عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-09-2013, 02:48 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ما هو هدف هذه الحقائق الكونية، ولماذا ذكرها الله في كتابه؟
وإذا تابعنا هذه الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول :
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
[ الأنبياء : 105 ]
فسبحان الله الذي أحكم هذه الآيات،
كأن الله يريد سبحانه وتعالى أن يعطيك أيها الإنسان إشارة خفية
أن الله خالق هذا الكون
{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
[ الشورى : 12 ]
وأن الله الذي قال عن نفسه :
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }
[ الرعد : 16 ]
الذي خلق هذا الكون وخلق فيه الدخان مع العلم أن هذا الدخان
لم يتم تحليله يقيناً ومعرفة أن الغبار ليس بغبار
بل هو دخان إلا في العام 2006 وحدثنا عن تلك المصابيح في السماء،
وحدثنا عن زينة السماء،
وحدثنا عن كلام للسماء في بداية خلقها عندما كانت دخاناً،
وكل هذه الحقائق نراها اليوم حقائق واقعة أمامنا ويقينية،
وتتفق مع القرآن الكريم،
ولذلك فإنك أيها الإنسان عندما تدرك هذه الحقائق
وتدرك أن الله هو من خلق الكون،
وأن الله هو من زينه وهو من أخضعه لإرادته
حتى إن السماوات لا تعصي أمر الله،
{ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }
[ فصلت : 11 ]
عندها يجب أن تقتنع بأن هذا الكلام هو كلام الله تعالى.
وسؤالي لك أيها الملحد!
هل تقتنع معي بكلام الله تبارك وتعالى؟
وهل تقتنع أن الله هو من حدثنا عن هذه الحقائق
قبل أن يكتشفها العلم الحديث؟
وهل تقتنع أن الله تبارك وتعالى كما بدأ خلق الكون من نقطة واحدة
سيعيد هذا الخلق وسيعيده إلى النقطة ذاتها
كما قال :
{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }
[ الأنبياء : 104 ]
فإذا اقتنعت بذلك واقتنعت أن كل شيء لله فينبغي عليك أن تدرك
أن هذا الكون بيد الله وأن الأرض بيد الله يعطيها من يشاء من عباده،
ولذلك قال في الآية التالية بعد أن حدثنا عن نهاية الكون :
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
[ الأنبياء : 105 ]
وكما قال سيدنا موسى عليه السلام لقومه :
( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا
إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
كأن الله تبارك وتعالى
يريد أن يطمئن كل من يؤمن به أن يثق بالله وبعظمة الله،
وبقدرة الله تعالى وأنه قادر على كل شيء.
فهذه الآيات ليس الهدف منها فقط أن تكون معجزة،
هذا هدف مهم أن تكون هذه الآيات معجزة لأولئك الذين ينكرون هذا القرآن،
لأولئك الذين يدَّعون أن هذا القرآن كتاب أساطير،
وكتاب يحوي على كثير من الخرافات.
بل هناك هدف عظيم لنا
نحن المؤمنين أن نستيقن بقدرة الله وأن الكون بيد الله،
فلا تحزن أيها المؤمن لأن الله قادر أن يرزقك ويحفظك ويحقق لك ما تريد
ولكن بشرط أن تثق بالله وبقدرته على كل شيء.
وخلاصة القول :
1- القرآن لا يناقض العلم،
بل إن قوله تعالى
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا
أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }
[ فصلت : 11 ]
فيه إشارة واضحة إلى أن الدخان هو أصل خلق السموات والأرض،
وهذا ما يقوله علماء وكالة "ناسا" بالحرف الواحد.
2- كلمات القرآن أدق من المصطلحات العلمية،
فالعلماء ليس لديهم أي فكرة عن السماء،
ولكنهم يتحدثون اليوم عن مادة مجهولة تملأ الكون بنسبة 96 بالمائة،
أي أن معظم الكون لا نراه، وقد نتمكن يوماً من رؤية هذه المادة المظلمة
وقد تكون هي السماء التي حدثنا عنها القرآن، وإذا صح هذا التأويل
فيكون القرآن أول كتاب في التاريخ يتحدث عن المادة المظلمة.
3- ينبغي أن نعلم أن النص القرآني مقدس وثابت وهو كلام الله خالق الكون،
ولكن التفاسير غير مقدسة
إلا ما صحَّ عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم،
هذه التفاسير تتغير بتغير العلوم وتطور الزمن،
ولذلك فإن التفسير ليس حجة على القرآن،
ولو أخطأ أحد المفسرين في فهمه للآية فهذا الخطأ يعود للمفسر
وليس للقرآن.
4- لو درسنا جميع آيات القرآن لا نجد أي آية تناقض الأخرى،
فأيام خلق السموات والأرض هي ستة،
ولا توجد ولا آية تقول إن الله خلق السموات والأرض في ثمانية أيام،
إنما هذه شبهة يستغلها الملحدون للطعن في كتاب الله تبارك وتعالى،
فينبغي علينا دائماً أن نثق بالله وبكتابه فهو خالق الكون وهو أعلم بما خلق.
ماذا نقول عندما نرى هذه الحقائق؟
الحمد لله الذي قال في كتابه :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ }
[ الإسراء : 111 ]
هذه آية علمنا الله كيف نحمده
عندما نرى آية تتجلى أمامنا في القرآن الكريم،
يقول تعالى يعلمنا ماذا نقول أمام هذه الحقائق والآيات المبهرة :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
[ النمل : 93 ] .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس