- الروح بمعنى (القرآن والوحي)،
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا }
قال ابن كثير: يعني القرآن.
{ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ }
قال القرطبي: الروح : الوحي.
{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ }
ومن هذا القبيل قوله سبحانه:
{ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ }
قال الطبري: الروح في هذا الموضع: جبريل.
{ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ }
قواهم بنصر منه على عدوهم في الدنيا، وسمى نصره لهم روحاً؛
وقيل:(الروح) في الآية هنا بمعنى: البرهان.
{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
قال قتادة: أي: من رحمة الله.
ومن هذا القبيل قوله سبحانه:
{ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }
قيل في معنى الآية: معناه في هذا الموضع: ورحمة منه.
قالوا: فجعل الله عيسى عليه السلام رحمة منه على من اتبعه وآمن به
وصدقه؛ لأنه هداهم إلى سبيل الرشاد. وهذا على قول في معنى الآية.
- الروح بمعنى (الراحة من الدنيا)،
{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ }
قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره:
وقال الشوكاني: معناه الراحة من الدنيا، والاستراحة من أحوالها.
- الروح بمعنى (القدرة الإلهية على الخلق)،
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي }
أي: إن الإنسان مخلوق من خلق الله وكائن بقدرته.
هذه أهم المعاني التي ورد عليها لفظ (الروح) في القرآن الكريم،
أن ندرك أن معرفة حقيقة (الروح) ليس لأحد من سبيل إليها،
بل هي مما اختص الله سبحانه بعلمها.
ولعل الحكمة من إخفاء علمها عن المخلوقات،
أن يتأمل الإنسان ويتحقق أن الروح التي جعل الله بها الحياة والراحة والقوة
والقدرة والحس والحركة والفهم والفكر والسمع والبصر...هي من أمر الله،
وهو يباشرها ويعايشها مدة حياته وطول عمره،
ومع ذلك لا يصل علمه إلى شيء من كنه حقيقتها ودرك معرفتها،
فكيف يطمع في الوصول إلى حقيقة خالقها وبارئها،
{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }