌ عادلٌ خيرٌ مِن مطرٍ وابِل، وإمامٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ خيرٌ

مِن فتنةٍ تَدُوم .

وقال عبدُ الله بن المُبارَك - رحمه الله تعالى -:

إنَّ الجماعةَ حبلُ الله فاعتَصِمُوا

فإنَّها العُروةُ الوُثقَى لمَن دانَا

الله يدفَعُ بالسُّلطانِ مُعضِلةً

عن دينِنا رحمةً مِنه ورِضوانَا

لولا الأئمةُ لم تأمَنْ لنا سُبُلٌ

وكان أضعَفُنا نهبًا لأقوَانَا

وإذا التَجَّت الأصوات، وتعالَت الصَّيحات كان أول مَن يركَبُ ثبَجَها،

ويستثمِرُ حدَثَها أعداءُ المُسلمين، الذين قامَت سياساتُهم على

الاستِخفافِ بحقوقِ المُسلمين، واستِباحة أموالِهم، واجتِياح بلادِهم،

وتدميرِ اقتِصادِهم، ومُحاربة دينِهم، والإسلامُ إذا حارَبُوه اشتدَّ، وإذا

ترَكُوه امتدَّ، لا يَضِيرُه مَن حادَ عنه وارتَدَّ، ولا يضُرُّه مَن لجَّ في

عداوتِه واحتَدَّ، وبأسُ الله عن أعداء دينِه لا يُردُّ.

ومَن رامَ هُدًى في غير الإسلام ضلَّ، ومَن رامَ إصلاحًا بغير الإسلام زَلَّ،

ومَن رامَ عِزًّا في غير الإسلام ذلَّ، ومَن رامَ أمنًا بغير الإسلام ضاعَ أمنُه واختَلَّ.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

السِّبابُ لِقاحُ الفتنة، والسِّبابُ لا يرُدُّ شارِدًا، ولا يجذِبُ مُعانِدًا، وإنما

يزرَعُ ضغائِنَ وأحقادًا، ويزيدُ المُخالِفَ إصرارًا وعِنادًا.

وتتسارَعُ الأحداثُ في الأمة، فلا يسمَعُ الناسُ صيحةً أو وجبةً أو حادثةً،

دانيةً أو قاصِيةً إلا طارُوا إلى الشبكَة العنكبويتة يتَّخِذُون تلك الأحداث

أُسبوبةً يتسابُّون بها، ويتشاتَمُون عليها، يهرَعُون إلى مواقِع ا

لتواصُل الاجتماعيِّ ما بين حاذِفٍ وقاذِفٍ، وطاعنٍ ولاعِنٍ، وسابٍّ وشاتِمٍ إلا

مَن رحِمَ الله، وقليلٌ ما هُم.

فيا مَن تُسطِّرُون اللَّعائِن والشتائِم، وتُطلِقُون التُّهَم والأحكام! ستُسألون

عما تكتُبُون في يومٍ تجتمِعُ فيه الخلائِق، وتُوزَنُ فيه الأعمالُ

والدقائِق، وتأتي كلُّ نفسٍ معها شاهِدٌ وسائِق.

يا مَن توارَى وراء شاشَةِ جِهازِه .. يا مَن استَتَرَ باسمٍ مُستعار، وتباعَدَ

عن الأنظار، وصارَ يكِيلُ السبَّ والشّضتمَ لغيره! أنسِيتَ أنَّ الله يراك،

وهو مُطَّلِعٌ على سرِّك ونجواك؟! وليس المُؤمنُ بالطعَّان ولا اللعَّان

ولا الفاحِش ولا البذِيء.

فتُب مما كتَبَت يداك، وامحُ سبَّك أو أذاك، وتذكَّر قولَ خالِقِك ومولاك:

{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ

الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }

[الإسراء: 53].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

تعايَشُوا بالإسلام والسلام، والمحبَّة والوِئام، فلا تحلُو المُخالَطة

إلا بحُسن المُعايَشَة، وأداء حقوق المُعاشَرة، وتحقيق العدل والنَّصَفة في المُعاملة.

ومَن كان في إيفاءِ ما يكونُ عليه مثلَ ما يكونُ في حفظِ ما يكون له؛

فقد أنصَفَ في القضاء، وعدَلَ بالسَّواء، والاستِقصاء يُورِثُ الاستِعصاء،

والمُعاسَرة تُكدِّرُ المُعاشَرة، ومَن أخطاَ طريقَ التغافُل والتغاضِي

والتسامُح كثُرَ مُعادُوه، وقلَّ مُصافُوه، وهجَرَه مُحِبُّوه، وزهِدَ فيه مُعاشِرُوه.

