بسم الله الرحمن الرحيم القائل :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) }
(سورة البقرة).
و قال تعالى :
{ ... وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ(41) }
(سورة آل عمران).
و قال تعالى :
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ...(191) }
(سورة آل عمران).
و قال تعالى :
{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) }
(سورة الأعراف).
و قال تعالى :
{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) }
(سورة المزمل) .
و الصلاة و السلام على نبينا و رسولنا و شفيعنا و حبيبنا
سيدنا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم
صلَّى الله عليه و على آله و صحبه و سلم،
الذي رفع الله ذكره، وصان وحيه و هو القرآن الكريم و تفسيره ،
فقال عزَّ و جل :
{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) }
(سورة الشّرح).
كما جعل الله تبارك وتعالى من مهمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التذكير،
ووصفه بالمذَّكر،
و قال تعالى :
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) }
(سورة الغاشية).
وأن على المسلم أن يتقي الله تعالى ويديم ذكره بالقلب واللسان والجوارح،
سراً وعلانيةً، وفي كل حال، فإن الله مع الذاكرين،
لما ورد في الحديث القدسي
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( يقول الله تعالى :
أنا عند ظنِّ عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم ،
و إن تقرب إليّ بشبرٍ تقربت إليه ذراعاً ،
و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ،
و إن أتاني يمشي أتيته هرولة )
رواه البخاري ومسلم.
الذكر: يقصد به تحريك الشفتين واللسان بذكر الله تعالى بصيغ مختلفة،
وهو أفضل من الدعاء، والذكر رأس الشكر لله تعالى،
والذكر هو الثناء على الله عزّ وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه وصفاته.
ويجب إدراك أن الله غني عن العالمين،
ولكن الفرح كل الفرح أن تفرح بأن الله يعينك على ذكره،
فكثرة ذكر العبد لله مما يدل على قربه من الله،
قال تعالى :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) }
(سورة البقرة).
فذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النِّعم، وبه تستدفع النقم،
وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح،
فما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه،
لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال،
هو حياة السرائر، وأنس الضمائر، وأقوى الذخائر، وأعظم زاد يلقى به العبد ربه.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سبق المفردون، قالوا : و ما المفردون يا رسول الله ؟
قال : الذاكرون الله كثيراً و الذاكرات )
أخرجه مسلم،