ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان:
والتي تحدَّث فيها عن الأُخوّة بين المسلمين ووجوب تحقيقها،
ونشر المودّة في مُجتمعات المؤمنين،
مُنوِّهًا إلى خطورة الانجِراف خلف مُخطّطات الأعداء من تفريق المسلمين،
وشقّ صفوفهم، وخلخلة وحدتهم،
وقد ذكر في ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالَّة على ذلك.
الحمد لله وليِّ المؤمنين،
وأشهد أن لا إله إلا الله الملكُ الحقُّ المُبين،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ الأمين،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أُوصيكم ونفسي بخير وصيَّة، ألا وهي:
تقوى الله - جل وعلا -؛ فهي خيرُ زادٍ ليوم المعاد.
من أُصول الإيمان وقواعِد الإسلام: تحقيقُ الأُخُوَّة الإيمانيَّة بين المُسلمين،
ونشر المودَّة في مُجتمعات المؤمنين،
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
وإن هذا الأصل العظيم والمبدأَ المتين يقتَضِي حقوقًا وواجبات،
ويتطلَّبُ مسؤوليَّات والتِزامات،
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
إنها أُخُوَّةٌ تقتَضِي أن يسيرَ المسلم في حياتِه تجاهَ المسلمين بكل مسلَكٍ كريمٍ وفعلٍ قويمٍ،
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه )
إنها الأُخُوَّة التي تحمِلُ الصدقَ من القلبِ في جلبِ المصالِح والمنافِع إلى المُسلمين،
ودرءِ الشُّرور والأذى عن المُؤمنين،
{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
( المسلمُ من سلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه )
إن الأُخُوَّة الإيمانية أصلٌ كبيرٌ في الإسلام،
يُزاوِلُه المسلمُ في علاقته بإخوانه المُسلمين ومُجتمعه المُسلم مُزاولَةً عباديَّة،
ويُمارِسُها كشعيرةٍ من شعائِر الإيمان، يقومُ بها المسلم كفريضةٍ عظيمةٍ
لا يدفعُه غرضٌ نفعيٌّ ولا مصلحةٌ ذاتيَّةٌ.