عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-18-2013, 01:14 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

أقول لكم بصراحة :
أنتم في هذه المجموعة إذا كنتم في محبة شديدة، في مؤاثرة، في تضحية،
في مسامحة، كلٌ منكم يلتمس لأخيه العذر، كلٌ منكم يحب أن يرقى أخوه،
فالحب بين المؤمنين علامة الإيمان, أما البغضاء، والتحاسد، والطعن،
والتشكيك، وإيقاع المشكلات بين المؤمنين، فهذا المجتمع لا يرضى الله عنه،
ولا يرضيه، ولا قيمة له عند الله .
يا أيها الأخوة : نحن أُسرة، أُسرة بكل معنى الكلمة
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَحَاسَدُوا, وَلَا تَنَاجَشُوا, وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا,
وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ, وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ,
لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ , وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ,
كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ , دَمُهُ , وَمَالُهُ , وَعِرْضُهُ )
[ أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة ]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مؤمن كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ,
نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَـةً مِنْ كـُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ,
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ , يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ,
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِـمٍا , سَتَرَه اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ,
وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ )
[ أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة ]
فما أبصرهم النبيّ عليه الصلاة والسلام،
لقد كان النبيُّ فطنًا، والأنبياء كلهم فطِنون
ورأى وفدًا يدخل المسجدَ أول مرة، حتى أدار بعض الكلام وخاطبهم به،
فقال :إني خيرٌ لكم من العُزَّى، ومن كل ما تعبِدون ,
إني خيرٌ لكم من الجمل الأسود، الذي تعبِدونه من دون الله
فما الجمل الأسود ؟
كل عصر فيه شيء ثمين، الآن يقولون لك : ما ثمن الأخضر اليوم ؟
الناس الآن يعبِدون الأخضر من دون الله، أو هذه الخمسمائة,
يقول لك : ثمنها اليوم ثمانية ملايين ، هذه يعبُدها الناس من دون الله،
الشيء الثمين الغالي، الذي يزهو به الإنسان،
هذا شيءٌ يعبده أهل الدنيا من دون الله، ويبدو أن الجمل الأسود،
كان أغلى أنواع الجمال-
وفي زماننا هذا يقول لك قائلٌ :
هذه فيلا رائقة، هنيئاً لصاحبها، ثمنها ثلاثون مليونًا، يا أخي مثل الجنة،
وإذا كانت مركَبة موديل 2000، هذه كم ( $ )،
يقول لك : يا أخي هذه حقًّا سيارة، أقسم بالله رجلٌ
قال : يتمنى أن تدوسَه، واللهِ سمعتها بِأُذني، من شدّة تعلقه بها،
يتمنى أن تمشي فوقه .
فأنت أيها المؤمن :
إنْ كنتَ في جلسة, ودخل شخص فلا تهمله، انتبه له، خاطبه،
إن رأيته مثقفاً ثقافةً عاليةً، وأنت داعية، حدِّثه بالعلم، بالعلم يخضع،
لا تقصَّ عليه منامًا، ولا كرامة،
فإنْ يكنْ بقيَ عنده قليلُ اعتقاد بالدين أذْهبْتَه،
فلا يجوز أن تُخاطب المُتعلم بأشياء ربما تُبعده عن الدين،
كل إنسان خاطبه بلغةٍ يفهمها، فالنبي عليه الصلاة والسلام،
وهو يخطب على المنبر, قال : ما قاله للقادمين؛ زيد وصحبه .
مرة وهذا فضل الله عزَّ وجل، كنت أخطبُ فدخل أحد المُصلين،
أنا حينما أخطب انتبه للحاضرين، فدخل مُصلٍّ وهو أخٌ كريم،
مصاب بمرضٍ عُضال، وأنا أعلم أنه على وشك الموت،
صدِّقوني لقد أشفقت عليه إشفاقاً كبيراً، وخصصته بحديثٍ خاص،


هذا الحديث : يُطيب قلب المرضى، ويجبر قلوبهم، ويطمئنهم أن الله يحبهم،
وما فعل معهم ما فعل إلا ليطهِّرهم، واللهِ ما إن أتممتُ هذا الحديث،
حتى بكى بكاءً شديداً، بكى حباً لله عزَّ وجل، وبعد يومين توفاه الله عزَّ وجل
هل أثر كلام النبي في قلب زيد وهل شهد شهادة الحق
وما هو موقف زر بن سدوس من النبي وماذا حصل بشأن الآخرين ؟
أيها الأخوة : لقد وقع كلام الرسول عليه الصلاة والسلام
في نفس زيد الخيل ومَن معه موقعين مختلفين، بعضهم استجاب للحق،
وأقبل عليه، وبعضهم تولَّى عنه، واستكبر عليه،
قال تعالى :
{ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير }
[ سورة الشورى الآية : 7 ]
أما زر بن سدوس فما كاد يرى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
في موقفه الرائع، تحُفُّه القُلوب، وتحوطه العيون، حتى دبَّ الحسدُ في قلبه،
وملأ الخوف فؤاده، ثم قال لمن معه: إني لأرى رجلاً ليملِكن رِقابَ العرب،
واللهِ لا أجعلُه يملك رقبتي أبداً، ثم توجَّه إلى بلاد الشام،
وحلق رأسه وتنصَّر
قال تعالى :
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }
[ سورة الإنسان الآية : 3 ]
وأما زيدٌ والآخرون : فقد كان لهم شأنٌ آخر، الآن بدأت القصة،
فما إن انتهى النبيّ عليه الصلاة والسلام من خطبته،
حتى وقف زيد الخيل بين جُموع المسلمين، وكان من أجمل الرجال،
وأتمِّهم خلقةً، وأطولهم قامةً، حتى إنه كان يركب الفرس،
فتمَسُّ رجلاه الأرض، كما لو كان راكباً حماراً، وقف بقامته الممشوقة،
وأطلق صوته الجهير،
وقال :يا محمد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله،
فأقبل عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم،
قال : مَن أنت ؟
قال : أنا زيد الخيل بن مُهلهل،
فقال عليه الصلاة والسلام :بل أنت زيد الخير، لا زيد الخيل،
الحمد لله الذي جاء بك من سهلِكَ وجبلك، ورقق قلبك للإسلام
ثم أسلم مع زيد جميعُ مَن صحِبَه مِن قومه .

رد مع اقتباس