الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثامن : العرض على الله جلَّ وعلا في موقف فصل القضاء .
المبحث الأول : معني العرض لغة واصطلاحا .
المطلب الأول : معنى العرض في اللغة .
المطلب الثاني : معنى العرض في الاصطلاح .
[ العرض على الله جلَّ و علا في موقف فصل القضاء ]
[ معنى العرض لغةً و اصطلاحاً ]
المطلب الأول : معنى العرض في اللغة .
من معاني العرض : الإبراز و الظهور ،
و يقال : عرض الجند : جعلهم يمرون عليه واحداً واحداً ،
و عرض له من حقه شيئاً : أعطاه إياه مكان حقه ،
و عرض القوم على النار : أحرقهم بها .
* انظر كتب اللغة مادة عرض : (( المفردات للراغب )) ( ص : 330 ) ،
(( أساس البلاغة )) ( ص : 298 ) ،
و (( معجم الألفاظ والأعلام القرآنية )) ( ص : 337 ) .
( بموقع الدرر السنية الصديق )
المطلب الثاني : معنى العرض في الاصطلاح .
فإن المراد بالعرض على الله عند الإطلاق :
هو بروز الخلائق و عرضهم على ربهم سبحانه و تعالى في الموقف ،
عندما يتجلى تبارك و تعالى لهم لحسابهم و فصل القضاء بينهم ،
و هو كذلك عرض أعمال العباد عليهم ,
و عرض بعض الأشخاص عليه عرضاً خاصاً بعد خروجهم من النار ،
و هذا المعنى الخاص للعرض الاصطلاحي هو أخص من العرض اللغوي العام
كما أفادته النصوص الشريفة من كتاب الله عز و جل
و سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم .
* و قد قسم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله معاني العرض إلى معنيين ، فقال :
و هو عرض الخلائق كلهم على ربهم عز و جل ,
بادية له صفحاتهم , لا تخفى عليه منهم خافية ،
و هذا يدخل فيه من يناقش الحساب و من لا يحاسب .
عرض معاصي المؤمنين عليهم , و تقريرهم بها ,
و سترها عليهم , و مغفرتها لهم .
(( معارج القبول )) ( 2 / 247 )
و المقصود هنا هو ذكر عرض الخلائق جميعهم على ربهم ،
أما العرض الثاني و هو عرض الحساب و المناقشة .
و الله تعالى أعلى و أعلم و أجَلَّ .