( الحلقة رقم : 459 ) { الموضوع الـعاشر الفقرة 88 }
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود
لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة
إن من حسن رعاية الاسلام للمرأة واحترامه لها
إذ كانت فى الجاهلية مهضومة الحق مهيضة الجناح
حتى إن وليها كان يتصرف فى خالص مالها
لايدع لها فرصه التملك ، ولا يمكنها من التصرف
فكان إن رفع الإسلام عنها هذا الاصر
وجعل لها المهر وجعله حقا على الرجل لها وليس لأبيها
ولا لأقرب الناس إليها ان يأخذ شيئا منها
إلا فى حال الرضا والإختيار
{ وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً
فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }
وأتوا النساء مهورهن عطاء مفروضا لا يقابله عوض
فإن أعطين شيئاً من المهر بعد ما ملكن من غير إكراه ولا حياء ولا خديعة
فخذوه سائغا لا غصة فيه ولا إثم معه
فإذا اعطت الزوجة شيئاً من مالها حياءاً او خوفاً أو خديعة فلا يحل أخذه
{ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً
فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }
وهذا المهر المفروض للمرأة كما يحقق هذا المعنى
فهو يطيب نفس المرأة ويرضيها بقوامة الرجل عليها
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ
وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }
مع ما يضاف الى ذلك من توثيق الصلات وايجاد اسباب المودة والرحمة
لم تجعل الشريعه حداً لقلته ولا لكثرته
إذ الناس يختلفون فى الغنى والفقر ويتفاوتون فى السعة والضيق
ولكل جهه عاداتها وتقاليدها
فتركت التحديد ليعطى كل واحد على قدر طاقته
وكل النصوص جاءت تشير إلى أن المهر لايشترط فيه
إلا ان يكون شيئاً له قيمه بقطع النظر عن القلة والكثرة
فيجوز أن يكون خاتماً من حديد او قدحاً من تمر أو تعليماً لكتاب الله
وما شابه ذلك إذا تراضى المتعاقدان
ما هى الأحاديث وأقوال الفقهاء فى موضوع قدر المهر ؟
هذا ما سنعرفه ان شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .
حكمة وعظة اليوم آداب التلاوة وبيان افضل اوقاتها
يكره قطع القرآن لمكانة أحد
[ لأن كلام الله تعالى لا ينبغى لأحد أن يؤثر عليه غيره
ويكره قيام القارئ لغير أبيه أو معلمه ]
[ قوم يقرؤون القرآن من المصاحف أو يقرأ رجل واحد
فدخل عليه أحد من الأجله من الاشراف فقام القارئ لأجله
قالوا إن دخل عليه عالم واحد او أبوه أو أستاذه الذى علمه العلم
جاز ان يقوم لأجله وما سوى ذلك لا يجوز ]
[ كان إبن عمر رضى الله عنهما
إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه
ويكره ايضاً الضحك والعبث والنظر الى مايلهى عند القراءة ]
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته