الأخت / الملــــكة نور
الإعجاز التشريعي في القرآن
إذا كان الغربيون يتباهون بأن حضارتهم كانت أول حضارة سبقت
وأعلنت حقوق الإنسان رسمياً في مختلف دولها لأول مرة في التاريخ
ويتفاخرون بأنهم لأول مرة في التاريخ
ويتفاخرون بأنهم في القرن العشرين وضعوا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ويعتبرونه النموذج المثالي لهذه الحقوق
فإنهم نسوا أو تناسوا أن القرآن الكريم
قد قرر هذه الحقوق منذ أربعة عشر قرناً بأسمى مبدأ للبشرية جمعاء
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
و الخطاب في هذه الآية موجه للناس جميعاً
وأنهم خلقوا على اختلاف أجناسهم وألوانهم ودياناتهم من رجل واحد
وامرأة واحدة وأنهم متساوون في الميلاد والأصل ،
والقرآن بهذه الآية يركز على وحدة النوع البشري
ولا فضل لأحد إلا بالتقوى .
و قد أشتمل القرآن على كثير من المبادئ السامية
التي تدل على عظمته و أصالته
1- مبدأ حرية العقيدة و الرأي
{ لَا إِكْرَاهَفِيالدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُمِنْالغَيِّ}
{ قُلْ يَا أَيُّهَاالْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2}
وَلَا أَنتُمْعَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4}
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَدِينِ {6}}
2- قواعد عادلة في المعاملات :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِۚ}
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }
{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا
فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ
وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ
فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً }
3- قوانين الأحوال الشخصية :
وهي قواعد عادلة و مستقرة لتعلقها بِأحوال الإنسان الشخصية في الأسرة ،
فوضع الشرع لها نظاماً كاملاً مفصلاً في مسائل الزواج والطلاق والحمل
والعدة والرضاع والنفقة والميراث وحقوق الأبناء وذوي القربى
وتوسع في أحكامها الكلية وجعلها مرنة وقابلة لاجتهاد المجتهدين
من الفقهاء في استنباط أحكامها بما يساير الزمان و المكان
وهو بحق أعظم برهان يدل على عظمة القرآن في تشريعه
لجرائم الحدود التي بين نوعها وحدد عقوباتها التي تتمثل فيها العدالة
والحكمة والرحمة بما فيه الكفاية للردع
والزجر بصورة تكفل الأمن والسلام للعباد و البلاد .