الأخت / لــولــو العويــس
أبنتى الحبيبة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
آلمتنى رسالتك كثيرا لما تعرضت له من أمور لكن هى أقدار الله
أسأله تعالى أن يجبر كسرك و أن يعينك على البر بوالدتك
كنت قدرا أقلب التلفاز للبحث عن مفيد فرزقنى الله سماع درس عن
و بحثت عنه وجدت تفريغا له على قناة أقرأ هو برنامج أسمه
أخترت لك هذا المقطع منه ملخص الشيخ إبراهيم
قصة لطف الله بسيدنا يوسف عليه السلام بثلاث كلمات
( يوسف من البئر إلى القصر )
و في قصته نرى أبرز مثال على لطف الله تعالى بأصفيائه،
و بعد اكتمال القصة أدرك يوسف عليه السلام ذلك و أثنى على مولاه
فقال بعد سنوات طويلة من الفراق عن والديه
أنتقل فيها من الرمي بالجُب و البيع كمملوك و إتهامه بالباطل و هو بريء
و إلقائه في السجن بضع سنين ثم تبرئته و ثقة الملك به
و جعله وزيراً على خزائن مملكة واسعة الأرجاء
فقال عن لطف الله في هذه الأحداث
و كيف دبّر ليوسف أن يصل لهذه المنزلة الرفيعة
وكحّل عيني والديه برؤيته وتاب على إخوته
{ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
يوسف : 100
نعم فقد تلطف الله تعالى بيوسف و أوصله إلى المنازل العالية
بأسباب و طرق و هو لايشعر ، و قدّر أمورا خارجة عن إرادته
فيها رفعته وعزته في الدارين و فيها التوبة على إخوته
فسبحان الله اللطيف الخبير .
و على كل عبد مؤمن أن يفهم ما يحدث معه من أقدار بهذا الإطار
فلطف الله بالعبد من الرحمة بل هو رحمة خاصة ؛
فالرحــمة التي تصل إلى العبد من حيث لايشعر بها أو بأسبابها هـي اللطف.
يقال : ( لطف بعبده ، و لطف له )
أي تولاه ولاية خاصة بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة ،
وبها تندفع عنه جميع المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية.
فالأمور الداخلية لطفٌ بالعبد ، والأمور الخارجية لطف للعبد.
فإذا يسر الله لعبده وسهل له طرق الخير ، وأعانه عليها فقد لطف بــه ،
وإذا قيض له أسبابا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف لــه.
فمن لطفه بعباده المؤمنين أنه جل و علا يتولاهم بلطفه
فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي
إلى نور العلم والإيمان والطاعة .
و من لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى ،
و يصرف عنهم السوء و الفحشاء مع توافر أسباب الفتنة و جواذب المعاصي و الشهوات ؛
فيمنّ عليهم ببرهان لطفه و نور إيمانه فيدعونها مطمئنة لتركها نفوسهم ،
منشرحة بالبعد عنها صدوره فما حدث لك هو وان كان ظاهره شر
لكن فيه خير لك ربما درجة فى الجنة تنالينها بالصبر على والدتك و البر بها
بالنسبة لاسباب زيادة الايمان فممكن تبدأى بالمحافظه على الاذكار
و على الورد اليومى من القرآن جزء يوميا حاولى أن تقرئيه
بنوع من التأمل و التدبر و ادعى الله و أنتِ تفتحين كتابه
أن يفتح لك فى التدبر فهو حياة للقلب
و لو تيسر لك سماع دروس فى أسماء الله الحسنى و ما اكثرها فى الشبكة
فاسمعى هناك للدكتورة نوال العيد و للشيخ المغامسى و للشيخ محمد راتب النابلسى
و أسأله تعالى أن يجعل هذه الأسباب تزيد إيمانك
و متى زاد الإيمان فأبشرى بالسعادة و الأطمئنان .