( الحلقة رقم : 432 )
{ الموضوع الـعاشر الفقرة 61 }
( أحكــام الـزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود
لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة
أخى المسلم
حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى سيكون إستكمالاً عن
المحرمات مؤقتا
من المحرمات مؤقتا أيضا
زوجة الغير و معتدته
يحرم على المسلم أن يتزوج زوجة الغير
أو معتدته رعاية لحق الزوج
قال تعالى
{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ
وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ
فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً
وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }
النساء 24
أى حرمت عليكم المحصنات من النساء
وهن المتزوجات منهن إلا المسبيات
فان المسبية تحل لسابيها بعد الإستبراء و إن كانت متزوجة
روى مسلم و أبن شيبة
عن أبى سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه
[ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعث جيشا الى لوطاس
فلقى عدوا فقاتلوهم
فظهروا عليهم و أصابوا سبايا
و كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين ]
فأنزل الله عز وجل فى ذلك
{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ
وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ
فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً
وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }
النساء24
أى فهن لكم حلال إذا أنقضت عدتهن
و الإستبراء يكون بحيضة
قال الحسن رضى الله تعالى عنه
[ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
يستبرئون المسبية بحيضة ]
و أما المعتدة
فقد تحدثنا عنها فى باب الخطبة
المطلقة ثلاثا
المطلقة ثلاثا
لا تحل لزوجها الأول حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا
عقد المُحرِم
أى من هو مرتدى الإحرام للحج أو العمرة
فإنه يحرم على المُحرم أن يعقد النكاح لنفسه أو لغيره بولاية أو وكالة
و يقع العقد باطلا
لا تترتب عليه آثاره الشرعية
روى مسلم و غيره يرحمهم الله
عن عثمان بن عفان رضى الله عنه
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا ينكح المُحرِم و لا ينكح و لا يخطب )
كما رواه الترمذى
و لكن ليس فيه و لا يخطب
و قيل حديث حسن صحيح
و العمل على هذا عند بعض أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم
يقول الشافعى يرحمه الله
يقول الشافعى و أحمد و إسحق
و لا يرون أن يتزوج المحرم
و إن نكح فنكاحه باطل
و ما ورد من أن النبى صلى الله عليه و سلم
تزوج أم المؤمنين أمنا السيدة / ميمونة / رضى الله تعالى عنها
و هو محرم
فهو معارض بما رواه مسلم من أنه تزوجها و هو حلال
قال الترمذى يرحمه الله
أختلفوا فى تزويج النبى صلى الله عليه و سلم
من أم المؤمنين أمنا السيدة / ميمونة / رضى الله تعالى عنه
لأنه صلى الله عليه و سلم
تزوجها فى طريق مكة
فقال بعضهم تزوجها و هو حلال
و ظهر أمر تزوجها و هو محرم
ثم بنى بها و هو حلال بسرف فى طريق مكة
سرف هو أسم المكان ( قرية : فى طريق مكة – المدينة )
و ذهب الأحناف
إلى جواز عقد النكاح للمحرم
لأن الإحرام لا يمنع صلاحية المرأة للعقد عليها
و إنما يمنع صحية الجماع لا صحية العقد
زواج الأمَةَ مع القدرة على الزواج بالحرة
أتفق العلماء على أنه يجوز للعبد أن يتزوج الأمَةَ
و على أنه يجوز للحرة أن تتزوج العبد إذا رضيت بذلك هى و أولياؤها
كما أتفقوا على أنه لا يجوز أن تتزوج من ملكته
و إنه إذا ملكت زوجها أنفسخ النكاح
و أختلفوا فى زواج الحر بالأمَةَ
فرأى الجمهور إنه لا يجوز زواج الحر بالأمه إلا بشرطين
1 - عدم القدرة على نكاح الحرة
2 - خوف العنت
و أستدلوا على هذا
بقول الله سبحانه و تعالى
{ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ
وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ
وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ
وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ
فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ
ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
النساء25
طولاً : أي سعة و قدرة
المحصنات : أي الحرائر العفائف
فتيات : إي إماء
العنت : أي الزنا
قال القرطبى يرحمه الله
الصبر على العزبة خير من نكاح الأمَةَ
لأنه يفضى إلى إرقاق الولد
و الغض من النفس و الصبر على مكارم الأخلاق أولى من البذالة
روى عن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال :
[ أيما حر تزوج أمَةَ فقد أرق نصفه ]
أى يصير ولده رقيقا
و عن الضحاك بن مزاحم رضى الله تعالى عنه قال
سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
( من أراد أن يلقى الله طاهراً مُطهراً فليتزوج الحرائر )
رواه أبن ماجة
و فى أسناده ضعف
و ذهب أبو حنيفة يرحمه الله
إلى أن للحر أن يتزوج أمَةَ
و لو مع طَولَ حُرة ألا أن يكون تحته حره
فإن كان فى عصمته زوجة حرة
حرم عليه أن يتزوج عليها محافظة على كرامة الحُرة
أخى المسلم
هل من المحرمات مؤقتا زواج الزانيه ؟؟
فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
حكمة وعظة اليوم
إستكمال فضائل الإستعاذة و بيان خواتمها
و قد ورد فى الحديث
عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما قال
[ إجلال القرآن : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
و مفتاح القرآن : بسم الله الرحمن الرحيم ]
كأن الإستعاذة مكنَس القرآن
يكنُس به القارئ أولاً ميدان القلوب و الأبدان و اللسان
من أنواع المنهيات و الموانع و خواطر النفس و وسوسة الشيطان
فالأمر للوجوب
و قيل أيضاً
الإستعاذه سنة قراءة القرأن
فقد قال تعالى
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }
النحل 98
فعلى كل التقديرين معناها إذا أردت يا محمد قراءة القران فقل
أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
ما سبب نزول الأية ؟؟
إن النبى صلى الله عليه و سلم
حضر قراءة القرآن و لم يعلم مم هو
فأنزل الله تعالى هذه الآية تعليما له و لأمته صلى الله عليه و سلم
إنه من عمل الشيطان فأعلمه سبب النجاة منه و الإستعاذة
و قيل ايضاً
أن يقول أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
أو
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليوافق القرأن
و فى النهاية الفتوى على هذا
و قيل معناه
أستعيذ بالله من كل شر صادر من الشيطان الرجيم بمباشرته أو بأمره
و للموضوع بقية فأنتظرونا
و لنا بقية إن شاء الله فأنتظرونا
و لاتنسونا من صالح دعائكم
******************
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود