بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   سيكولوجية التـَرَمـّل (2) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=61628)

حور العين 04-07-2019 07:37 AM

سيكولوجية التـَرَمـّل (2)
 
من: الأخت/ غرام الغرام

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642


سيكولوجية التـَرَمـّل (2)

كيف يواصل الأرامل حياتهم بنجاح؟.



آلام متعددة

تتألم الأرملة من إفتقاد أجوبة علي أسئلة صغارها: \"لماذ تأخر أبي؟،

طيب دعيني أكلمه في التليفون؟، هل هو حزين منا ياأمي؟، لماذا قتل؟،

أخبريه أن يعود فلقد أوحشنا كثيرا غيابه؟، هل سيكون معنا في العيد؟،

أين ذهبت سيارته؟، لقد نسي أبي \"جواله\"، وساعته في الدولاب،

لكن لماذا ذهبتم بملابسه؟، لماذا يأتي أبو أصحابي ليأخذهم من

الحضانة/ المدرسة، وأنا لا؟ الخ\".

ونراها تتألم حينما ترى نظرات الشفقة في أعين بعض من حضروا

لعزائها، وهي تتمنى ان يعامل أطفالها معاملة عادية، حتي لا يتولد

لديهم \"شعور بالنقص\"، وتتألم عندما تتسلم شهادة وفاة

زوجها الأثير، وتتألم في إنهاء إجراءات الميراث والمعاش

والوصاية و\"المشكلات المالية\", وتتألم من طمع بعض الأقارب

في الميراث, وتتألم من تصرفات بعض أهل زوجها, وتتألم

لتعرضها للمجتمع بلا غطاء من زوج، وتتألم لابتعاد جاراتها

وصديقاتها عنها وخوفهن على أزواجهن منها، وتتألم من خشية

أن يتكلم عنها الناس بسوء, وتتألم كل يوم مع أي شيء يذكرها

بزوجها, في حين أن كل شيء حولها، وداخلها يذكرها به.

وهي تتعرض لصراع شديد، وبخاصة إذا كانت في مقتبل العمر،

فتعاني صراعا بين شعورها بعدم الاستقرار النفسي والأسري

والعاطفي، و\"الحاجة\" إلى الزواج لسد ذلك الفراغ المتعدد الجوانب،

وبين الخوف على الأبناء ومستقبلهم. وهي تواجه مشكلات ضاغطة إجتماعياً

(لعل ما قد يخفف منها إذا كان الأبوان أحدهما، أو كلاهما حيين)

تعتبر معاودة الزواج نكرانًا أو أو جحودًا منها للزوج الراحل.

ولو أرادت أن تتزوج ولديها أبناء تبدأ مشاكل الحضانة، وأحيانًا يطلب

أهل زوجها الراحل منها الزواج من أحد أفراد العائلة، وذلك من أجل

الأولاد، و\"كرامة العائلة\".

وقد يتغلب حب الأبناء والخوف عليهم فتكرس بقية حياتها لهم.

بيد ان أن صعوبات الحياة ومتطلباتها الحاضرة، وتمثل أعباء الاب والام

في نفس الوقت دور ـ لا شك ـ صعب. لذا قد تتطور تلك الصراعات

إلى قلق وإحباط، وإنعزال واكتئاب، مما ينعكس على أبنائها،

والمحيطين بها باعتبارهم سبب يحول دون سعادتها.

وهي تخشى ـ بعد سنوات سعت فيها للم شمل اسرتها ورعاية مصالحها ـ

ذلك الوقت الذي يمضي فيه أبناؤها مع زوجاتهم ويتركونها وحيدة,

أو يدعونها للعيش معهم ولكنها تكره أن تكون ضيفا ثقيلا على أسرة

حتى ولو كانت أسرة أحد أبنائها.

وبسبب كل ذلك وغيره نجد أن كثيرا من الأرامل (بعض الدراسات

تشير إلي نسبة 35%) يتعرض للعديد من الأمرض والحوادث.

أو نراها قد تعايشت بصورة أو بأخري، مع واقعها وحياتها الجديدة،

وبخاصة عندما تري أنها ليست وحيدة فحولها من العراقيات فقط نحو

مليون ونصف أرملة، فضلا عن أرامل الشهداء من الفلسطينين

الذين يتساقطون يومياً جراء عمليات القتل والإغتيال الصهيوني،

إضافة إلي الأرامل من الصومال ودارفور الخ.



يتبع غداً إن شاء الله



All times are GMT +3. The time now is 11:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.