وهنا أضاف الله تعالى صفة الخلود.
3- وأخيراً فإن الآية الثالثة والأخيرة :
تشمل جميع المؤمنين وكل من صدَّق بالقرآن .
{ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }
{ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
في تكرار هذه العبارة هناك معجزات لغوية في كل عبارة ،
ثم انظروا معي إلى التدرج الزمني ، أن الآية الأولى تتحدث عن اليهود ،
والثانية تتحدث عن النصارى والثالثة تتحدث عن المسلمين ،
أي أن ترتيب الآيات جاء مناسب للترتيب الزمني لما تتحدث عنه .
في القرآن الكريم نظام عددي يتعلق بالرقم سبعة ،
فآيات القرآن وكلماته وحروفه
قد رتَّبها الله بنظام يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته ،
وهذا النظام ينطبق على كل القرآن .
وفي مثالنا هذا نلاحظ أن أرقام الآيات الثلاث هي :
هذه الأعداد الثلاثة عندما نضمها ونقرأ العدد الناتج
( كما نفعل في بقية الأبحاث ) نجد أن هذا العدد يصبح( 1198512 )
تأملوا معي ميزات هذا العدد :
1- هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة
أي : يقبل القسمة على سبعة من دون باق ( 1198512 = 7 × 171216 )
وكما نلاحظ أن هذا العدد يقبل القسمة على سبعة من دون فواصل .
2- إن هذا العدد ( 1198512 ) يتألف من سبع مراتب.
فلو تألمنا هذه العبارات الثلاث
نلاحظ أن كل عبارة تتألف من عدد من الكلمات كما يلي :
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا }
{ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
أي نحن أمام ثلاثة أعداد وهي :
وعندما نطبق القاعدة المعروفة ونضم هذه الأعداد نجد العدد ( 875 )
وهو من مضاعفات الرقم سبعة كما يلي ( 875 = 7 × 125 ) .
كل عبارة من هذه العبارات الثلاث تتألف من عدد من الحروف
كما كتبت في القرآن حسب الرسم العثماني :
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا }
{ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
ونحن هنا من جديد أمام ثلاثة أعداد
تمثل عدد حروف كل عبارة من العبارات الثلاث وهي :
ولو قمنا بصف هذه الأعداد الثلاثة
كما فعلنا مع الكلمات نجد العدد ( 332920 )
وهو من مضاعفات الرقم سبعة ( 332920 = 7 × 47560 )
لنلخص ما رأيناه من لطائف في هذه العبارة :
لقد ذكر الله تعالى عبارة :
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
في سورة المائدة ثلاث مرات ،
وجاءت هذه العبارة ضمن آيات تتدرج في معناها اللغوي ،
فالأولى : تتحدث عن اليهود
فجاءت العبارة على الشكل التالي :
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
أما الآية الثانية : فتحدثت عن النصارى وهم أكثر إيماناً من اليهود
فجاءت العبارة على الشكل التالي :
{ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا }
أما الآية الثالثة : تحدثت عن كل من صدَّق بالقرآن
{ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
وهذا التدرج لا يمكن أن يأتي هكذا بالمصادفة ،
بل هو من تنزيل العزيز الحكيم .
وهذا التدرج يذكرنا بحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
عندما أخبرنا أن اليهود قد عملوا جزءاً مما كلفهم الله به
ثم توقفوا وعصوا الله ، فأخذوا جزءاً من الأجر ،
ثم جاء بعدهم النصارى فأكملوا جزءاً من العمل الذي كلفهم الله به
ولكنهم توقفوا أيضاً ، فأخذوا قسماً من الأجر ،
ثم جاء بعد ذلك المسلمون فأكملوا هذا العمل حتى النهاية فأخذوا الأجر كاملاً.
كذلك عندما درسنا أرقام الآيات الثلاث وجدنا تناسقاً مع العدد سبعة
الذي هو أساس النظام العددي للقرآن ،
وعندما درسنا عدد كلمات هذه العبارات الثلاث رأينا تناسقاً مع الرقم سبعة ،
وكذلك عندما درسنا عدد حروف هذه العبارات الثلاث بقي التناسق السباعي
قائماً بشكل لا يمكن أن تكون جميع هذه التناسقات بالمصادفة !
إن كل كلمة في كتاب الله إذا ما تأملناها رأينا فيها تناسقاً وإحكاماً وإعجازاً .
وهذا غيض من فيض إعجاز القرآن الكريم
الذي وصفه الله تعالى بقوله :
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم المهندس / عبد الدائم الكحيل