الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وصحبِه إلى يوم الدين.
أُوصيكُم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي وصيةُ الله للأولين والآخرين.
إن من أسباب الفشَل الواقِع اليوم في المُسلمين،
وإن من أعظَم عناصِر الضعفِ هو ما يُوجَد من تفرُّق كلمة المُسلمين
عن الاجتِماع على البرِّ والتقوى، واختِلافُ صفِّهم على الاتِّفاق على السنَّة والهُدى.
[ أليس لنا كتابٌ واحدٌ، ونبيٌّ واحدٌ، وهدفُنا واحدٌ، فلماذا الاختلاف؟ ]
لماذا يرفعُ بعضُنا على بعضٍ السِّلاح ؟!
لماذا نُظهِرُ الخِزيَ والعارَ والذلَّ أمام العالَم ؟!
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }
{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
ألا فلتتَّفِق كلمةُ المُسلمين، ألا فلنتَّقِ الله في مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم –
فنحن أمَّتُه،لتتَّفِقَ كلمتُنا على سُنَّته وعلى مصالِح ما جاء به من دينٍ مع مصالِح دُنيانا،
لتجتمِعَ جهودُنا على تحقيق المنافع المُتنوِّعة، والأهداف المنشودة.
لا نجعل من اختِلاف الرأي في مسائل لا تُخالِفُ أصولَ الدين سببًا
للتفرُّق والتمزُّق والتشتُّت والتشرذُم،
فالله - جل وعلا - أوجبَ علينا أمرًا إن خالَفناه فالعاقبةُ السيِّئةُ لمن خالَفَ هذا الأمرَ،
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }
ثم إن الله أوجبَ علينا واجبًا عظيمًا، وفرضًا أكيدًا، ألا وهو:
دعمُ إخواننا في كل مكانٍ، دعمُهم بكل ما نستطيع، لا يُكلِّفُ الله نفسًا إلا وسعَها،
ولكن المُسلم مُطالَبٌ أن يصدُق مع الله - جل وعلا -، وأن يُنفِّذَ أوامرَه،
وأن يكون له مُخلِصًا، فحينئذٍ
{ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ }
إن من أفضل الأعمال: الصلاةَ والسلام على النبي الكريم،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين،
وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم ارحم المسلمين من كل مصيبةٍ وفتنةٍ،
اللهم نجِّ المسلمين من كل مصيبةٍ وفتنةٍ،
اللهم نجِّ المسلمين من كل مصيبةٍ وفتنةٍ،
اللهم عجِّل بنصر إخواننا المُستضعَفين في كل مكان،
اللهم عجِّل بنصر إخواننا المُستضعَفين في كل مكان.
اللهم أنت ربُّهم وأنت إلهُهم وأنت أرحم الراحمين،
اللهم أنزِل رحمتَك عليهم،
اللهم بلِّغنا جميعًا رمضان وقد عمَّ أمةَ الإسلام السلامُ
والرخاءُ والاستِقرارُ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم بلِّغنا رمضان، وأعِنَّا فيه على الصيام والقيام،
اللهم اجعَله شهرَ نصرٍ وعزٍّ وفلاحٍ يا حي يا قيوم،
اللهم اجعله داخلاً بالنصر على المسلمين، وبالتمكين لهم،
وبالفلاح والصلاح لأحوالهم يا حي يا قيوم.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى،
اللهم اجمع به كلمةَ المُسلمين،
اللهم اجمع به كلمةَ المُسلمين،
اللهم اجمع به كلمةَ المُسلمين.
اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم،
اللهم واكفِهم شِرارَهم، أنت حسبُنا ونِعمَ الوكيل،
أنت حسبُنا ونِعمَ الوكيل، أنت حسبُنا ونِعمَ الوكيل،
اللهم اكفِ المسلمين شِرارَهم يا حي يا قيوم.
اللهم اعمُرها بالإيمان والتقوى،وبالتوحيد والسنَّة يا مولَى.
اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لمشاهدة الخطبة والإستماع إليها