و روى عن رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام :
( من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغيرحق أخافه الله يوم القيامة ) .
و مما يمزق أواصرالأخوة أيها الكرام
التهكم والازدراء والسخرية من الآخرين.
إن هذه الأخلاق تنشأعن جهالة سادرة٬ وغفلة شائنة
فإن من حق الضعيف أن يُحمل لا أن يُنال منه٬
ومن حق الحائر أن يُرشد لاأ ن يُضحك عليه.
وإذا وجدت بشخص عاهة أوعرضت له سيئة٬
فآخر مايتوقع من المسلم أن يجعل ذلك مثارتندره واستهزائه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ
وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ
وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
و عن الحسن رضي الله تعالى عنه و عن أبيه :
[ إن المستهزئين بالناس يُفتح لأحدهم فى الآخرة باب من الجنة فيقال له هلم .
فيجيء بكربه وغمه ٬فإذا جاء أغلق دونه .
ثم يفتح له باب آخر فيقال هلم هلم .
فيجيء بكربه وغمه٬ فإذاجاء أغلق دونه .
فما يزال كذلك حتى إن أحدهم ليفتح له الباب من أبواب الجنة٬
فيق الله : هلم .. فما يأتيه من الإياس ]
فلقد حارب الإسلام العداوة والشحناء بالأخوة العادلة٬
وأفهم الإنسان أن الحياة ليستله وحده٬ وأنها لاتصلح به وحده٬
و أعلمه أن هناك أناسا مثله ٬إن ذكر حقه عليهم ومصلحته عندهم
فليذكرحقوقهم عليه ومصالحهم عنده٬
وتذكُّر ذلك يخلع المرء من أثرته الضيقة٬
ويحمله على الشعور بغيره حين يشعر بنفسه٬ فلا يتزيد ولا يفتات .