ومَن جهِلَ مواضِعَ رُشدِه، وتعثَّرَ في ذيُولِ جهلِه؛ ركِبَ متنَ

الفجُور في الدعاوَى والمُنازعَات، والكذِبِ في الشكاوَى والخُصُومات،

واختارَ الجفاءَ على الإخاء، والعداءَ على الولاء، والمُخاشَنة على المُلايَنة،

تُعاشِر فيُعاسِر، وتُقارِب فيُحارِب، وتُحالِف فيُخالِف، وتُلاحِق فيُفارِق.

ونبيُّنا وسيِّدُنا مُحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - يقول:

( لا تقاطَعُوا، ولا تدابَرُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تحاسَدُوا،

وكونُوا عبادَ الله إخوانًا )؛

أخرجه مسلم.

ومَن بسَطَ للناسِ فِراشَ التوقير، ومدَّ لهم بِساطَ التقدير، والتمَسَ لهم

الحُجَجَ والمعاذِير ولو مع الإساءة له والتقصير،

عاشَ في النفوسِ مُعظَّمًا، وعلى الألسُن مُبجَّلًا.

وكنتُ إذا عقَدتُ حِبالَ قومٍ

صحِبتُهُمُ وشِيمَتِيَ الوفاءُ

فأُحسِنُ حين يُحسِنُ مُحسِنُوهم

وأجتَنِبُ الإساءةَ إن أساءُوا

أشاءُ سِوَى مشيئتِهم فآتِي

مشيئتَهم وأترُكُ ما أشاءُ

وقد قيل: في إغضائِك راحةُ أعضائِك.

وقيل: الأديبُ العاقِلُ هو الفطِنُ المُتغافِل .

فتعافَوا بينَكم، وتجاوَزُوا عمَّن أساءَ إليكم، واخرُجوا مِن ضِيقِ المُناقَشَة

إلى فُسحة المُسامَحَة، ومِن شدَّة المُعاسَرة إلى سُهولة المُعاشَرة،

واطوُوا بِساطَ التقاطُع والوحشة، وصِلُوا حبلَ الأُخُوَّة والمودَّة والقَرابة،

واقبَلُوا المعذِرة؛ فإنَّ قبُول المعذِرة مِن محاسِنِ الشِّيَم،

وإذا قدَرتُم على المُسيء فاجعَلُوا العفوَ عنه شُكرًا لله للقُدرة عليه.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

لا خُلدَ في الدنيا يُرتجَى، ولا بقاءَ فيها يُؤمَّل.

وما الناسُ إلا راحِلٌ وابنُ راحِلِ

وما الدَّهرُ إلا مرُّ يومٍ وليلةٍ

وما المَوتُ إلا نازِلٌ وقريبُ .. وما نفَسٌ إلا يُباعِدُ مولِدَا، ويُدنِي المنايا للنٌّفوسِ فتخرُجُ.

ما أسرعَ الأيام في طيِّنا، تمضِي علينا ثم تمضِي بنا، فأيقِظُوا القلوبَ

مِن مراقِدِ غفَلاتِها، واعدِلُوا بالنُّفوس عن موارِدِ شهواتها،

وحافِظُوا على الصلوات الخمس المكتُوبات المفرُوضات،

ولا تُفرِّطُوا في الفرائِضِ والواجِبات،

ولا تستخِفُّوا بالحُرُمات، ولا تُجاهِرُوا بالمُنكَرات.

واعلَمُوا أنَّكم في أيامِ مُهَل مِن ورائِها أجَل، يحُثُّه عجَل، فمَن لم ينفَعه

حاضِرُه فعازِبُه عنه أعوَز، وغائِبُه عنه أعجَز، وإنَّه لا نومَ أثقَلُ مِن الغفلَة،

ولا رِقَّ أملَكُ مِن الشَّهوة، ولا مُصيبةَ كمَوتِ القلب،

ولا نذيرَ أبلَغُ مِن الشَّيبِ، ولا مصِيرَ أسوأُ مِن النَّار.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أقولُ ما تسمَعُون، وأستغفِرُ اللهَ فاستغفِرُوه، إنه كان للأوابِين غفُورًا.

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمدُ لله العليِّ الكبير، اللطيف الخبير، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهَ وحدَه

لا شريكَ له خلقَ كلَّ شيءٍ فأحسَنَ التقدير، ودبَّر الخلائِقَ فأحسَنَ التدبير،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير،

والسِّراجُ المُنير، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً مُتضاعِفةً دائمةً إلى يوم الدين.

أما بعدُ .. فيا أيها المسلمون:

اتَّقُوا الله وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تَعصُوه،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }

[التوبة: 119].

