عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-03-2013, 10:53 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

الفائدة الرابعة :
الذكر يحي القلب ففي الحديث
عنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ
عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال :
( مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ )
رواهُ البخاري
ورواه مسلم فقال :
( مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ
مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ )
ذاكر الله حي
مر احد السلف على مجلس يذكرون الله فقال لهم هنيئا لكم
ومر على قوم غافلين فقال أحسن الله عزائكم .
الذكر فيه سر عجيب في صلاح الإنسان وتقواه وثباته على طاعة الله
فالله لما أمر بالإكثار من ذكره في سورة الأحزاب بين في أخرها
} لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ {
وفي الذكر سر عجيب في الفتح على العبد والتوفيق والتيسر ففي الحديث
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
) خَصْلَتَانِ - أَوْ خَلَّتَانِ - لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ
هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا
وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ
وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ
وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ
عَطَاءٌ لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ
فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ
يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ ؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ؟
قَالَ ابن عمر كيف لا يحصيها فقال
( يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا
فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا اضْطَجَعَ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا )
فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ
رواه أصحاب السنن الأربعة و صححه الترمذي و الألباني و احمد شاكر .
و في كثرة الذكر يعطي الله العبد قوة في دينه ودنياه ففي الحديث عند البخاري
عن علي أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت
النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك
لأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم
فقال صلى الله عليه وسلم :
( مكانك )
فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري
فقال صلى الله عليه وسلم :
( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما
أو أخذتما مضاجعكما
فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين
فهذا خير لكما من خادم ) .
وخلاصة الأمر لو لم يكن في الذكر إلا قول الله ( ولذكر الله اكبر ) لكفى
فيذكره الله عند الطاعة فييسرها له ويذكره الله عند المعصية فيصرفها
عنه ويذكره الله عند الشدائد فيفرجها عنه .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أما عقوبات الغفلة فهي رابع :
أولا قسوة القلب :
يقول الله
} فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ {
فالقلب اذا خلا من الذكر قسا وإذا قسا لم يستجيب لأمر الله
يقول الله
} وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{
ونهاية قسوة القلب موته
ثانيا ومن عقوبات الغفلة ضيق الصدر :
يقول الله
} وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا {
أي فيه هم وغم وخوف وحزن وهلع وقلق
والعلاج القلب لا ينشرح و لا يطمئن إلا بذكر الله
} الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {
قال ابن القيم :
( إذا أصابك خوف شديد فأكثر من ذكر الله )
وإذا قرأت القران على شخص مريض تنفس في أخره وما صنعت معه
سوى ا ن قرأت القران عليه
ثالثا ومن عقوبات الغفلة تسلط الشياطين :
يقول الله
}وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا{
من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل ومن لم يقبل التمرة فأعطه
الجمرة ومعنى يقيض له شيطان أي يقيض له شيطان فيؤذيه في بدنه
ومنزله وأهله .
فالمؤمن إذا دخل بيته فذكر الله تنحى عنه الشيطان وإذا قدم له الطعام
فذكر الله تنحى عنه الشيطان وإذا أتى فراشه فذكر الله تنحى عنه فلم
يشاركه في ماله وأهله وأما الغافل إذا دخل بيته فلم يذكر الله
قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا قدم له الطعام فلم يذكر الله
قال الشيطان اردكتم العشاء وإذا أتى أهله فلم يذكر الله
فيقول الله
} وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد {
فذكر الله يحصن العبد من الشياطين فإذا ذكرنا الله تحصنا وإذا غفلنا
تسلطت الشياطين علينا
وقال ابن عباس :
( الشيطان جاثم على قلب بني آدم،فإذا سها وغفل وسوس
فإذا ذكر الله تعالى خنس )
وهو جاثم على قلبه يوسوس له فيأمره بمعصية الله ويصرفه عن طاعة الله .

رد مع اقتباس