بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4204 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=56048)

حور العين 07-10-2018 08:23 AM

درس اليوم 4204
 
من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

{ادفع بالتي هي أحسن}

قال الله تعالى:

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
[فصلت:34]،

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة}
أي : فرق عظيم بين هذه وهذه ، ({ادفع بالتي هي أحسن} أي : من
أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر رضي الله تعالى عنه
ما عاقبت من عصى الله تعالى فيك بمثل أن تطيع الله تعالى فيه.
وقول الله سبحانه: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
وهو الصديق ، أي : إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه
إلى مصافاتك ومحبتك ، والحنو عليك ، حتى يصير كأنه ولي لك حميم
أي : قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك"
انتهى من (تفسير ابن كثير).

قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى: وقيل لابن عقيل في فنونه :
أسمع وصية الله عز وجل

{ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ،

وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا , فكيف لي بطاعة
الله تعالى والتخلص من النفاق ؟ . فقال ابن عقيل رحمه الله تعالى:
"النفاق هو : إظهار الجميل , وإبطان القبيح , وإضمار الشر مع إظهار
الخير لإيقاع الشر, والذي تضمنتْه الآية : إظهار الحسن في مقابلة القبيح
لاستدعاء الحسن ". فخرج من هذه الجملة أن النفاق إبطان الشر
وإظهار الخير لإيقاع الشر المضمر ، ومن أظهر الجميل والحسن
في مقابلة القبيح ليزول الشر : فليس بمنافق ، لكنه يستصلح ،
ألا تسمع إلى قوله سبحانه وتعالى

{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ،
فهذا اكتساب استمالة , ودفع عداوة , وإطفاء لنيران الحقائد , واستنماء
الود ، وإصلاح العقائد , فهذا طب المودات ، واكتساب الرجال .
(الآداب الشرعية: 1 / 50 ، 51 ) .

ولذا أخي الكريم فالتحلي بجميل الخلق باب عظيم للتقرب إلى الله سبحانه،
ومورد كريم لحب الله الودود، وعلى قدر حسن الخلق يرتقي العبد
في مراتب حب الله رب العالمين لعبده، فعن أسامة بن شريك رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( أحبُّ عبادِ اللَّه إلى اللَّهِ أحسنُهُم خلقًا )
أخرجه الطبراني في (الكبير:1/182)،
وصححه الألباني في (صحيح الجامع:179).

وبحسن الخلق والدفع بالتي هي أحسن يبلغ المسلم درجة الصائم القائم،
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :

( إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ )
(أبو داود:4798).

ما أيسرها من عبادة، وما أعظمها من وسيلة لدخول الجنان والتنعم برضا
الله الرحمن. نسأل الله سبحانه أن يحشرنا مع صاحب الخلق العظيم النبي
صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على خاتم
النبيين عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 03:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.