أيها المُسلمون:

الأُضحيةُ قُربةٌ جليلة، ونَسِيكةٌ عظيمة، ومعلَمٌ وشعيرةٌ،

والأُضحيةُ سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ غيرُ واجِبة، ولا يُستحبُّ تركُها لمَن يقدِرُ عليها،

ولا يُجزِئُ في الأُضحِية إلا الأنعام، وأفضلُها البَدَنة،

ثم البقرة، ثم الشاة، ثم شِركٌ في

بدَنة، ثم شِركٌ في بقرة، والشِّركُ في البدَنة والشِّركُ في البقرة

والشاةُ الواحدةُ يُجزِئُ كلُّ واحدٍ مِنها عن الرجُل وأهلِ بيتِه.

ولا يُجزِئُ في الأضاحِي إلا جَذَع ضأنٍ وثنِيُّ سِواه، فالإبلُ خمسُ سنين،

والبقرُ سنتان، والمعز سنة، والضأنُ ستةُ أشهُر، وأفضلُها أحسَنُها

وأسمَنُها، وأعظَمُها وأكمَلُها، وأطيَبُها وأكثرُها ثمنًا.

وحاذِرُوا العيوبَ المناِعةَ مِن الإجزاء؛ فلا تُجزئُ المَعيبة عيبًا بيِّنًا مِن مرضٍ،

أو عَوَرٍ، أو عرَجٍ، أو عجَفٍ، أو عمَى بصر، واستشرِفُوا العينَ والأُذُن،

ولا تُضحُّوا بالخَرقاء، ولا الشَّرقاء، ولا المُقابَلة، ولا المُدابَرة، وهي

المَعِيبةُ في أُذنها بقَطعٍ أو خَرقٍ أو ثقبٍ أو شقٍّ.

وأحسِنُوا الذِّبحة، وحُدُّوا الشَّفرة، واشحَذُوا المُديَة؛ ليكون أوحَى وأسهَل،

ووجِّهُوا مذبَحَها إلى القبلة، وسمُّوا وكبِّرُوا، وكُلُوا وأهدُوا وتصدَّقُوا،

ومَن كان ذبَحَ قبل الصلاة فليُعِد أُضحيتَه، ومَن لا فليذبَح على اسمِ الله.

تقبَّل الله ضحاياكم، ورضِيَ عنكم وأرضاكم، وحقَّق في الخَير مُناكم،

وأسعَدَكم ولا أشقاكم، وعاوَدَتكم السُّعود ما عادَ عيدٌ، واخضَرَّ عُود.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المُسلمون:

هذا يومُ التسامُح والتصافُح، فتصافَحُوا، وتسامَحُوا، وتراحَمُوا،

وكُونوا عبادَ الله إخوانًا، ومَن غدَا مِنكم مِن طريقٍ فليرجِع مِن طريقٍ

أُخرى إن تيسَّر له ذلك؛ اقتِداءً بسُنَّة سيِّد المُرسَلين - صلى الله عليه وسلم -.

أعادَ الله علينا وعليكُم هذه الأيام المُبارَكة أعوامًا عديدة،

وأزمنةٍ مديدة، ونحن في صحَّةٍ وعافيةٍ وحياةٍ سعيدة.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّر أعداءَ الدين،

واجعَل بلادَنا آمنةً مُطمئنَّةً، وسائِرَ بلاد المُسلمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمَين الشريفَين لما تُحبُّ وترضَى،

وخُذ بناصِيتِه للبرِّ والتقوَى، اللهم وفِّقه وولِيَّ عهدِه لِما

فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المُسلمين يا رب العالمين.

اللهم احفَظ وُلاةَ أمرِنا، ورِجالَ أمنِنا، واجزِهم خيرَ الجزاء وأوفاه يا رب العالمين.

اللهم انصُر جُنودَنا المُرابِطِين على ثُغورِنا وحُدودِنا يا رب العالمين.

اللهم احفَظ حُجَّاج بيتِك الحرام، اللهم احفَظ حُجَّاج بيتِك الحرام.

اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحَم موتانا، وانصُرنا على مَن عادانا.

وأفضلُ الصلاةِ والتسليمِ

على النبيِّ المُصطفَى الكرِيمِ

مُحمدٍ خَيرِ الأنامِ العاقِبِ

وآلِهِ الغُرِّ ذوِي المناقِبِ

وصحبِهِ الأماجِدِ الأبرارِ

الصَّفوةِ الأكابِرِ الأخيَارِ

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيِّدنا مُحمدٍ، وعلى آلِهِ وأصحابِه

صلاةً تَبقَى، وسلامًا يَترَى إلى يوم الدين.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



All times are GMT +3. The time now is 10:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.