إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له،
ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه.
إن إدراكَ المؤمنين أن النصرَ هو من عند الله، وأن ما عند الله لا يُنالُ إلا بطاعتِه
جعلَ موازين القوى لديهم قائمةً على قاعدةٍ مُختلفةٍ عما ألِفَه واعتمَده غيرُهم
من موازين لا تستنِدُ إلا إلى الأسباب الماديَّة التي لا تُقيمُ لغير العدَد والعتَاد وزنًا.
وإن إعداد الأسباب - أي: أسباب القوة - وإن كان لازِمًا لا مندوحَة عنه قد أمرَ به،
إلا أن مدارَ الأمر لدى أهل الإيمان والتقوى إنما هو على الطاعة والمعصية،
ولذا كان مما استقرَّ في نفوسِهم أنهم إنما يُنصَرون بطاعتِهم لله،
وبمعصيَة عدوِّهم له، فهم لذلك يخشَون على أنفسِهم من ذنوبِهم
أشدَّ من خشيَتهم عليها من عدوِّهم.
وحين يتأخَّرُ عنهم النصر، أو تحُلُّ بهم هزيمة فإنهم يرجِعون على أنفسِهم بالملامَة،
فيعُدُّون سببَ ذلك تفريطًا في جنبِ الله، أو تعدِّيًا لحُدوده، أو مُخالفَةً لأمرِه.
وهو دليلٌ ظاهرٌ وآيةٌ بيِّنةٌ على آثار الإيمان حين تُخالِطُ بشاشتُه القلوب،
وعلى التوحيد حين يكون الأساس في مسيرة الحياة، والعِماد لحركتها،
والرُّوح الذي تسمُو به ويعلُو قدرُها.
فاتقوا الله - عباد الله واطلُبوا نصرَ الله بطاعة الله.
وصلُّوا وسلِّموا على خاتم رسل الله؛ فقد أُمِرتم بذلك في كتاب الله:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ من تجاوزَ وعفا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين،
وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم،
واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا،
وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ،
ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء،
اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين،
وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا من إليه المرجعُ يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا،
وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ،
واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين،
وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك.
اللهم إنا نسألُك أن تكفِيَنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت،
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت،
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين،
اللهم إنا نجعلُك في نحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذ بك من شُرورهم.
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا،
واختِم بالصالحات أعمالَنا.
اللهم احفَظ المسلمين في كل ديارِهم،
اللهم احفَظهم في كل ديارِهم، اللهم احفَظهم في مصر، وفي بُورما،
اللهم اكتُب أجرَ الشهادة لقتلَى المسلمين في سُوريا،
اللهم اكتُب أجرَ الشهادة للمسلمين في سُوريا، وارفَع عنهم الضُّرَّ يا رب العالمين،
اللهم أنزِل نصرَك عليهم يا رب العالمين.
وقِهم جميعًا شرَّ الفتن ما ظهرَ منها وما بطَن يا رب العالمين.
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
للإستماع إلي الخطبة أو لتحميلها مكتوبة