الأخت / الملــــكة نور
قواعد ومبادئ للتحقيق في الجرائم
بداية أن سورة يوسف من السور الرائعة في القرآن الكريم
وذلك لما فيها من معاني ودلالات
(تربوية, دعوية, اجتماعية, قانونية, اقتصادية)
إلى حد وصفها الله عز وجل بأنها من أحسن القصص في القران الكريم
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن
وَإِنْ كُنْت مِنْ قَبْله لَمِنَ الْغَافِلِينَ }
وذلك لأنها احتوت على جميع فنون القصة وعناصرها من التشويق
وتصوير الأحداث والترابط المنطقي كما يقولون علماء القصص
فعلى سبيل المثال : نجد أن القصة قد بدأت بحلم
أو رؤيا رآه يوسف عليه السلام وانتهت بتحقيق وتفسير ذلك الحلم
ونرى أن قميص يوسف الذي استخدم كدليل لبراءة أخوته
كان هو نفسه الدليل على خيانتهم وهذا القميص استخدم بعد ذلك
كدليل لبراءة يوسف نفسه من تهمة التعدي على امرأة العزيز
ومن ثم استخدم كشفاء لعيون والده يعقوب عليه السلام
كل هذا يبين روعة هذه القصة ومعانيها وأحداثها
أما القارئ وكأنه يراها بالصوت و الصورة ..
والأعجب أن هذه القصة تتضمن بيان قواعد ومبادئ قانونية راقية
يعتمدها المحققون في كل الأزمنة والأمكنة من أجل كشف الجناة
في الجرائم الجنائية في كل العالم المسلمين وغير المسلمين ؟؟
حتى نعرف روعة معاني القران الكريم وبداعته و شموله
لكل نواحي الحياة التي يحتاجها الإنسان
ويتبين ذلك من خلال النقاط التالية- :
1-بقع الدم الموجودة في مسرح الجريمة
يعتبر دليلا مهما في كشف الجرائم ومرتكبيها
{ وَجَاءُواعَلَى قَمِيصه بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا
فَصَبْر جَمِيل وَاَللَّه الْمُسْتَعَان عَلَى مَا تَصِفُونَ }
تعتبر من أهم الأدلة في كشف الجناة في ارتكاب الجريمة
وتم تبرئة يوسف عليه السلام من جريمة الاعتداء الجنسي على امرأة العزيز
عن طريق الشاهد الذي كان موجودا في مسرح الجريمة
{ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِن الْكَاذِبِينَ
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ }
يعتبر سيد الأدلة في كشف الجناة والمجرمين في الجرائم الجنائية
ويتبين ذلك بوضوح من خلال الآيات الآتية [ 51-52 ]
التي تنص على اعتراف (نسوة المدينة – و امرأة العزيز )
{ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ
قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
وان الآيتين [91-97 ] التي تشمل اعتراف (أخوة يوسف)
{ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَك اللَّه عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ }
{ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }
إي أن ( نسوة المدينة – و امرأة العزيز – و أخوة يوسف )
اعترفوا ببراءة يوسف عليه السلام وارتكابهم جرائم بحق يوسف.