معاشر المسلمين :
من أمارات التوفيق، وعلامات السعادة:
أن يكون المسلم سببًا للأُلفة وعاملاً لجمع الكلمة ووحدة الصفِّ.
وإن من الخُذلان وأماراتِ الخُسران: السعيَ بالإفساد بين المسلمين،
ونشرَ أسباب العداوة بينهم، يقول ربُّنا - جل وعلا -:
{ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ
إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ }
[ النساء: 114 ]
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }
[ الحجرات: 10 ]
{ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ }
[ الأنفال: 1 ]
ويقول - صلى الله عليه وسلم -:
( ألا أخبِرُكم بأفضل من درجَة الصيام والصدقة والصلاة ؟
قالوا: بلى
قال: إصلاحُ ذاتِ البَيْن )
إخوة الإسلام :
إن الإسلام وهو يؤكِّدُ على تحريم الأُخُوَّة الإيمانية ليُحرِّم تحريمًا تأكيدًا
أن يحمِل المسلم البغضاءَ للمؤمنين والعداوةَ للمسلمين، مما يُثيرُ فتنًا لا تُحصَى،
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لا تباغَضُوا، ولا تحاسَدوا، ولا تدابَروا، ولا تقاطَعوا )
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
( تُفتَحُ أبوابُ الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس،
فيُغفَرُ لكل عبدٍ لا يُشرِك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شَحناء،
فيُقال: أنظِروا هذين حتى يصطلِحَا )
فينبغي على كل مسلم أن يحرِص على سلامة قلبِه من الغلِّ لإخوانه المسلمين،
مهما اختلفَ معهم في وجهات النَّظر.
يجبُ عليه أن يُحبَّ لهم كل خيرٍ وصلاحِ ونفعٍ،
فنبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( من أحبَّ أن يُزحزحَ عن النار ويُدخَل الجنة
فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمنُ بالله واليوم الآخر،
وليأْتِ إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه )
بارك الله لنا ولكم فيما سمعنا، أقول هذا القول،
وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ،
فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.