بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   شرح الدعاء من الكتاب والسنة (13) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=60449)

حور العين 02-09-2019 06:32 AM

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (13)
 
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (13)

شرح دعاء

ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما*

إنها ساءت مستقرا ومقاما





{ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ

مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }



المفردات :



غراماً: أي ملازماً دائماً غير مفارق .



الشرح :



هذه الدعوة المباركة ضمن دعوات وخصال لعباد اللَّه تعالى وصفهم،

وأثنى عليهم في أكمل الصفات، ونعتهم بأجمل النعوت، وأضافهم

إلى نفسه الكريمة إضافة تشريف وتعظيم، إجلالاً لقدرهم، فصدَّر صفاتهم بقوله:

{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ }

، وذلك أن العبودية للَّه تعالى نوعان:



1- عبودية الربوبية، فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم،

برّهم وفاجرهم ، فكلهم عبيد للَّه مربوبون مُدَبّرون :

{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا }



2- وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته، وهذه عبودية خاصة، وهي:

عبودية أنبيائه وأوليائه، وهي المراد هنا؛ ولهذا أضافها إلى اسمه الرحمن .



فيا له من شرف عظيم ، ومكرمة كريمة لمن كان مثلهم.



ثم ذكر من الخصال الجميلة أدعية دعوها، فقالوا :

{ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } :

أي نجّنا يا ربنا من عذابها، ومن أسبابه في الدنيا؛ بتيسير الأعمال الصالحة ،

و اجتناب السيئات المقتضية لها , و فيه إشارة لما ينبغي عليه

المؤمن من الخوف من العذاب ، مع الرجاء ، فيجمع بين الترغيب

و الترهيب كالجناحين للطائر، وأن العبد ينبغي له أن لا يغترّ بعمله

مهما كان صالحاً ، فهم مع كل هذه الصفات الجليلة يخافون من عذابه،

ويبتهلون إليه تعالى لكي يصرفه عنهم ، غير مغترّين بأعمالهم ،

و هذا من حسن العبادة ، و كمالها.



كما قال تعالى عن المؤمنين:

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

، وقد بينا بذلك ما جاء في معناها وما ثبت عن النبي

صلى الله عليه وسلم في تفسيرها .



وقوله : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } :

ثم ذكروا علّة هذا السؤال: أن عذابها كان شرّاً دائماً، وهلاكاً غير مفارق

لمن عُذِّب به، فغراماً ملازماً دائماً بمنزلة الغريم لغريمه: كملازمة

الدائن للمديون من حيث لا يفارقه بإلحاحه ومطالبته؛ و

( لهذا قال الحسن: كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام،

وإنما الغرام : الملازم ما دامت السموات و الأرض )



وقوله تعالى:

{ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }:

أي بئس المنزل منظراً، وبئس المقيم مقاماً، هذا منهم على وجه التضرّع

والخوف، يستفرغون نهاية الوسع في سؤالهم من النجاة منها، وكأنهم

على كمال صفاتهم غارقون في المعاصي و الآثام .



ولا يخفى في أهمية الاستعاذة من النار، حيث صدَّروا استعاذتهم بها ؛

لأنها أشدّ شرّاً توعد اللَّه به، وفي هذه الدعوات بيان أن

الداعي يحسن له أن يذكر سبب ما يدعوه

{ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقَامًا }.



الفوائد :

1- أهمّية هذه الدعوة :



أ‌- حيث ذكرها اللَّه تعالى لناسٍ أثنى عليهم،

وأضافهم إلى نفسه في كتاب يُتلى إلى يوم القيامة.

ب‌- أنّها جاءت بصيغة الفعل المضارع في قوله:

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ }

الذي يدلّ على كثرة سؤالهم بها، ومداومتهم عليها .

2- فيه بيان أنه يندب للداعي أن يذكر سبب علّة دعوته

كما في قوله: ?إِنَّ عَذَابَهَا? ?إِنَّهَا سَاءَتْ?.

3- ينبغي للدّاعي أن يجمع في دعائه بين الخوف والرجاء،

وأن ذلك أرجى في قبول الدعاء .

4- أن البسط في الدعاء أمر مرغوب فيه عند الشارع،

كما يظهر في بسطهم في ذكر علّة دعوتهم .

5- إن التوسّل بربوبية اللَّه عز وجل وألوهيته في الدعاء

هو من أعظم أنواع التوسل على الإطلاق .





All times are GMT +3. The time now is 04:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.