نداءات المؤمنين (90)
من: الأخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 نداءات المؤمنين (90) الموت ينهي كل شيء فالعاقل من كانت أهدافه ثابتة واضحة ونبيلة: إذاً إذا قلت كلمة حق يعني شيء ثابت لا يتأثر، ولا يتبدل، ولا يطور، ولا يعدل، ولا يضاف عليه، ولا يحذف منه، يعني مثلاً بر الوالدين قديماً وحديثاً بدول متخلفة ومتقدمة الابن غني، فقير، متعلم، جاهل، أن ترد الجميل لوالديك هذا عمل عظيم، بأي مكان في الأرض أكبر نعمة من نعم الله التي أكرمنا الله بها أننا مع الحق الثابت، الآن والهادف، الدين هدفه أن تسعد إلى أبد الآبدين، أما أي منهج أرضي هدفه المتعة فقط، يعني حضارة الغرب بأكملها من أجل رفاه هذا الجسد فقط، ركبت مركبة في الخليج لما سائق المركبة يعطفها نحو اليمين تنمو وسادة هوائية نحو اليسار من أجل أن تبقى متوازناً، وإذا انعطفت نحو اليسار تنمو وسادة هوائية نحو اليمين ما هذا الرفاه ؟ الآن هناك برادات لكل شيء تحته حساسات، فإذا كمية الجبن قلّت البراد نفسه يخبر السوبر ماركت، تأتي البضاعة إلى البيت دائماً ممتلئ عن طريق حساسات، وهناك انترنيت، وهناك تلفزيون يخبر السوق ويعطي رقم صاحب البيت البطاقة المالية، رفاه يفوق حدّ الخيال يأتي الموت ينهي كل شيء فلذلك الحق هو الشيء الثابت والهادف: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } ( سورة الأحزاب) سديد هو الحق، والحق الثابت والهادف، يقابله الباطل الزائل، ويقابل الهادف اللعب، يعني إذا جلست للساعة الثالثة بالليل ماذا يظهر معك بالنهاية ؟ تصبح طبيباً، تصبح غنياً، تاجراً، تصبح مصلحاً اجتماعياً، متكلماً فصيحاً، أديباً ؟ لا يظهر منها شيء، لأن هذا عبث فأنت بين شيئين شيء ثابت وشيء زائل، شيء هادف وشيء عابث، الحق يقابله الباطل الزائل، والحق يقابل اللعب العابث، فهنيئاً لمن كان مع الحق، له أهداف ثابتة واضحة، وأهدافه سامية ونبيلة. من ألغى الكذب من حياته ألغى النفاق و التزلف و الإيهام: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71) } ( سورة الأحزاب) أنت حينما تقول حقاً يغدو عملك صالحاً، الكذب مشكلة المشكلات، والله لو ألغي الكذب من حياتنا، مرة كنت في جلسة قال لي شخص أين كنت ؟ قلت له اجتماع جلسة كذب كل ما قيل بها كذب، لو ألغي الكذب من حياتنا ألغي النفاق، ألغي التزلف، ألغي الإيهام: { اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } ( سورة الأحزاب) مرة كان هذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بين أصحابه، فقال أحدهم تقرباً إليه: واللهِ ما رأينا أفضل منك بعد رسول الله ، فحدّ فيهم النظر، وبدا عليه الغضب الشديد، إلى أن قال أحدهم: لا، واللهِ، لقد رأينا من هو خير منك، قال: من ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه، فقال كنت أضل من بعيري، وكان أبو بكر أطيب من ريح المسك، لقد كذبتم جميعاً، أي حينما سكتم، وصدق حينما قال: لا والله لقد رأينا من هو خير منك. |
All times are GMT +3. The time now is 03:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.